تمكّن الكابتن "علي علي" من الانتقال إلى التدريب في لعبة "الجودو" بسنّ مبكر، بعد أن حقق عدة بطولات جمهورية وبطولة قوة بدنية كلاعب، فوظّف الفيزياء العلمية باللعبة، وحقق من خلال لاعبيه مراكز متقدمة سجلت في سجله التدريبي.

البدايات كانت كما أي طفل موهوب يملك الشغف بشيء يداعب هواجسه، فالرياضة بالنسبة له هاجس كبير دعمها والده المهتم ببناء شخصيته الخجولة، فألحقه بنادي "الجودو"؛ بحسب ما قال الكابتن "علي" لمدونة وطن "eSyria"، بتاريخ 11 تشرين الأول 2018، وتابع: «كان هدف والدي تقوية شخصيتي بوجه عام؛ لذلك وبسن مبكر لم يتعدى الخامسة بدأت التدرب على لعبة "الجودو"، وهنا خضعت لهيمنة اللاعبين الزملاء الذين يكبرونني بالعمر عدة سنوات واستهزائهم من مهارتي الغضة؛ وهو ما دفعني إلى التركيز على التدريب والمثابرة حتى تمكنت عام 1995 من الحصول على أول حزام بطولة، وكان عمري تسع سنوات حينئذٍ.

أدركت تماماً علاقة "الجودو" بالفيزياء، وخاصة مبدأ الروافع وعزم مزدوجة الفتل، وحاولت توظيفها بالفعل مع إشراك العقل في اللعبة بالنسبة للاعب؛ وهذا جعلني أحقق إنجازات جميلة بالتدريب

وبعدها حصلت على مهارات رياضية وحركات لا يستهان بها بفضل تبدل المدربين المشرفين على اللعبة في الصالة الرياضية، ومنهم: الكابتن "عادل محمد"، والكابتن "نبراس حرفوش"، وتبلورت مهاراتي خلال دراستي الجامعية في "دمشق"، حيث تدربت على أيدي أمهر المدربين هناك لمدة عامين؛ وهو ما ملّكني الكثير من المهارات التي وظفتها بعد عودتي إلى "طرطوس" بالتدريب للفئة الناشئة، مع استمرار تدريبي ومشاركاتي بالبطولات الجامعية والجمهورية».

الكاتبن علي علي

وتابع: «حصلت على المركز الأول ببطولة الجامعات عام 2008، والمركز الثاني جمهورية لفئة الشباب، وبذات المدة تقريباً بدأت ألتحق بدورات تخصصية بالتدريب وفق المستوى الثالث، وبعد إتمام تلك المرحلة تابعت بالمستوى الثاني، وبعد الانتهاء منه سأخوض في مستوى التدريب الأول، وما خدمني في هذه المرحلة ممارستي للعبة القوة البدنية التي كنت قد حققت فيها المركز الثالث على مستوى الجمهورية».

مرحلة التدريب بالنسبة له كانت أكثر عطاء من ناحية النتائج والتصنيفات المحققة، وهنا قال: «قرّرت التوجه إلى التدريب بعمر صغير؛ ثلاثة وعشرون عاماً، وهنا وضعت كل خبرتي ومهاراتي بثلاثة لاعبين شباب التحقوا بالتدريب لدي في الصالة الرياضية وذلك عام 2009، وهم: "هاشم حسين"، و"خضر إبراهيم"، و"أحمد محمد"، حيث سيطروا على المركز الثالث بعدة أوزان على مستوى الجمهورية في أول مشاركة لهم، وهذا يحتسب إنجاز لي كمدرّب.

الإنجاز الأهم بالنسبة لي كان على صعيد تنشيط لعبة "الجودو" بفئة الإناث، وفعلاً كان لنا نتائج جيدة على مستوى الجمهورية عام 2010، فحصلت اللاعبة "راما معروف" على المركز الثاني جمهورية، واللاعبتان "غنوة غانم" و"نغم غانم" على المركز الثالث جمهورية بأوزان مختلفة.

الحرب الطاحنة أثرت في الحركة الرياضية سلباً، فتوقفت جميع البطولات حتى عام 2014، حيث شارك لاعبي "خضر إبراهيم" ببطولة الجمهورية لفئة الشباب، وحصل على المركز الثاني، وبذات العام حصل على المركز الأول في بطولة التجمع التي أقيمت في محافظة "اللاذقية"، وكذلك اللاعبة "زهر بربر" حققت المركز الأول على مستوى الجمهورية بفئة الشابات.

وفي عام 2017 أسست أول فريق للشبلات، مؤلف من تسع لاعبات، وفي أول مشاركة له حقق عدة إنجازات على مستوى الجمهورية ببطولة "اللاذقية"، ومنها المركز الأول للاعبة "آية علي"، والمركز الثاني للاعبة "لجين أحمد"، وحققنا المركز الرابع بالترتيب العام».

تعتمد لعبة "الجودو" على الفيزياء بوجه عام بحسب ما قال الكابتن "علي"، وأوضح ذلك بقوله: «أدركت تماماً علاقة "الجودو" بالفيزياء، وخاصة مبدأ الروافع وعزم مزدوجة الفتل، وحاولت توظيفها بالفعل مع إشراك العقل في اللعبة بالنسبة للاعب؛ وهذا جعلني أحقق إنجازات جميلة بالتدريب».

الكابتن "سليمان محمد" أكد أن الكابتن "علي" امتلك أداء جيداً في التدريب واعتمد موهبة العطاء بالأساس، وكذلك على خبراته التي اكتسبها سابقاً، والأهم عزيمته على تحقيق شيء يسجل في سجله الرياضي، وتابع: «من المهم جداً أن يوظف اللاعب خبراته المكتسبة في التدريب، لكن الأهم أن يحقق إنجازاً رديفاً، وبالنسبة للكابتن "علي" كان إنجازه تشجيع الرياضة الأنثوية في لعبة "الجودو" هذه اللعبة الذكورية بفكر العامة، لأنه امتلك خبرة التعامل مع الناشئة والصبر على تدريبهم، ولا ننسى قدراته البدنية العالية التي مكنته من تحقيق عدة بطولات جمهورية، وهذا لكونه مهتماً بتمكين تلك المهارات وتوظيفها».

بقي أن نذكر، أن الكابتن "علي أحمد علي" من مواليد "طرطوس"، عام 1986.