تمكّن المدرّب والحكم الدولي من الدرجة الثانية "عادل محمد" من تجاوز عقبات اللعب والتدريب في لعبتي "الجودو" و"الكيك بوكسينغ" بزمن قياسي لم يتجاوز الثلاث سنوات، فقدم لاعبين تجاوزوا المخضرمين فيها ونافسوهم على بطولات الجمهورية، كما أنه صنع أدوات تدريبهم يدوياً.

ثلاث سنوات لعب فيها الكابتن "عادل محمد" لعبة "الجودو" ثم تخصص بـ"الكيك بوكسينغ" كمدرّب وحكم دولي؛ حسب ما قال لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 17 تشرين الثاني 2018، وتابع: «في بدايات عام 1983 لم يكن للعبة "الجودو" حظاً وفيراً من المدربين المخضرمين القادرين على نشر هذه اللعبة، فلم أستمر بالتدريب سوى ثلاث سنوات، لأتّبع دورات مركزية في التدريب والتحكيم المحلي والدولي، وهو زمن قياسي مقارنة مع عمري في اللعب.

عانينا كثيراً بسبب ضعف التجهيزات وأدوات التدريب التي يجب توفرها في الصالة الرياضية افتراضياً، لكن هذا لم يدخلنا في دوامة الضعف، بل كان بالنسبة لي دافعاً للاعتماد على الموارد الخاصة، كالاشتراكات الفردية الشخصية التي تبرع بها اللاعبون لشراء كل ما يلزم لمواصلة التدريب

وفي عام 1986، بدأت مشوار التدريب والتحكيم في لعبتي "الجودو"، و"الكيك بوكسينغ"، وخاصة الثانية التي لم تكن لها شعبية في تلك المرحلة، وهذا ما دفعني إلى العمل على نشر ثقافتها وجذب اللاعبين لممارستها، حتى تمكنت من تكوين فريقاً يستطيع تحدي أبطال الجمهورية فيها وينافسهم على اللقب.

خلال التدريب

كل هذا لم يرضِ شغفي بها ولم يشعرني بقيمة ما حققته، فقررت زيادة خبرتي بأدق تفاصيلها عبر اتباع دورة تحكيم وتدريب أقيمت في "دمشق" عام 1988، حيث حصلت على درجة ممتازة فيها وصنفت درجة ثالثة، وتسلّمت تدريب كوادر "طرطوس" والمهتمين بالرياضة بوجه عام، واستمريت حتى عام 2000 وقدمت أبطال محافظة وصلوا إلى بطولة الجمهورية وحققوها ضمن أجواء صاخبة مع الكثير من الخبرات الرياضية العريقة، وهو ما كان حافزاً بالنسبة لي لمزيد من تطوير المهارات والقدرات بلعبة "الجودو" والمشاركة بدورة تدريب وتحكيم دولية عام 1996 شاركت بها ثماني عشرة دولة، وحينئذٍ تخرّجت مدرّباً وحكماً دولياً درجة ثانية حاملاً الحزام (2 دان)، وكنت من أوائل المتخصصين بـ"الجودو" وبعدها "الكيك بوكسينغ" في "طرطوس"».

ويرى الكابتن "عادل" مدرّب "الكيك بوكسينغ" التي تشمل تسعة أساليب وفنوناً قتالية مختلفة، أن هذه اللعبة تتميز بذكاء لاعبيها وقدرتهم على التحكم السريع بقدراتهم واستنفارها في الوقت المناسب، ويضيف: «ما يتميز به لاعب "الكيك بوكسينغ" من ذكاء وقدرات عالية جعلني أستنفر كل طاقاتي في التدريب والتخصص؛ لأكون أول مشارك بدورات تدريبها التخصصية وأنقل خبراتي إلى فريقي، ثم تجسيدها للحصول على بطولات الجمهورية لسنوات متتالية عبر هؤلاء اللاعبين، ومنهم "علي أحمد علي"، علماً أن عدم تحيزي لأبطال فريقي ونزاهة التدريب والتحكيم منحني العديد من شهادات التقدير والثناء منذ عام 2008 وحتى عام 2010».

من فريقه

لعبة "الكيك بوكسينغ" عانت كثيراً -بحسب قول الكابتن "عادل"- من ضعف الدعم المتجسد بتوفر التجهيزات والأدوات، وهذا ما خلق دوافع كبيرة للاعتماد على الموارد الخاصة والمبادرات الفردية، وهنا قال: «عانينا كثيراً بسبب ضعف التجهيزات وأدوات التدريب التي يجب توفرها في الصالة الرياضية افتراضياً، لكن هذا لم يدخلنا في دوامة الضعف، بل كان بالنسبة لي دافعاً للاعتماد على الموارد الخاصة، كالاشتراكات الفردية الشخصية التي تبرع بها اللاعبون لشراء كل ما يلزم لمواصلة التدريب».

وفي لقاء مع الكابتن "علي علي" أحد كوادر الكابتن "عادل" وبطل الجمهورية لعدة سنوات، قال: «يتميز الكابتن "عادل" بصبره على جميع مشكلات ومعوقات اللعبة وضعف تجهيزات التدريب، وهذا كان له الأثر الإيجابي لدينا كلاعبين، حيث كنا نتاج خبرته في التدريب، فحققنا بطولات جمهورية متعددة على منافسين مخضرمين توفرت لهم كل وسائل التدريب، كما أنه تمكن من تصنيع هيكل تدريبي بجودة عالية من مواد أولية متوفرة في محيطنا الشعبي، تجاوز من خلاله مشكلات ونقاط ضعف الأجهزة المصنعة آلياً؛ وهو ما ساعدنا كلاعبين على تقديم الأفضل واستخراج طاقاتنا الكامنة لتحقيق عدة بطولات جمهورية».

الكابتن عادل محمد

يشار إلى أن الكابتن "عادل محمد محمد" من مواليد مدينة "طرطوس"، عام 1963.