يعدُّ حيُّ "القوز" من أحياء مدينة "بانياس" الحاملة لطابع الاستثمار السياحي، لما يملكه من مقومات طبيعية واجتماعية، فيربو على سفح جبل مطلٍّ مباشرةً على المدينة والبحر، وإطلالة مفتوحة من جبل "الأقرع" وحتى المحطة الحرارية بالمدينة، كما يغفو على كتف قلعةٍ أثريةٍ.

مدوّنةُ وطن "eSyria" زارت حي "القوز" بتاريخ 11 أيار 2020 والتقت التاجر "هيثم حسن" من أهالي وسكان الحي، حيث قال: «يعود الاستيطان البشري في هذا الموقع إلى نحو ثمانين عاماً مضت، حيث كان أول القاطنين -هنا بجانب (الأوتوستراد) الدولي "طرطوس، اللاذقية"- شخص من آل "ميا" وتبعه شخص من آل "يوسف خليل" وبعده شخص من آل "خدام"، وبعدها بدأت العائلات بالتوافد للمكان لتشكل النواة الأساسية لهذا الحي الغني بالتنوع الاجتماعي، إذ تقطنه عائلات من كل حدبٍ وصوب ومن مختلف المناطق والمحافظات.

استوطنا في هذا الموقع في تسعينيات القرن الماضي قادمين من قرية "بعمرائيل" قبل أن تصبح تنظيمياً حياً من أحياء المدينة، حيث لم يكن يوجد طريق يربطهما ببعض من الجهة الشرقية، بل كان الطريق الرئيسي نحو الغرب باتجاه المدينة فقط

وهذا التنوّع السكاني جعل العلاقات الاجتماعية بين الأهالي جميلةً جداً لا تخلو من المشاكل فحسب، بل وجعل الجميع أقرب إلى بعضهم البعض وكأنهم عائلة واحدة يناصرون بعضهم البعض في السراء والضراء، فهي علاقات مبنية على المحبة والاحترام.

هيثم حسن

وهنا يمكن القول إن جميع السكان تفرغوا للعمل في مختلف الوظائف الحكومية والأعمال الحرة لبناء أسرهم وتوسع عائلاتهم، ومعظمهم عمل بزراعة البيوت المحمية والتجارة نتيجة قربهم من السوق التجاري الذي بدأ يتضخم ويتوسع مع بداية التسعينيات».

وعن الحدود الجغرافية للحي قال: «يحدنا من الجهة الغربية حي "رأس النبع" المغذي الأساسي لمجرى نهر "بانياس"، ومن الجهة الجنوبية حي "رأس الريفة"، أما من الجهة الشمالية فيحدنا حي "بعمرائيل" ومن الجهة الشمالية حي "ضهر محيرز".

حسن يونس

كما توجد في الحي قلعة أثرية تسمى باسمه قلعة "القوز" والشواهد عليها الحجارة الضخمة المتراصة مع بعضها البعض في بداية الموقع، وذلك دون معرفة لمدخلها ومخرجها نتيجة طبيعتها الصعبة، ويقال إن سكانها الأساسيين في غابر الزمان كان يطلق عليهم "المحارزة" أحد القبائل العربية الأصيلة المهاجرة من "تونس"، ولكن لم يبقَ منهم أثر».

وعن بعض أسماء العائلات التي تسكن المكان قال: «تتنوع أسماء العائلات التي تسكن الموقع ومنها على سبيل المثال لا الحصر آل "يوسف"، آل "شدود"، آل "حسن"، آل "طاهر"، آل "زهرة"، آل "ربيع"، آل "ضوا"، "علي"، "عبد الله"، "عز الدين"، آل "شريف"، آل "الشنتة" وغيرهم لا يسعنا ذكرهم بشكل كامل».

حي القوز على الخريطة

وعن بعض هموم الأهالي قال: «يوجد العديد من المقاسم السكنية الطابقية المرخصة أصولاً من الجهات المعنية، وتدفع الضرائب للبلدية أصولاً، وتقطنها عشرات العائلات، وتحتاج إلى تنفيذ الطرق الخدمية لها وفق المخطط التنظيمي بعد تنفيذ الاستملاكات للعقارات، وهنا يجب التنويه إلى أنّ عدد السكان يقارب 5000 نسمة، أي إنّ الحي ضخمٌ سكانياً ويحتاج سرعةً في التخديم».

أما الموظف المتقاعد "علي علي" من أهالي وسكان الحي فقال: «استوطنا في هذا الموقع في تسعينيات القرن الماضي قادمين من قرية "بعمرائيل" قبل أن تصبح تنظيمياً حياً من أحياء المدينة، حيث لم يكن يوجد طريق يربطهما ببعض من الجهة الشرقية، بل كان الطريق الرئيسي نحو الغرب باتجاه المدينة فقط».

ويتابع: «تتصل "القوز" بالحدود الإدارية لمركز المدينة بجسر يتخطى (الأوتوستراد) الدولي "طرطوس- جبلة" ويعتبر نقطة علام على صعيد المحافظة ككل، حيث يبعد عن مركز المدينة من موقع الجسر نحو 600 متر، بينما يمتد جغرافياً نحو ما يمكن تسميته المنطقة الريفية المتاخمة حوالي 1000 متر كخط أفقي على الطريق العام المحدث الذي أصبح يخترق كامل الريف وصولاً إلى مدينة "القدموس" ومنها إلى باقي المحافظات».

وفي لقاء مع رب الأسرة "حسن يونس" من أهالي وسكان الحي قال: «نرتفع عن سطح البحر حوالي 70 متراً فقط، وهذا جعل موقعنا مطلّاً ومشرفاً على كامل تفاصيل المدينة، انطلاقاً من موقع "مصفاة بانياس" شمالاً وصولاً إلى موقع المحطة الحرارية جنوباً، كما يكشف مدينة "جبلة" وريفها البعيد المطل عليها، وفي حال كان الطقس صافياً يكشف محافظة "اللاذقية" وجبل "الأقرع"، وهذا ما يجعله نواةً لمشاريع استثمارية سياحية بمختلف التصنيفات في حال استثمرت بالشكل الصحيح، وخاصةً أنّ جزءاً كبيراً منه ضمن التنظيم الإداري للمدينة والباقي على الشيوع ومنطقة حماية».

ويتابع: «انخفاض أسعار العقارات دفع جميع الراغبين بالاستيطان في المدينة للقدوم إلى الحي، حيث مكان العمل الرسمي ومصادر الدخل بمختلف أشكاله، ويعدُّ الحيّ من الأحياء الشعبية حتى بالخدمات الحكومية، حيث يفتقر إلى الطرق الداخلية الفرعية المجاورة للطريق العام، وإلى مدرسة حلقة أولى وثانية، رغم وجود أعدادٍ كبيرة من الأطفال الذين يستكملون الملاك العددي للمدرسة الموجودة على المخطط التنظيمي غير المنفذ».