قرية بسيطة بعلاقاتها الاجتماعية، تربعت على سفح جبل "الشيخ أبو إسماعيل" المرتفع عن سطح البحر 700 متر، مشكّلة الوجهة الغربية له بتدرج منازل حاراتها الثلاث وينابيعها العذبة الخمسة، ومع تعدد العائلات التي استوطنتها قديماً تشكلت حالة اجتماعية جميلة بتآلفها، هي قرية "العوينات".

مدوّنةُ وطن "eSyria" زارت بتاريخ 14 حزيران 2020 قرية "العوينات" والتقت مختار القرية "علي حسن" الذي قال: «قريتنا قديمة جداً من حيث الاستيطان البشري فيها، ويمكن أن يكون هذا الاستيطان على عدة مراحل أو عدة فترات زمنية متباعدة، وهي تتبع لبلدية "دوير رسلان" وتبعد عنها من الجهة الجنوبية الغربية نحو خمسة كيلومترات، وتتبع إدارياً لمدينة "الدريكيش" وتبعد عنها نحو أربعة عشر كيلومتراً، أما عن مدينة "طرطوس" فهي تبعد نحو 55 كيلومتراً».

قريتنا قديمة جداً من حيث الاستيطان البشري فيها، ويمكن أن يكون هذا الاستيطان على عدة مراحل أو عدة فترات زمنية متباعدة، وهي تتبع لبلدية "دوير رسلان" وتبعد عنها من الجهة الجنوبية الغربية نحو خمسة كيلومترات، وتتبع إدارياً لمدينة "الدريكيش" وتبعد عنها نحو أربعة عشر كيلومتراً، أما عن مدينة "طرطوس" فهي تبعد نحو 55 كيلومتراً

أما عن تاريخ أول استيطان بشري فقال "صالح غصة" عامل حر من أهالي وسكان القرية: «موقع القرية مسكون من أجدادنا منذ حوالي 1400 عام خلت، ودلالة هذا التاريخ تعود لما قرأناه في "المعجم الجغرافي للقطر العربي السوري" المجلد الرابع في الصفحة 358 بأن الاستيطان البشري فيها منذ عام 550 ميلادي، حيث تقع على السفح الجنوبي الأوسط لمهماز جبلي يعد امتداداً لجبل "الشيخ أبو إسماعيل" الكائن مقامه في أعلى القرية، والمؤرخ وجوده عام 776 ميلادي.

علي خليل

وبالنسبة لسبب تسمية القرية فجميع آراء الأهالي فيها وخاصة المتناقلة بالتواتر عبر الأجداد تجمع وتؤكد أن سبب تسميتها يعود لكثرة عيون المياه العذبة المنتشرة في مختلف أرجائها كنبع "الشرشار"، نبع "عين بلاط"، نبع "النبابيع"، نبع "عين الشكارى" ونبع "الضيعة"، حيث تميزت هذه الينابيع باستمرار تدفق مياهها الجوفية العذبة على مدار العام، كما يوجد أسفل القرية نهر "قيس وليلى" الذي يتغذى من نبع "عين بلاط" بشكل أساسي».

وفي لقاء مع "علي خليل" من أهالي وسكان وعضو مجلس بلدي في بلدة "دوير رسلان" قال: «تتميز قريتنا بينابيع المياه العذبة المتوضعة غالباً في مرتفعات القرية والتي تروي قرى المنطقة بالكامل تقريباً، حيث كشفت مجاري وأقنية حجرية كشبكة متصلة مع بعضها البعض منها إلى مختلف المناطق، وذلك حين حفرت إحدى المواقع الحراجية لدينا.

من ينابيع القرية

والقرية موزعة على ثلاث حارات ومزرعة تتبع لها وتسمى "قنية علوش"، والحارات هي الحارة التحتانية أسفل القرية وأكبر عائلاتها من حيث التعداد السكاني آل "دروبي"، والحارة الوسطانية منتصف القرية وأكبر عائلاتها كعدد سكان آل "غصة"، والحارة الفوقانية أعلى المواقع الجغرافية للقرية وأكبر عائلاتها آل "الناصري"، كما يوجد في القرية عائلات كرام كثر منها آل "خليل"، آل "معروف"، آل "حمدان"، آل "إبراهيم"، وآل "حسن".

وبالنسبة لعدد السكان فهو لا يتجاوز 1350 نسمة موزعين كالتالي: 950 نسمة في القرية الأساسية، وحوالي 400 نسمة في مزرعة "قنية علوش"، وتميزت القرية سابقاً بتربية دودة الحرير بشكل أساسي كمصدر عمل هام بالنسبة للسكان القدامى، بدلالة أشجار التوت المعمرة الجميلة التي كانت موجودة في القرية منذ زمن بعيد، كما أن إطلالتها المفتوحة من الجهة الغربية جعلتها مقصداً سياحياً هاماً في الصيف لمحبي الطبيعة الجبلية الخضراء، ويمكن من أعلى قمة جبل "الشيخ أبو إسماعيل" مشاهدة ثلاث محافظات بكل وضوح.

موقع القرية وفق جوجل إرث

وجميع هذه الميزات جعلت من طبيعة العلاقات الاجتماعية بين السكان جيدة جداً وأغلبها تتدخل فيها علاقات المصاهرة، وكذلك انعكس على المستوى التعليمي العالي بين أبناء القرية، فلدينا ما يزيد على ستين شهادة جامعية بمختلف الاختصاصات، مع انعدام الأمية، والاعتماد على العمل الوظيفي في الحياة الاقتصادية، والزراعة المنزلية البسيطة للاكتفاء الذاتي، وزراعة الزيتون والتفاح وبعض أنواع الحمضيات وبعض البيوت المحمية بخلاف بقية القرى المحيطة بنا، نتيجة طبيعة المناخ الدافئ المحمي والمتأثر جغرافياً».

وفي لقاء مع "مهند إسماعيل" رئيس مجلس بلدة "دوير رسلان" قال: «بالنسبة للطرق في قرية "العوينات" هي جيدة في الوقت الحالي نتيجة متابعتها بشكل مستمر، وأيضاً الصرف الصحي نتيجة حل آخر مشاكله منذ فترة قريبة، وهي ترتفع عن سطح البحر نحو 700 متر، ويحدها من الجهة الجنوبية الغربية قرية "وطى ذكية" ومن الجهة الشرقية قرية "بويضة الزمام" ومن الجهة الجنوبية قرية "محصر" ومن الجهة الشمالية قرية "الصفاصيف".

وبالنسبة للزراعة فيها فالأهالي يعتمدون على زراعة أشجار الزيتون وأشجار التفاح والحمضيات، وزراعة البيوت المحمية كتجارب معدودة خجولة، والغالبية مكتفية ذاتياً من الخضار المنزلية ضمن الحواكير الصغيرة، فالتربة لدينا بيضاء بنسمة 85 % وهي مناسبة لزراعة الزيتون والتفاح».