العوامل الطبيعية والتضريسية والمناخية لم تكن وحدها ما يميز قرية "الدويلية" في ريف "القدموس"، إنما حكايات التاريخ عمن سكنوا هذه الأرض، وبطولاتهم وتضحياتهم تؤكد أنها فعلاً تستحق أن توصف بأرض الأباة.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 3 أيلول 2018، المهندس "الوليد صالح" من أهالي قرية "الدويلية" ليحدثنا عن موقع القرية والسكان، حيث قال: «تقع القرية في الجبال الساحلية الغربية، حيث تمتد على عدة جبال بمسافة تقارب ثلاثة كيلو مترات، كما تراوح ارتفاعاتها ما بين ثمانمئة وخمسين متراً، وتسعمئة وخمسين متراً عن سطح البحر، والقرية تابعة من الناحية الإدارية إلى مدينة "القدموس"، وتبعد عنها مسافة كيلومترين فقط، كما تحيط بها عدة قرى، منها: قرية "جوفين" من جهة الغرب، وقرية "الدي" ووادي "المورد" من جهة الشرق، ومن الشمال "وادي جهنم"، أما من جهة الجنوب، فتحدها مدينة "القدموس" وحيّ "الميدان".

من خلال المسح الأثري لم يتبين لنا وجود أي آثار فيها. أما فيما يخص التسمية، فكلمة "الدويلية" يرجح أن تكون اسماً سريانياً مركباً من "دويْ"، بمعنى ضعُف أو تعس، وليت بمعنى ما بقيَ، أو ما عادَ، أو لا يوجد، أو ليسَ، وبهذا يصبح المعنى الضعف والتعاسة قد انتهت، ولم يعد لها أثر، وبمعنى آخر الأباة الذين رفضوا الذل والبؤس؛ أي تسمية "الدويلية" تعني أرض الأباة

أحياؤها خمسة، وهي: "بستان الحلاوة"، و"العباسه"، و"المدرسة"، والقرية القديمة، و"المختار". ويبلغ عدد سكانها نحو ألفين وخمسمئة نسمة تقريباً، ومن أبرز العائلات فيها عائلة "تلي" و"صالح" و"مرجان" و"سليمان" و"بريقا" و"داؤود"، والقرية كانت قد أحرقت بين عامي ألف وتسعمئة وتسعة عشر، وألف وتسعمئة وعشرين بسبب مشاركة أهاليها في ثورة الشيخ "صالح العلي" ضد المحتل الفرنسي، وفي الحرب التي تشهدها "سورية" قدمت خمسة عشر شهيداً».

المهندس الوليد صالح

ويضيف: «تطل القرية على وادٍ عميق يسمى وادي "المورد"، وهو متصل في نهايته بوادي "جهنم". ومن أكثر الزراعات التي تشتهر بها زراعة التبغ الذي يعدّ المحصول الرئيس، وفيها أنواع مختلفة من الأشجار المثمرة، خاصة أشجار الجوز، والكرمة، والتين، والتفاح، والخوخ، والإجاص، والدراق. وفيها عدة ينابيع، منها: نبع "نجام"، ونبع "العباسه"، وهناك ينابيع وعيون أخرى، لكن -يا للأسف- أصبحت شتوية فقط؛ حيث خفت غزارتها خلال العقدين الأخيرين، إلى جانب ذلك يوجد فيها معملان للأعلاف؛ أحدهما في حارة "بستان الحلاوة"، والآخر في حارة المدرسة، إضافة إلى آلة لتقشير ثمر الجوز "المراجة"، وتعدّ الآلة الوحيدة من نوعها في المنطقة، إضافة إلى الفندق الشهير باسم "نسيم الجبل"».

وعن الجانب الخدمي في القرية، قال المدرّس "محمد أنيس مرجان": «في القرية مدرستا تعليم أساسي حلقة أولى وثانية، كما ترتفع نسبة المتعلمين فيها، إضافة إلى توفر بعض الخدمات، كشبكة كهرباء، وشبكة لمياه الشرب، وخطوط هاتف، لكن هناك نقصاً في خدمات الإنترنت، وتعاني القرية عدم وجود شبكة للصرف الصحي، وهذا ما يؤدي إلى الكثير من المعاناة بالنسبة للأهالي، والمطالب كثيرة بهذا الشأن منذ سنوات طويلة لكن من دون أي جدوى. أما الطرقات، فهي بحاجة إلى المزيد من الاهتمام، فالطريق الرئيس الذي يصل القرية بمدينة "القدموس" يحوي الكثير من الحفر، وباقي الطرقات زراعية لا تزال وعرة، أيضاً من أبرز المشكلات عدم وجودة إنارة ليلية في الشارع الرئيس وبين الحارات، باستثناء الحي القريب من مدينة "القدموس"».

من طبيعة القرية

وعن تاريخها ومعنى التسمية يقول "بسام وطفة" رئيس قسم التنقيب في دائرة آثار "طرطوس": «من خلال المسح الأثري لم يتبين لنا وجود أي آثار فيها. أما فيما يخص التسمية، فكلمة "الدويلية" يرجح أن تكون اسماً سريانياً مركباً من "دويْ"، بمعنى ضعُف أو تعس، وليت بمعنى ما بقيَ، أو ما عادَ، أو لا يوجد، أو ليسَ، وبهذا يصبح المعنى الضعف والتعاسة قد انتهت، ولم يعد لها أثر، وبمعنى آخر الأباة الذين رفضوا الذل والبؤس؛ أي تسمية "الدويلية" تعني أرض الأباة».

القرية عبر غوغل إيرث