الحيّ الشّرقي في مدينة "صافيتا" كان في الماضي قريةً تدعى "صهيون"، تميّزها بإطلالاتها الجميلة على الوديان والمرتفعات، وقربها من سد "الأبرش" جعلها من أهم المعالم السّياحيّة في المنطقة.

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت بتاريخ 5 آب 2019 المدرس "فوزي أحمد" من أهالي "الكرامة" ليحدثنا عن الموقع والسّكان والمعيشة فيها، فقال: «تبعد القرية عن مركز مدينة "صافيتا" حوالي كيلومترين فقط، وهي تابعةٌ لها من النّاحية الإداريّة، بل وتعدُّ أحد أحيائها، وتعرف أيضاً بالحي الشّرقي، وتبعد عن مدينة "طرطوس" حوالي ثلاثين كيلومتراً، أمّا حدودها فمن الشّمال قرية "ضهر البياطرة"، ووادي فيه ثلاثة ينابيع، ومن الجنوب قرية "السّيسنيّة"، ومن الشّرق أيضاً هناك وادي وقرية "بدادا"، وهناك نهر الأبرش الذي يشترك مع كل من "الكرامة" و"بدادا" و"السّيسنيّة" من جهتي الجنوب والشّرق، أمّا من الغرب فهي متّصلة مع "صافيتا" بشكل مباشر، كما يبلغ عدد السّكّان فيها حوالي ألفي نسمة، وفيها عدد من العائلات العريقة وتفرّع عن كل عائلة عدّة عائلات ومنها: "خضر"، "درويش"، "فوزي"، "بلقيس"، "شحّود"، "ابراهيم"، "اسماعيل"، "بركات"، "حمّود"، "غانم"، "سليمان"، "أحمد"، "خضّور"، "حسن"، "خليل"، "إدريس"، "حسين"، "عبدو"، "عمران"، "زريبة"، و"حمدان"، ومعظم العائلات هنا تعتمد على الزّراعة، ولدينا الآلاف من أشجار الحمضيّات من مختلف الأنواع، وأيضاً أشجار الزّيتون من أهم الزراعات في المنطقة، وخلال الـ15 سنةً الأخيرة شهدت "الكرامة" انتشاراً واسعاً للبيوت البلاستيكيّة، وبشكل عام جميع محاصيلنا ومنتجاتنا نصدّرها للأسواق للاستفادة من مردودها».

"الكرامة" من الإكرام فنقول صنعتُ ذلك كرامةً لك، أي إكراماً لك، والكرامة من العزّة والأمر الخارق للعادات، أمّا معنى تسميتها القديمة "صهيون" فيرجّح أن يكون سريانياً من كلمة صهيا أي عطشان أو جاف أو طامع، والواو والنّون للتّصغير، وبهذا يكون المعنى الطّامع الصّغير أو العطشان الصّغير أو الأرض الصّغيرة الجافّة، أيضاً صهيون في اللهجة الكلدانيّة تعني اليابس النّاشف العطشان، والفرات وقت نقصانه، وهي الفعل من صهى وصهيو أي اليابس الخالي من الماء، ويقول الدكتور "وديع بشّور" أن "صهيون" اسم كنعاني يعني "المشمس الجاف"

وعن الجانب الخدمي يقول: «بشكل عام تتوافر الخدمات من شبكة لمياه الشرب، وخطوط الهاتف وخدمات الإنترنت وشبكة الكهرباء، وأيضاً شبكة للصّرف الصحّي لكنّها تعاني من بعض المشاكل منها مشكلة التسرّبات وما ينتج عنها من تلوّث خاصّةً في الأراضي الزّراعيّة، وهي مشكلة تتكرّر بشكل سنوي في موسم الأمطار الغزيرة، وأيضاً هناك مشكلة الطرقات فهي مملوءة بالحفر والتّعرّجات، وجميعها بحاجة إلى تعبيد، أمّا الطّرقات الزراعيّة فهي أيضاً بحاجة إلى الكثير من الاهتمام والتخديم، وخاصّةً أنّ مساحات الأراضي الزراعيّة كبيرة وواسعة، وهناك الطّريق باتجّاه سدّ "الأبرش" بحاجة إلى إكمال العمل ما سيعود بالنّفع الكبير على المنطقة بأكملها، أمّا من ناحية التعليم فنسبة المتعلّمين في القرية كبيرة جدّاً وفيها الأطباء والمهندسين والمدرّسين والخريجين الجامعيين من مختلف الاختصاصات».

من الإطلالات

ويتابع: «حي "الكرامة" كان في الماضي قرية تدعى "صهيون"، وهو اسم يدلّ على المكان المرتفع، وبالفعل فالقرية تقوم على تلّة محاطة بالوديان من مختلف جهاتها، وتقول إحدى الرّوايات التي تناقلها الأبناء عن الأجداد، أنّ قرية "السّيسنيّة" المجاورة كانت تسميتها مرتبطة بسياسة الخيول، أمّا "صهيون" فقد كانت المرعى وقد سمّيت بـ"صهيول"، أمّا "ضهر البياطرة" تسمية مرتبطة بمهنة البيطرة، لكن تبقى هذه مجرّد روايات شعبيّة قديمة، ومن جانب آخر تتميّز قريتنا بكثرة المغتربين فيها منذ عشرينيّات وثلاثينيّات القرن الماضي، ومعظم أجدادنا كانوا من المهاجرين بالأخص إلى "البرازيل"، وعائلة واحدة فقط هاجرت إلى "أمريكا" الشّماليّة، وقد كانوا حقيقةً من المنتجين الذين عملوا بكلّ جهدهم في المهجر ليعودوا ويشتروا الأراضي الزراعية من الإقطاعيين، ويستردّوا حقّهم فيها، أمّا في السّبعينيّات فقد تحوّلت الهجرة باتجاه "الكويت"، و"الإمارات"».

أمّا عن معنى تسميتها فيقول "بسام وطفة" رئيس قسم التّنقيب في دائرة آثار "طرطوس": «"الكرامة" من الإكرام فنقول صنعتُ ذلك كرامةً لك، أي إكراماً لك، والكرامة من العزّة والأمر الخارق للعادات، أمّا معنى تسميتها القديمة "صهيون" فيرجّح أن يكون سريانياً من كلمة صهيا أي عطشان أو جاف أو طامع، والواو والنّون للتّصغير، وبهذا يكون المعنى الطّامع الصّغير أو العطشان الصّغير أو الأرض الصّغيرة الجافّة، أيضاً صهيون في اللهجة الكلدانيّة تعني اليابس النّاشف العطشان، والفرات وقت نقصانه، وهي الفعل من صهى وصهيو أي اليابس الخالي من الماء، ويقول الدكتور "وديع بشّور" أن "صهيون" اسم كنعاني يعني "المشمس الجاف"».

أ. فوزي أحمد
قرية الكرامة على الخريطة