بهدف إيصال المواد التموينية المقننة المدعومة حكومياً والمحروقات بعيداً عن الهدر والفساد والاختناقات إلى مستحقيها، وتأمين فرص عمل لجرحى الجيش والقوات الرديفة؛ أطلق مشروع "البطاقة الذكية" المؤتمتة، وسار بعدة مراحل تجريبية وتشغيلية وتنفيذية.

الموظف "محمود عيسى" استفاد من فرصة عمل ضمن مشروع "البطاقة الذكية"، وقال لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 12 تشرين الأول 2017: «وضعي الصحي لكوني جريح حرب لم يعد يساعدني في تأمين دخل مادي يقيني العوز الاجتماعي، لكن عملي في المشروع حقق بنظري عدالة اجتماعية تنقصني كما أي شاب حاله ووضعه يشبهني، فبت من أصحاب الدخل الجيد الذي يساعدني على تأسيس أسرة مستقرة».

المشروع يوفر ما بين 400 إلى 600 فرصة عمل بحسب نقاط البيع المحدثة وعدد الخدمات المقدمة التي ستدخل ضمن المشروع، وقد حجزت هذه الفرص لجرحى الجيش والقوات الشعبية الرديفة

السائق "أسامة حسن" أكد أنه بعد امتلاك "البطاقة الذكية" لم يعد يضيع الكثير من الوقت للحصول على مخصصاته من المحروقات، خاصة في أوقات الازدحام؛ وهو ما ساعده على تحسين نتائج عمله اليومي.

جرحى مستفيدون من فرص العمل

وفي لقاء مع المهندس "رفعت سليمان" مدير التنمية الإدارية ومدير مشروع أتمتة الدعم الحكومي عن طريق "البطاقة الذكية"، قال: «مشروع الدعم الحكومي عبر "البطاقة الذكية" بنوعيها للمركبات والاجتماعية العائلية، خطوة رائدة في مجال الدعم الحكومي، والبطاقة الاجتماعية العائلية أطلقت للمرة الأولى في "سورية" كمشروع تجريبي تدريجي في منطقة "القدموس" في شهر آب 2016، والآن نحن ضمن خطوتين للمشروع؛ الأولى تنفيذية، والثانية تشغيلية.

بالنسبة للخطوة التنفيذية، فهي ضمن مرحلتين: الأولى إدخال البيانات للمستفيدين، والثانية مرحلة تسليم هذه البطاقات لهم بعد تفعيلها. وفيما يخص الخطوة الثانية التشغيلية، فهي مرحلة الاستفادة منها، وإيصال المواد المدعومة حكومياً من الدولة إلى مستحقيها بعيداً عن الفساد والآليات غير المضبوطة، حيث إن الآلية المؤتمتة هي السبيل لعملية الضبط، إضافة إلى الآليات الأخرى غير المرئية لاستخدام البطاقة، كالحدّ من الهدر والتزوير.

المهندس رفعت سليمان

بدأنا تجربة المشروع على مادة مازوت التدفئة باعتبار أن فصل الشتاء قد اقترب، وبدأت الاحتياجات الفعلية لهذه المادة، وخاصة في المناطق البعيدة كـ"القدموس"، والأمور تسير بطريقة جيدة ومضبوطة.

اليوم نحن في مرحلة زيادة عدد الخدمات التي يمكن تقديمها عبر البطاقة، كالسلل الإغاثية والسكر والأرز أو أي مادة يمكن أن يحصل عليها اختناق أو مشكلات في عملية التوزيع، وذلك وفق تدرج شاقولي لعدد هذه الخدمات، بالتوازي مع تفعيل بطاقة المركبات العامة العاملة ضمن خطوط النقل في مدينة "طرطوس"، حيث تمّ العمل بموجب هذه البطاقة على حافلتي "ميكرو باص"؛ تعملان داخل مركز الانطلاق، عبر مركز إدخال البيانات إلى شبكة "البطاقات الذكية" في ضاحية "المجد" مقابل الكراج الجديد، حيث ستعمّم التجربة على كافة السيارات العاملة في المحافظة، والبالغ عددها 3600 سيارة، كباكورة العمل في منح البطاقة لكافة مركبات المحافظة، الذي يصل عددها إلى أكثر من 160 ألف مركبة، وهذا لضمان ضبط توزيع المحروقات، وتخفيف الكثير من الهدر».

خلال تعبئة المحروقات على البطاقة الذكية

فرص عمل مهمة نتيجة هذا المشروع، قال عنها: «المشروع يوفر ما بين 400 إلى 600 فرصة عمل بحسب نقاط البيع المحدثة وعدد الخدمات المقدمة التي ستدخل ضمن المشروع، وقد حجزت هذه الفرص لجرحى الجيش والقوات الشعبية الرديفة».

المهندس "حسان حسن" عضو المكتب التنفيذي المختص بقطاع المحروقات، قال: «وجود هذه البطاقة يعني ضمان حصول المواطن على المواد العينية أو الدفعات النقدية المدعومة حكومياً؛ أي وصول الدعم الحكومي المتعدد إلى المواطنين المستهدفين مباشرة من دون أي وسطاء، ويعدّ مشروع "البطاقة الذكية" الخاصة بأتمتة توزيع المشتقات النفطية للمواطنين والآليات في محافظة "طرطوس"، خطوة إيجابية في ظل تزايد الشكاوى من وجود تجاوزات وعدم حصول عدد كبير على مخصصاتهم من مازوت التدفئة العام الماضي، واختناقات شهدها قطاع البنزين والغاز المنزلي؛ وهو ما أدى إلى انتعاش سوق غير نظامية لبيع المواد المدعومة بأسعار مضاعفة.

أما مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك في المحافظة "زيد علي"، فقال: «خصصت مراكز عدة لتوزيع البطاقات الذكية الصادرة عن المصرف التجاري السوري في مختلف مناطق المحافظة ومن دون أي تكاليف مادية على المواطنين؛ وهذا شيء مهم بالنسبة لهم، ويمكن أن تشمل البطاقة مواد أخرى، كالخبز مثلاً؛ وهو ما يوفر الجهد والوقت، ويضمن عدالة التوزيع ووصول الدعم إلى مستحقيه».