الملخص : ما بين التاريخ العريق والأرض المعطاءة تزهو الطبيعة في بلدة "الدي" بتكوينات وتشكيلات رائعة تزخر بقصص وحكايا مضت، ترويها الأشجار والصخور في "هوة الجباب" الطبيعية التي أجمع الكثيرون على أن الطبيعة فيها تتحدث عن جمالها وروعتها كما التاريخ الذي أظهر أن عمرها من عمر الطبيعة فيها.

فتشكيلها وتكوينها ودخولها إلى باطن الأرض واستقرارها عند حد معين فيها معجزة تحدث عنها السيد "باسم غانم" من أهالي قرية "الدي" التابعة لناحية "القدموس"، لموقع eSyria بتاريخ "4/12/2010" موضحاً في البداية موقعها الجغرافي: «تقع "هوة جباب" الطبيعية في الجهة الجنوبية الغربية من قرية "الدي" وعلى بعد حوالي كيلومتر واحد منها، حيث توجد شاخصة طرقية على طريق عام "القدموس- الدي" تشير إلى طريق ترابي بطول حوالي /800/ متر عليه مجبول زفتي خفيف لحوالي /300/ متر فقط، ليتابع هذا الطريق ترابيته إلى موقع الهوة الذي لا يمكن تمييزه إلا حين الوقوف على مدخل الهوة من الأعلى، حيث أشجار السنديان الباسقة وأشجار الريحان والغار وبعض النباتات البرية الأخرى، والتي تعمل جميعها على تغطية سقف الهوة كمظلة تتدلى منها الأغصان لتدخل إلى داخل الهوة كالثريا التي تلون أوراقها داخل الهوة».

إن الهوة جاهزة للاستثمار السياحي بعد تأمين الخدمات الأولية لها من طرق وكهرباء وماء

السيد "وريس علي" من أهالي القرية أيضاً يتحدث عن بعض مواصفات الهوة، فيقول: «"هوة جباب" هوة كبيرة جداً متوضعة ومفرغة كقطعة نحتية صنعها أمهر النحاتين في صخرة كبيرة جداً لم نتمكن من معرفة نهايتها وامتدادها، وتتسع إلى حوالي /500/ شخص لها فتحة كبيرة في سقفها ومكان للدخول إليها، حيث يجب الدخول إليها بهدوء مراعاة لفروق درجات الحرارة والضغط الجوي، حيث نشاهد المصاطب الحجرية المنحوتة بالصخر، إضافة إلى الصواعد والنوازل التي تشكلت عبر آلاف السنين في سقفها القرمزي اللون والتي تتساقط منها قطرات الماء، ونشاهد أيضاً في أسفل الهوة في الزاوية الشرقية منها نبع ماء عذب متوضعاً في جرف صخري صغير له في أسفله تجويف صغير "جرن" تتجمع فيه مياه النبع».

المهندس "ناظم أبو أسعد"

وعن تاريخ الهوة واستعمالاتها يقول السيد "حافظ غانم": «هذا التاريخ الطبيعي وما يحتويه من تشكيلات وتكوينات داخل الهوة يجعلنا نقدر عمرها بحوالي /6/ ملايين عام، وقد استخدمت في الماضي كما سمعنا من أجدادنا للاحتماء من حر الصيف والغزوات والانتدابات الاحتلالية والاستعمارية أيام الاحتلال والفقر، ومن الممكن أن تكون قد استعملت كسكن دائم لأناس معينين كإنسان العصر الحجري مثلاً».

أما المهندس "ناظم أبو أسعد" رئيس بلدية "الدي" فيرى أن "هوة جباب" معجزة ربانية أوجدت ليستخدمها الإنسان في كل زمان ومكان، مضيفاً: «الهوة اليوم كما الماضي مقصد هام لمعظم سكان "الدي" يزورونها للتمتع بطبيعتها الجميلة الفريدة من نوعها على مستوى المغاور المكتشفة من حيث الشكل والمدخل والتكوينات الداخلية والحجم، فجميعنا يقصدها محملاً بالطعام والشراب في أيام الصيف الحارة كمصيف يرد عنا الحرارة ويعطينا شعورا بالانتعاش، فترى الشباب حتى ساعات متأخرة من الليل فيها، يلعبون الشدة ويشربون المتة على أضواء خاصة أحضروها معهم من منازلهم».

نبع الماء ضمن الهوة

وفي لقاء آخر مع المهندسة "رجاء زيدان" مديرة مديرية السياحة في المحافظة، توضح لنا المواصفات الطبوغرافية ل"هوة جباب" بعدما تم الكشف عليها بالتنسيق مع بلدية "الدي": «قامت مديرية سياحة "طرطوس" بالكشف على "هوة جباب" ودراستها ومحاولة حمايتها واستثمارها واعتماد بعض النقاط الأساسية للاستثمار السياحي ضمن الإمكانيات المتاحة في المديرية، إضافة لدراسة مواردها غير القابلة للتجدد من الناحية الأثرية والتاريخية والطبيعية الهيدرولوجية والتكوينية والبيئية ومع مدى إمكانية استثمار البيئة الخارجية لها لأنها تُكمل العنصر الجمالي للهوة، وبناء على هذه الدراسة تين لنا أنه يمكن النزول إلى الهوة عبر درج إسمنتي تم إحداثه بالتنسيق مع بلدية "الدي"، حيث للهوة فتحة دائرية الشكل تقريباً قطرها حوالي /20/ مترا، وأقرب نقطة لسقف الهوة عن القاعة حوالي /20/ مترا، والعمق الأعظمي للهوة حوالي /35/ مترا، إضافة إلى أن للهوة قعر هو عبارة عن قاعة ضخمة مساحتها حوالي /800/ متر مربع، وتمت تسويتها من قبل البلدية على شكل مصاطب تتوضع إلى جانب بعض الكهوف الصغيرة الموجودة في الهوة».

وتختم حديثها بالقول: «إن الهوة جاهزة للاستثمار السياحي بعد تأمين الخدمات الأولية لها من طرق وكهرباء وماء».

السيد "وريس علي"