للزراعة المحمية مزايا متعددة دفعت أكثر المزارعين إلى اختيارها، أهمها: إنتاج محاصيل الخضروات في غير مواسمها العادية، وزيادة الإنتاج لزيادة كثافة النباتات، وتقليل الاستهلاك في كميات مياه الري، إضافةً إلى التحكم بدرجات الحرارة والحماية من الصقيع.

انتشرت البيوت البلاستيكية، أو ما يسمى الزراعة المحمية في منطقتنا الساحلية بشكل واسع في السنوات الأخيرة.

eTartus التقى المهندس "أحمد عبد الكريم" بتاريخ 16/12/2008 وعند سؤاله عن أحدث طرق التدفئة للبيوت البلاستيكية أجاب: «تعد التدفئة بالماء من أفضل الطرق، حيث يتم ذلك عن طريق رش الماء على شكل رذاذ فوق الأغطية البلاستيكية عند انخفاض درجة الحرارة إلى ما دون الصفر، حيث أن التدفئة تكون بسبب عاملين في آنٍ واحد، الأول هو تشكل طبقة جليدية فوق النايلون تعمل على حفظ درجة الحرارة في الداخل، لأن التربة ليلاً تبدأ بفقدان حرارتها المختزنة خلال فترة النهار على شكل أشعة تحت الحمراء، أو ما يسمى أشعة حرارية infrared، فتمنع هذه الطبقة الجليدية المتشكلة خروج هذه الأشعة عبر النايلون ليلاً، والعامل الثاني هو أن الماء الذي يرش فوق النايلون يكون بدرجة حرارة تصل إلى 16م، وعند تجمده فإنه يفقد هذه الحرارة مما يكسب الطبقة الهوائية الملامسة للطبقة الجليدية درجة حرارة معتدلة».

المهندس أحمد عبد الكريم

وعن مزايا طريقة التدفئة هذه أضاف: «تعد هذه الطريقة من أفضل الطرق بسبب سهولة وسرعة التطبيق، واختصار الوقت، كما أنها لا تشكل أي تلوث بيئي، وهي غير مكلفة حيث تحتاج إلى مضخة وشبكة وهذا ما يقارب الـ1000 ليرة سورية فقط».

ومن دلائل انخفاض درجة الحرارة على النبات والتي يعرفها أي مزارع هي تلون الأوراق باللون الأحمر. ومن الملاحظ أن البيوت المدفأة تتفوق في الإنتاج على البيوت غير المدفأة.

شبكة المياه فوق البيوت البلاستيكية.

وعند حديثنا عن مقارنة التدفئة بالماء مع الطرق التقليدية الأخرى قال: «مقارنة بالتدفئة بواسطة مدافئ الوقود مثلاً، فإنها تشكل تلوثاً بيئياً، إضافة إلى ارتفاع التكلفة ووقت العمل الطويل. وبالنسبة للتدفئة بالماء فيمكن إضافة النايلون الحراري في المناطق الأكثر تعرضاً للصقيع، وهو عبارة عن نايلون معالج كيميائياً يوضع من الداخل، وتكون المناطق الأكثر تعرضاً للصقيع هي الأبعد عن البحر عموماً في منطقتنا الساحلية. أما بالنسبة لمعوقات هذه التقنية فيمكن أن تتمثل في حالاتٍ نادرة بعدم توفر الماء أو انقطاع التيار الكهربائي».

أما السيد "آصف صالح" فأشاد بمزايا النايلون الحراري بعد استخدامه له قائلاً: «يمكن للنايلون الحراري أن يحفظ الحرارة الداخلية ثلاث درجات تقريباً أعلى من المعدل، ولقد حرصت على وضعه بطريقة جيدة وذلك برفعه ليلامس النايلون الخارجي تقريباً بخلاف العديد من المزارعين الذين يضعونه في مستوى متوسط لاختصار الوقت، ومع ذلك سيتوجب عليهم رفعه للأعلى عند نمو الشتول إلى نفس المستوى. بالرغم من أن فعالية هذا النايلون الحراري تدوم خلال موسم واحد فقط، أي حوالي أربعة أشهر، إلا أنني أتركه صيفاً لأنه يساعد في تشكيل ظلّ أفضل مع طبقة الكلس التي نرشها من الخارج، كما أن تكلفته هي قليلة».

النايلون الحجراري من الداخل.

بالإضافة إلى التدفئة هناك إجراءات ضرورية خلال فترة الزراعة لا بدّ لكل مزارع جديد في هذا المجال من التعرف عليها منها: حماية البيوت البلاستيكية من الرياح القوية، التهوية، تعقيم التربة، خدمة الشتول بعد الزراعة (اللف والتقليم، السقاية)، التسميد الأساسي والتسميد الدوري».