حركة بيع وشراء لمختلف أنواع الأسماك البلدية والمستوردة، يشرف عليها مزاد علني يقام في أقدم وأشهر أسواق مدينة "بانياس"، ليحدد سعر كل نوع من أنواع السمك الطازج المصطاد يومياً.

مدونة وطن eSyria قامت بتاريخ 15/10/2012 بزيارة لـ"ساحة السمك" المكان الذي يقام فيه المزاد العلني لبيع مختلف أنواع الصيد البحري، والتقت السيد "بشير موسى" صاحب محل بيع أسماك، ويعمل وسيط المزاد العلني في الساحة لكونه من أقدم العاملين في هذه المهنة المتوارثة بالنسبة لعائلته، حيث قال: «يعتبر سوق السمك أو ما يعرف باللغة البحرية التي يتداولها الصيادون بـ"ساحة السمك"، من أقدم أسواق مدينة "بانياس"، ويقع ضمن ما كان يسمى "خان لولو" الأثري والتجاري، ويبعد السوق "الساحة" حوالي خمسين متراً عن شاطئ البحر، ويجتمع صيادو المدينة فيه لبيع صيدهم البحري في كل يوم منذ عشرات السنين، وربما منذ ما يقارب القرن كساحة سمك في مزاد علني يعقد مع كل دفعة صيد تخرج من البحر، فموقع ساحة السمك موقع مميز لا يُحمّل الصياد عناء التنقل للوصول إليه لأنه لا يبعد أكثر من حوالي /1000/ متر عن مرفأ الصيد والنزهة الذي يقع إلى الجنوب الغربي منه، وأغلب العاملين والمستثمرين لمحلات الساحة والمالكين الحاليين فيها هم من المتوارثين للعمل في بيع السمك من الأجداد».

يدخل إلى السوق كل يوم تجار الأسماك من مختلف المناطق والمحال، وكذلك المواطنون العاديون لشراء ما يحتاجونه وبالكميات التي يريدونها لمنازلهم، إضافة إلى أصحاب المطاعم والمنتزهات داخل المدينة وخارجها في "لبنان"

وبشكل عام يعتمد "سوق السمك" على المنافسة عند احضار الصيادين لصيدهم البحري وهنا يقول السيد "بشير": «يعتمد مزاد السمك العلني على المنافسة الشريفة بين التجار والبائعين ضمن المحال، فمع كل وجبة صيد تأتي من البحر يعقد المزاد العلني بجملة "ابن الحلال من يفتح المزاد" لتبدأ الأسعار بالتوارد على كل صنف من الأصناف، فلكل منها سعره المحدد الذي يرتبط بنوعيته وكميته ومدى الطلب عليه وهل هو ضمن الموسم النظامي أم لا، فترى كميات الأسماك تفترش الأرض ضمن مجموعات يحددها نوع وصنف كل سمك، وقد وضع فوق كل مجموعة اسم الصياد الذي قام باصطيادها، إضافة إلى وزنها بالكيلوغرامات.

السيد "بشير موسى"

ومن أهم ميزات بازار السمك الإدارة الجيدة لعملية المزايدة والتنظيم لها، والتي لاقت استحسان جميع الصيادين، فهم أناس معتاشون بشكل يومي وشهرتهم في التعامل والاخلاص في عملية المزايدة التي يراقبها التجار أنفسهم ويضاربون عليها في حال كانت الأسعار مرتفعة.

فعندما نفتح المزاد على سمك "المليفا" مثلاً يدرك التاجر نوعية هذه السمكة ووزن الكمية المطروحة بالمزاد، ويحسب مع ذاته جودة ونوعية الطلب عليها في هذا اليوم، وهنا يبدأ بالمزايدة أو الثبات على السعر الذي تم طرحه في البداية لحين استقرار المزايدة على صاحب النصيب، حيث يعمد إلى تسجيلها لدى المحاسب ليصار إلى دفع ثمنها والحصول عليها فوراً.

طبعاً هذا لا يعني أننا نتوقف عن طرح أي كمية جديدة في المزاد، فالباب مفتوح على مدار اليوم، علماً أنه من المتعارف عليه أن تطرح كميات السمك في المزاد في فترة ما قبل الظهيرة أثناء خروج البحارة من البحر وانتهاء عملية الكسح- أي الصيد».

في لقاء مع الصياد "خالد خليل" قال: «الجميع يعلم أن ما يحدد سعر السمك كل يوم هو العرض والطلب، لذلك يجب على القائم على المزاد إدراك هذا مع كل بداية مزاد ليعطي كل ذي حق حقه، علماً أننا كتجار وأصحاب محال وصيادين ندرك السعر الحقيقي لكل نوع، وندرك أيضاً مبدأ العرض والطلب، لذلك عندما نتلمس أن القائم على المزاد قد غالى في سعر أي نوع نتناقش معه لنعيد هذا النوع إلى سعره المناسب، لأن من مصلحة القائم على المزاد أن تكون الأسعار مرتفعة بالتوازي مع الصياد ليحصل على نسبة ربح "سمسرة" مرتفعة والتي تقدر بحوالي سبعة بالمئة».

ثم تابع: «يتوافر حالياً في سوق السمك عدة أصناف من السمك البحري الممتاز والشعبي ومنها "السردين" و"القجاج" و"المليفا" و"السلمورا" و"السرغوس" و"النايلون" و"الغبس" و"السمليس" و"الفريدي" و"اللقس" أضافة إلى "الكاليماري" و"القريدس" وجميعها يدخل المزاد في ساحة السمك التي لا يتجاوز طولها حوالي ثلاثين متراً وعرضها حوالي عشرة أمتار، والتي تقدم خدمات البيع لحوالي مئة صياد».

أما عن مرتادي سوق الأسماك فيقول السيد "خالد": «يدخل إلى السوق كل يوم تجار الأسماك من مختلف المناطق والمحال، وكذلك المواطنون العاديون لشراء ما يحتاجونه وبالكميات التي يريدونها لمنازلهم، إضافة إلى أصحاب المطاعم والمنتزهات داخل المدينة وخارجها في "لبنان"».

وأضاف: «تتفاوت نسب وكميات الأسماك التي تدخل ضمن المزاد العلني بحسب عدد الصيادين الذين يكسحون البحر في كل يوم ويلعب دوراً اساسياً أيضاً في هذا انخفاض نسبة الصيد والحصول على الأسماك بالصيد الجائر وعدم التقيد بأصول الصيد ومواسمه، وهو بالتالي ما يؤدي إلى ارتفاع أسعار الأسماك بشكل عام، إضافة إلى أن درجة حرارة المياه ومواسم التكاثر والتيارات البحرية ونوعية الغذاء البحري المتوافر وهجرة الأسماك هي عوامل أيضاً هامة في الحصول على الصيد، إلا أنه وبشكل تقريبي يدخل إلى السوق كل يوم حوالي نصف طن من الأسماك».

الصياد "خالد مصطفى" قال: «في كل يوم أقوم بكسح البحر على ظهر قاربي الصغير المخصص والمجهز للصيد، لالتقاط الرزق وأعود به إلى هذا الساحة، فنحن اعتدنا على طريقة البيع ومرتاحون لنظام المزاد العلني الذي يحدد سعر بيع السمك في كل يوم، فلم يمر يوم من الأيام إلا وحصلت فيه على حقي بشكل كامل، وهذا ما يبحث عنه الصياد».

أما السيد "يوسف بكور" احد مرتادي ساحة السمك لشراء السمك لمنزله فيؤكد أن سعر السمك في الساحة وضمن المزاد العلني أوفر وأرخص له كرب أسره من الباعة المتجولين، حيث يستطيع انتقاء ما لذ وطاب من الأنواع التي يفضلها.