تمكن "حسن زيود" الملقب بـ "السبع" من الخوض في غمار عدة ألعاب رياضية، محققاً فيها بطولات عدة، وأرقاماً نافست القياسية. وحين أراد التخصص، اختار أول لعبة مارسها، وهي لعبة "الكاراتيه"، بعد قولبة مهاراته وأفكاره أكاديمياً.

تشجيع الأهل للكابتن الرياضي "حسن زيود" على ممارسة الرياضة كان الحافز الأساسي له، كما قال لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 25 شباط 2018، وتابع: «بالنسبة لي كان التوجه نحو الرياضة بفضل والدي الذي قدم كل ما أحتاج إليه من دعم مادي ومعنوي؛ وهذا ليس غريباً؛ فهو سليل أسرة رياضية، فقد مارس الرياضة بجهد شخصي، وكذلك والده وصولاً إلى أخي الصغير الذي حقق عدة جوائز، ومراكز جمهورية برياضة "ركوب الدراجات"، فئة الألعاب الخاصة، وهذا كله كان سبباً في خلق جينة فطرية تملكتني لحب الرياضة والتميز فيها بعدة اختصاصات، منها ألعاب القوى بعدة فئات، ولعبة "الكاراتيه" أيضاً، التي حققت فيها عدة بطولات جمهورية».

لعبة "الكاراتيه" تحتاج إلى خامة خاصة، وبنية جسدية متميزة، لأن فيها الكثير من الحركات التي تحتاج إلى مهارات خاصة لا يمكن أن يدركها أي رياضي عادي، فطولي مثلاً كان ملبياً، وكذلك سرعتي في تقديم الحركات

ويضيف: «في مراحل الدراسة المختلفة، وصولاً إلى الدراسة الجامعية، كانت الرياضة منهجاً تعليمياً بالنسبة لي، وهذا مكنني من التفوق في الاثنتين وصولاً إلى دراسة الرياضة الاختصاصية في كلية التربية التي كنت فيها من الأوائل على دفعتي. فقد بدأت بلعبة "الكاراتيه"، ولعبت مدة قصيرة كرة القدم، وبعدها توجهت نحو ألعاب القوى، وحققت فيها بطولات جمهورية ضمن البطولات المدرسية المركزية لعدة مرات، وضمن الفئات الثلاث الأولى، وكان أغلبها المركز الأول انطلاقاً من عام 2002، حتى عام 2006 وما بعده».

شهادة مدرب

منذ كان عمره ثلاثة عشر عاماً، وهو يحقق بطولة الجمهورية، وهنا قال: «حصلت على بطولة الجمهورية بمراكزها الثلاثة الأولى في سن مبكرة وحتى الآن؛ أي إنني لم أتوقف في أي عام عن المشاركة والفوز، وكان الفضل هنا لنادي "مصفاة بانياس" الذي تبناني، ومنحي الدعم اللازم، وهذا لما امتلكه من مهارات وقدرات لم يكن لها منافس لعدة سنوات».

ويتابع: «ضمن ألعاب القوى، وخاصة الوثب الطويل والثلاثي والتتابع، كانت لي بطولات عدة على مستوى الجمهورية؛ وهذا جعلني بطلاً للجمهورية بوجه مستمر على الرغم من وجود المنافسة القوية، وأذكر في تلك المرحلة أنني لعبت ضمن صفوف نادي "جبلة" الرياضي، وتابعت فيه ثماني سنوات.

من شهاداته الرياضية

بعدها عدت إلى لعبة "الكاراتيه" (القتال بالأيدي الفارغة)، وتميزت فيها لعدة سنوات بفضل بعض المدربين، منهم: الكابتن "علي مصطفى"، والكابتن "محمود درغلي"، والمدرب المبدع في هذه الرياضة الكابتن "أحمد درغلي"، وخلالها جهزت نفسي للمشاركة في بطولة العالم في "تركيا" بداية عام 2011، لكن هذه المشاركة لم تكتمل للظروف التي خضعت لها البلاد، وبعض الظروف المادية والاجتماعية. وبعدها انتقلت إلى مرحلة التدريب ضمن صفوف نادي "مصفاة بانياس"، وما زلت».

حصل على لقب رياضي خاص به نتيجة مهاراته وقدراته الرياضية، وكذلك وصل إلى مرحلة تحطيم بعض الأرقام القياسية السورية، وهنا قال: «ضمن ألعاب القوى، حصلت على لقب مهم جداً في تاريخي الرياضي يوضح قدراتي الرياضية التي أمتلكها، وهو لقب "السبع"، وكان نتيجة السرعة الكبيرة التي تميزت بها في تقديم مهاراتي التنافسية، وكذلك يمكن القول عنه إنه نتيجة تفوقي الدائم في سباقات 100 متر، والوثب الطويل والثلاثي، الذي دفع الكثيرين من المنافسين في اللعبة إلى تبديل اختصاصاتهم الرياضية لعدم تمكنهم من تحقيق فوز بوجودي فيها. ضمن هذا الاختصاص الرياضي وصلت إلى مرحلة تحطيم بعض الأرقام القياسية السورية، ومنها في لعبة الوثب الطويل».

الكابتن الرياضي حسن زيود

منهم من قال إن هذا التشابك والاختلاف في الاختصاصات الرياضية التي لعبها "حسن" قد يشتته ويبعده عن تحقيق تقدم وفوز في أي منها، لكن كان له رأي آخر، قال عنه: «لم أدخل في اختصاص لعبة رياضية إلا وكنت متميزاً فيه، وهذا يؤكد أن الغوص في غمار عدة اختصاصات لم يحدث تشتتاً أو ضعفاً، بل كان قدرات وطاقات يجب استثمارها وتفريغها بإنجازات، وقد نجحت بدليل الفوز وتحقيق مراكز متقدمة.

حصلت في كرة اليد على لقب أفضل هداف، وكذلك في كرة القدم، وهذا إن دل على شيء، فهو يدل على أن الطاقات استثمرت بطريقة صحيحة ومفيدة رياضياً.

ولعبت ضمن فئة الرجال عدة بطولات في ألعاب القوى، وحققت مراكز أولى على الرغم من ضعف التجهيزات الرياضية التي كنت أمتلكها، وأهمها الأحذية الرياضية الخاصة، التي كان لها أثر سلبي في بداية البطولة وخسارتي بعض الزمن نتيجة انزلاق قدميّ فيها، لكنني أتدارك فارق الزمن خلال المنافسة وأتفوق».

كل لعبة لها مقومات والكاراتيه كذلك الأمر، وهنا قال: «لعبة "الكاراتيه" تحتاج إلى خامة خاصة، وبنية جسدية متميزة، لأن فيها الكثير من الحركات التي تحتاج إلى مهارات خاصة لا يمكن أن يدركها أي رياضي عادي، فطولي مثلاً كان ملبياً، وكذلك سرعتي في تقديم الحركات».

الموظف "إبراهيم زيود" والد الكابتن "حسن"، قال: «بدأ بلعبة "الكاراتيه"، ومر بعدة ألعاب حقق فيها بطولات متميزة وأرقاماً قياسية، حتى إنه وصل إلى مرحلة التميز لكونه لم يجد منافسين له فيها، ومع ذلك عاد إلى لعبته الأم وتخصص فيها؛ لأن ما يملكه من قدرات توافقت معها، منها: السرعة، واليقظة، والبديهة. ونحن كأسرة، حاولنا تقديم كل ما نستطيع لوصوله إلى هذه المرحلة».

الكابتن "علي مصطفى" رئيس اللجنة الفنية في لعبة "الكاراتيه"، قال: «"حسن" لاعب متميز تمكن من اللعب في عدة اختصاصات رياضية، ونجح فيها بما امتلكه من ملكات فردية، وتخصص فيما بعد بلعبة "الكاراتيه"، ويقدم خبرته حالياً كمدرب، وكأنه يهدف إلى نشر ثقافة هذه اللعبة، وهذا يحتسب له بكل صراحة».

يشار إلى أن "حسن زيود" من مواليد "بانياس"، عام 1989.