تطور الاهتمام في السنوات الأخيرة بموضوع التخلص من النفايات الطبية ومعالجتها وحاز ولا زال على قسط كبير من الدراسة والاهتمام.

لتسليط المزيد من الضوء على أنواع النفايات الطبية وآثارها المحتملة، قمنا بزيارة "مديرية الصحة" بتاريخ 5/7/2009، وهناك تعرفنا على التفاصيل من رئيس "دائرة المشافي" د. "أحمد زاهر".

من المتوقع إنجاز محطة معالجة بطريقة التعقيم الحرارية الرطبة ولم يتم تحديد الموقع بعد، والمشروع قيد المتابعة مع "وزارة الصحة"

أجاب بداية عن سؤالنا حول آثار النفايات الطبية في حالات إهمال معالجتها فقال: «الآثار السلبية عديدة ومتنوعة حسب نوع النفايات، فالنفايات الناتجة عن المواد المشعة هي الأكثر خطراً لأنها قد تسبب أوراماً أو تشوهات، ثم "النفايات الكيماوية" التي قد تسبب تسممات، "انتانية" والتي يمكن أن تسبب أمراضاً متنوعة، تنفسية، هضمية أو جلدية، ويمكن عزلها ومعالجتها بتخصيص وحدة لمعالجة النفايات الطبية لتفادي خطرها».

د. "أحمد زاهر"

إمكانية تدوير النفايات الطبية وإعادة استخدامها لا تنال أي استحسان يذكر، والسبب في ذلك بحسب قوله: «لا ينصح بتدوير النفايات الطبية بسبب عدم التأكد من انتفاء ضررها بعد المعالجة خاصة بالوضع الحالي، والوحدة التي تم تخصيصها في مكب "معمل الإسمنت" هي تدبير مؤقت لا يغني عن الوسائل الأكثر فعالية مثل المحارق والطرق الأحدث».

أنواع النفايات الطبية، والكميات التي تنتجها المشافي والمراكز الصحية في المحافظة شرح عنها فقال: «تقسم النفايات الطبية إلى قسمين رئيسيين هما العامة وغير الخطرة والنفايات الطبية الخطرة، أما العامة فتشكل ما نسبته 75- 80% من مجموع النفايات الطبية وهي الناتجة عن المطابخ، غرف المرضى، المطاعم، الأقسام الإدارية والمكاتب وتعامل معاملة النفايات المنزلية».

عبوة للنفايات الطبية الحادة والجارحة

القسم الآخر والذي تتمثل به خطورة النفايات الطبية قال عنه: «النفايات الطبية الخطرة هي التي يمكن أن تؤدي إلى احتمال خطر مباشر على صحة الإنسان والبيئة وتقسم إلى عدة أنواع، فمنها المعدية كضمادات الجروح أو الحروق ومزارع الجراثيم وغيرها، نفايات باثولوجية (عضوية) منها الأنسجة وسوائل الدم وغيرها، الحادة والجارحة، الصيدلانية أو الدوائية وهي الأدوية والمنتجات الصيدلانية غير المرغوب باستعمالها، الكيميائية الصلبة أو السائلة أو الغازية كالمطهرات وسوائل التصوير الشعاعي والمواد المخبرية، المواد المشعة التي تحتوي على مواد مشعة تستخدم في التشخيص أو العلاج أو الأبحاث، العبوات المضغوطة كنفايات غازات التخدير والتعقيم، ونفايات أخرى كالعناصر الثقيلة والمواد السامة للخلايا وغيرها».

عملية جمع النفايات الطبية وترحيلها تتطلب تدابير مناسبة لتفادي خطرها، وهذا ما أوضح عنه عندما قال: «ترحل النفايات الطبية من الشعب والأقسام والمكاتب مرتين يومياً إلى حاويات كبيرة لها نفس ألوان الأكياس والعبوات وعليها بطاقات تعريف، وهي كتيمة وغير قابلة للتسرب،يتم التخلص النهائي من النفايات الطبية بوسائل مختلفة هي "نظام المحارق"، أو باستخدام تقنيات تعتمد على الحرارة والضغط والرطوبة.

عبوة للنفايات الطبية العامة

وتنتشر حالياً تقنية تعقيم النفايات الطبية بالحرارة والرطوبة والضغط، وتتميز بأنها سهلة التشغيل وأقل كلفة وتلويثاً للبيئة، وذات طاقة إنتاجية عالية إضافة إلى إمكانية أن تكون متنقلة».

الإجراءات المتخذة والمعممة على كافة المشافي تحدث عنها د. "أحمد زاهر" فقال: «بالنسبة لموضوع النفايات الطبية طلبنا من مدراء المشافي تسمية فريق جمع وفصل للنفايات الطبية، ووضع العادية منها في أكياس سوداء محكمة الإغلاق، والطبية في أكياس صفراء غير قابلة للتسريب والثقب ومحكمة الإغلاق مع وضع بطاقة تعريف عليها تبين نوعها وتاريخ جمعها ومصدرها، وطلبنا أيضاً وضع الأدوات الجارحة والثاقبة في أوعية بلاستيكية لها غطاء وغير قابلة للثقب، وتأمين حاويات بلاستيكية ذات غطاء في كل شعبة أو جناح، وتأمين عربة خاصة لنقل القمامة لكل نوع أو عربة ذات حوضين للنوعين معاً».

في مشفى بانياس يقول د. "غيث الصموعة"- مدير المشفى عن معالجة النفايات: «يتم جمع النفايات الصلبة في أوعية خاصة وبعد ذلك توضع في محارق خاصة في قسم مخصص ضمن المشفى، حيث تعرض لدرجة حرارة 400- 600 د، ثم ترحل مثل بقية النفايات، أما النفايات الطبية السائلة فيتم التخلص منها في الصرف الصحي».

الجديد بالنسبة للنفايات الطبية وعلى مستوى المنطقة الساحلية هو ما أوضح عنه د. "زاهر" قائلاً: «تم تشكيل لجنة تضم ممثلين عن "المحافظة"، "مديرية الصحة" و"مجلس المدينة" لإعداد خطة عمل لمشروع استراتيجية إدارة النفايات الطبية في الساحل السوري وقد طرحت عدة أفكار».

نتائج تشكيل فريق العمل المكلف بمعالجة موضوع النفايات عبّر عنها مدير النظافة "مصطفى ابراهيم" بقوله: «من المتوقع إنجاز محطة معالجة بطريقة التعقيم الحرارية الرطبة ولم يتم تحديد الموقع بعد، والمشروع قيد المتابعة مع "وزارة الصحة"».