فيضانات مفاجئة سبّبتها غزارة مياه نهر "مرقية" أدت إلى تخريب أحد أهم الجسور التي تربط بين ريف منطقتي "بانياس" و"الشيخ بدر"، وتهديد أرزاق الأهالي في كلا المنطقتين، فكان لا بدّ من إيجاد حلّ إسعافي لحلّ المشكلة.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 1 آب 2018، "أحمد سليمان" مدير مكتب الخدمات الفنية في مدينة "بانياس"، حيث قال: «مع بداية موسم الأمطار وفيضانات الأنهار قامت بلدية "ضهر صفرا" بإرسال شكوى تخبرنا من خلالها عن وجود وضع غير طبيعي بالنسبة للجسر الواصل بين قرية "قرقفتي" التابعة إلى ريف مدينة "بانياس"، وقرية "بيت القليح" التابعة لمنطقة "الشيخ بدر"، وأن هذا الجسر يمكن أن يتضرر أكثر نتيجة فيضان مياه نهر "مرقية"، ونظراً إلى خطورة الوضع قمنا بالتعامل معه كحالة طارئة، وبسرعة تواصلنا مع محافظة "طرطوس"، التي هي بدورها وعن طريق إدارتنا وجهت بضرورة وضع حل إسعافي للمشكلة ريثما تجف المياه صيفاً، ثم يتم العمل على معالجة المشكلة معالجة جذرية، وعلى الفور تم تكوين لجنة من قبل مديرية الخدمات الفنية في "طرطوس"، وقامت بمعاينة الوضع على أرض الواقع، ووجهت باتخاذ الإجراءات اللازمة والبدء بالتنفيذ ضمن أفضل المواصفات».

بكل تأكيد تسبب مشكلة فيضان نهر "مرقية" مشكلة كبيرة بالنسبة لأهالي المنطقة، وخاصة للمزارعين ومالكي الأراضي، وجاء الفيضان فجأة في أوائل الصيف وكان غير مسبوق؛ وهذا ضاعف حجم الأضرار نتيجة الاضطرار إلى فتح سدّ "الصوراني"، فكان حجم الخسائر كارثياً، حتى بالنسبة لنا أدى الفيضان إلى خسارة جزء من المواد التي نعمل بها، لكن بفضل تصميم وإرادة العمال وصبرهم وجهودهم المبذولة تمكّنّا من مواصلة مهامنا على الرغم من هذا الظرف الصعب والمعوقات التي فرضتها علينا الطبيعة والخارجة عن إرادتنا

المهندس المدني "ماهر علي حسن"، منفّذ المشروع، قال: «أبلغنا في الشتاء الماضي عن وجود خلل في أرضية الجسر، لكن لم يكن واضحاً بما يكفي، وذلك بسبب غزارة مياه نهر "مرقية"، هذا الخلل يهدد بانهيار الجسر، فعملنا على إيجاد حلّ إسعافي ريثما يخف منسوب المياه أو تجف لنتمكن من إصلاح الخلل، حيث تمّ توسيع مجرى النهر ووضع كتل صخرية ضخمة الهدف منها التخفيف من الضغط الذي تسببه المياه المتدفقة بغزارة شديدة، بعدها انتظرنا حتى بداية فصل الصيف موسم جفاف المياه لنبدأ العمل على بناء ما يسمى جداراً استنادياً للجسر، كما تمّ الكشف عن الأماكن المخربة في الأرضية لإعادة ترميمها وتدعيمها، و"صبّ" أرضيات إسمنتية تحت كامل مساحة الجسر، وتدعيمه بالكتل الصخرية الضخمة عند بدايته ونهايته لمزيد من الحماية وتلافي حدوث أي أضرار أو انهيارات، كما وسعنا مساحة المجرى وتمّ تنظيف وإصلاح الفتحات الأربع؛ وهو ما يسمح بجريان أسهل للمياه المتدفقة».

تدعيم قواعد أرضية الجسر

ويضيف: «بكل تأكيد تسبب مشكلة فيضان نهر "مرقية" مشكلة كبيرة بالنسبة لأهالي المنطقة، وخاصة للمزارعين ومالكي الأراضي، وجاء الفيضان فجأة في أوائل الصيف وكان غير مسبوق؛ وهذا ضاعف حجم الأضرار نتيجة الاضطرار إلى فتح سدّ "الصوراني"، فكان حجم الخسائر كارثياً، حتى بالنسبة لنا أدى الفيضان إلى خسارة جزء من المواد التي نعمل بها، لكن بفضل تصميم وإرادة العمال وصبرهم وجهودهم المبذولة تمكّنّا من مواصلة مهامنا على الرغم من هذا الظرف الصعب والمعوقات التي فرضتها علينا الطبيعة والخارجة عن إرادتنا».

"رزان إبراهيم" رئيسة بلدية "ضهر صفرا"، وهي من سكان قرية "قرقفتي" المتضررة من الفيضان وتخريب الجسر، قالت: «يقع الجسر ضمن نطاق عمل بلدية "ضهر صفرا"، وهو من الجسور المهمة في هذه المنطقة، يسلكه الأهالي يومياً عند ذهابهم وعودتهم من أراضيهم الزراعية الواقعة على جانبي النهر، وزاد من أهميته أنه يربط بين ريف منطقتي "بانياس" و"الشيخ بدر"، ونتيجة الملاحظات والشكاوى المقدمة من قبل الأهالي في كل من المنطقتين، ومن خلال الجولات الميدانية للكشف عن حالة الجسر، تبين أنه تعرض للضرر نتيجة غزارة مياه النهر؛ وهذا يترتب عليه تكاليف إضافية لأهالي المنطقة أثناء تنقلهم، وتكاليف إضافية لإعادة بنائه في حال تضرر أكثر، عندها قمنا بتوجيه شكوى إلى مكتب الخدمات الفنية في "بانياس"، الذي بدوره تجاوب معنا بسرعة، ووجه خبراته الفنية ووضع كل إمكاناته لحلّ المشكلة من خلال ترميمه وتدعيمه، الأمر الذي انعكس علينا إيجاباً وسهّل الحركة والتنقل بأمان».

أثناء التنفيذ
المهندس ماهر حسن