شلال طبيعي بتكويناته المحيطة والتعديلات التي تم إدخالها عليه بشكل عام، تفرد بوجوده وخصوصية فرضها المناخ والبيئة، يشعر بها الزائر ويلاحظها فور وصوله الموقع الصغير، من خلال المشهد البصري والسمعي والإحساس الداخلي بالمحتويات.

مدوّنةُ وطن "eSyria" زارت بتاريخ 1 أيلول 2020 شلالات "السميحيقة" والتقت بالموظف المتقاعد "محمد يونس" من أهالي وسكان القرية ليحدثنا عن شلالاتها التي ذاع صيتها فقال: «تقع هذه الشلالات في منطقة منخفضة جداً من القرية التي تتبع إدارياً لمدينة "القدموس"، وتبعد عنها حوالي سبعة كيلومترات، حيث تتميز هذه المنطقة بانحدارها الكبير وإحاطتها بالجبال من مختلف الاتجاهات، كما أنّ مجرى الوادي الذي شكلته الجبال القريبة من بعضها البعض، والمرتفعة بشكل لافت وشبه قائم، ويطلق عليه تراثياً اسم وادي "المحيمي" متدرج بشكل يختلف عما هو معروف بشكل عام للوديان الجبلية، وهذا التدرج أوجد سبع انحدارات بعضها كبير وبعضها صغير، وهي بدورها شكلت مع وفرة المياه الدائمة من الينابيع ومنها نبع "المحيمي"، ونبع "الهدة" شلالات تنحدر دوماً من الجهة الشرقية إلى الجهة الشمالية سميت على اسم القرية "السميحيقة".

عزز جمالية الوادي والمكان بشكل عام إنشاء سدة مائية في أعلى المجرى من قبل مديرية الموارد المائية للمحافظة على الهطولات المطرية الكبيرة، وتجميعها للاستفادة منها في ري المزروعات والمحافظة على جريان المياه بشكل دائم، كما أنه في أسفل الوادي تقريباً تم إنشاء "zip line" بين جبلين متقابلين للتمتع بجمال التزحلق بينهما وسط الأجواء الطبيعية

وأبرز تلك الشلالات السبعة شلال واحد منحدر من ريف صخري متضيق على شكل زاوية حادة مرتفع باستقامة شبه واحدة، مشكلاً طبيعة جميلة جداً كانت علامة فارقة في المنطقة بأكملها، وقصدها الناس من مختلف المناطق والمحافظات للتمتع بهذا التكوين الرباني، خاصة في أوقات الصيف الحارة، حيث درجات الحرارة منخفضة بشكل ملحوظ عن بقية المواقع المحيطة، وهذا جعل المناخ منعشاً جداً يرغب به ويقصده الأهالي والزوار».

المهندس حمزة سليمان

أما المعمر "أحمد غانم" من أهالي وسكان القرية، فقال: «تميز موقع الشلالات بعدة نواحي منها الجمال الطبيعي حتى بعد استثماره كمنتزه كونه لم يتم العبث بالمكان وإدخال الأعمال الإنشائية الإسمنتية فيه، بل تمت المحافظة عليه واستخدام عناصره الأولية للإنشاء والاستثمار، والمناخ المنعش مع فروقات درجات الحرارة، وكذلك المكونات البيئية من حيوانات برية متسلقة الأشجار، وتنوع النباتات البرية والحراجية، وهذا جعلها مقصداً لنا جميعاً في مختلف أوقات السنة كمعلم سياحي طبيعي، ناهيك عن نظافة المكان بيئياً، بدلالة وجود الحيوان البرمائي "السلمندر" الصغير المعروف بحبه للمياه والطبيعة النظيفة».

ويتابع: «عزز جمالية الوادي والمكان بشكل عام إنشاء سدة مائية في أعلى المجرى من قبل مديرية الموارد المائية للمحافظة على الهطولات المطرية الكبيرة، وتجميعها للاستفادة منها في ري المزروعات والمحافظة على جريان المياه بشكل دائم، كما أنه في أسفل الوادي تقريباً تم إنشاء "zip line" بين جبلين متقابلين للتمتع بجمال التزحلق بينهما وسط الأجواء الطبيعية».

سواتر منع السقوط من الخشب

وفي لقاء مع المهندس "حمزة سليمان" مستثمر في منطقة الشلالات بجلسة طبيعية قال: «شدني للمكان الطبيعة الجميلة جداً التي لم أشاهد مثلها في مختلف مناطق المحافظة، حتى أني لم أفارقه منذ حوالي سبع سنوات، وحافظت على طبيعته ولم أدخل إليه ما هو خارج الطبيعة المحيطة، فكان بناء العرزال المرتفع الخاص بي من الخشب الطبيعي بالكامل، وحتى الأرجوحة والجسر بين ضفتي مجرى الشلال المرتفع، وكذلك السواتر لحماية المياه من التلوث مصنوعة من الحجارة الطبيعية المشذبة، وكذلك سواتر الحماية من السقوط في المياه مصنوعة من جذوع الأشجار، إضافة إلى اللوحات التزيينية الخشبية من وحي المكان بشكل عام.

والأهم في هذا المكان التنوع الحراجي في الأشجار ما بين الشزريق والقطلب والصفصاف والدلب والسنديان والجوز، وكذلك التنوع البيئي حيث يوجد حيوانات نادرة مثل السلمندر وعريسة الفأر والسناجب والخنازير».

السواتر الحجرية والعرزال