الموقع والتنوع التضريسي والمناخي وغيرها من العوامل الطبيعية التي زادت من تميزه، جعلت من "جبل المولى" موقعاً سياحياً مهماً يتوسط الطريق الرئيس الواصل بين مدن الساحل والداخل.

مدونة وطن "eSyria" زارت بتاريخ 20 كانون الثاني 2018، موقع جبل "المولى حسن"، والتقت "رواد محمد ابراهيم" من أهالي قرية "التناخة" المجاورة للجبل، ليحدثنا عن الموقع، حيث قال: «يقع الجبل إلى الشرق من الطريق العام الذي يصل بين مدينتي "القدموس" و"مصياف" التابعتين لمحافظة "حماة"، حيث تبعد قمته عن "القدموس" مسافة كيلو متر واحد فقط، ويشرف على مجموعة من القرى، فمن الشرق كل من قريتي "التناخة" و"السعدانة"، وتقابله جامعة "الأندلس"، التي تبعد عنه أمتار قليلة فقط من الجهة نفسها، ومن الجنوب مدينة "القدموس"، ومن جهة الشمال مجموعة من الأودية، ومن الغرب والشمال الغربي قرية "شكارة البحري"، كما أنه يرتفع عن البحر نحو ألف ومئة وخمسة وأربعين متراً، ويعرف لدى أهالي المنطقة -خاصة القدماء- بجبل "الراس"، وتمتد على سفحه الشمالي مجموعة من البيوت، فيما يعرف بقرية "وطا الراس"».

تغطي الجبل غابة اصطناعية مكونة من أشجار الصنوبر والسرو والأرز، التي قد يصل ارتفاعها إلى ثلاثين متراً تقريباً. وفيه مقام ديني قديم جداً عائد إلى المولى "حسن جلال الدين"، الذي عاش خلال الفترة العائدة إلى ستمئة وثمانية وعشرين هجرية، وقام بترميم الجامع الموجود في "القدموس"، والمسمى أيضاً باسمه

وعن أهمية الموقع يقول: «قرب الجبل من الطريق الدولي الواصل بين "بانياس" و"مصياف" من جهة، ومجاورته لمدينة "القدموس" من جهة ثانية، جذب إليه العديد من المشاريع السياحية التي بنيت على سفوحه خارج المحمية، كبعض الفنادق والمقاهي، وغير ذلك مما يجعله منتجعاً للسياحة، سواء الشتوية منها للاستمتاع بالثلوج التي تكسو غابته الكثيفة، ومناظره الطبيعية الساحرة، أو السياحية الصيفية، حيث يعدّ مقصداً للهاربين من حر ورطوبة المناطق الساحلية المجاورة. وللجبل إطلالات جميلة جداً على كل من جبال "اللاذقية" و"طرطوس" و"لبنان"، حيث تظهر بوضوح أعلى قممها "القرنة السوداء"؛ وهو ما يضيف إلى سحر المكان سحراً آخر».

طريق في الغابة

"بسام وطفة" رئيس شعبة التنقيب في دائرة آثار "طرطوس"، يقول: «تغطي الجبل غابة اصطناعية مكونة من أشجار الصنوبر والسرو والأرز، التي قد يصل ارتفاعها إلى ثلاثين متراً تقريباً. وفيه مقام ديني قديم جداً عائد إلى المولى "حسن جلال الدين"، الذي عاش خلال الفترة العائدة إلى ستمئة وثمانية وعشرين هجرية، وقام بترميم الجامع الموجود في "القدموس"، والمسمى أيضاً باسمه».

المهندس "ماهر علي حسن" من أهالي الريف المجاور للجبل، تحدث عن ميزات جبل "المولى حسن" من الناحية التضريسية والنباتية والمناخية والسياحية، حيث قال: «الجبل ذو شكل مخروطي بركاني، تكثر بالقرب منه كتل البازلت السوداء اللون، وهو أحد القمم البركانية الثلاث الموجودة في المنطقة، مثل: قمة "النبي شيث"، وقمة جبل "زغرين"، وتكسوه غابة من أنواع متعددة من الأشجار التي يزيد ارتفاعاتها على الخمسة عشر متراً لبعض الأنواع، وتقارب الثلاثين متراً لأخرى، وهو من أهم المحميات الطبيعية السياحية التي تجذب إليها محبي السياحة البيئية والمغامرة، والمسير في الجبال وطرقاتها الوعرة المنحدرة بشدة نحو الأودية. وقد حوّل الأهالي في القرى المجاورة بعض الأجزاء من أراضيه إلى مدرجات بهدف منع انجراف تربته، فقاموا بزراعتها بمختلف المحاصيل، خاصة التبغ والثوم والقمح والشعير، وبعض أنواع الأشجار المثمرة».

من المعالم الأثرية في جبل المولى حسن

ويتابع: «للجبل مناخ متميز؛ فهو شديد البرودة شتاءً، وأمطاره غزيرة يتساقط قسم منها على شكل ثلوج، والصيف معتدل لطيف يجذب السياح من مختلف المناطق طلباً للراحة والهدوء، وقضاء أيام العطلة بعيداً عن حر الصيف وازدحام المدن. كما تقام في الجبل وتحت إشراف مختلف الجهات المحلية والمنظمات الشبابية معسكرات بيئية تعرّف الشباب والأطفال بأهمية البيئة، وضرورة الحفاظ عليها، والتنوع الحيوي والنظام الموجود في الجبل، وأيضاً كيفية الاستفادة من بعض أشجار الصنوبر والأرز في بعض الصناعات الحرفية وتسويقها؛ وهو ما يعطي الطبيعة قيمة مضافة».

عبر غوغل إيرث يبدو الجبل والغابة