تربّت في أسرةٍ رياضيّة، ومارست كرة السّلة منذُ طفولتها، فتمكنت "ليندا الشيخ يوسف" من وضع بصمتها الخاصّة في السّلة الطّرطوسيّة بمسيرةٍ رياضية مستمرة منذ أكثر من خمسة عشر عاماً.

مدوّنةُ وطن "eSyria" بتاريخ 25 تشرين الثاني 2019 التقت المدربة "ليندا الشيخ يوسف" لتحدثنا عن انطلاقتها مع كرة السّلة فقالت: «كبقية طلاب المدارس كانت الانطلاقة من بطولات المدارس للجري وألعاب القوى، إلاّ أنّ للألعاب الجماعية وقعاً خاصاً في داخلي، فشاركت في أكثر من تمرين في نادي "السّاحل" لكرة اليد، ولكن لم أجد المتعة التي كنت أبحثُ عنها وهنا كان لا بدّ من خوض تجربة السلة، وبالفعل استهوتني هذه اللعبة كثيراً وبتشجيع ودعم من أسرتي قررت الاستمرار في ممارسة هذه الرياضة، ولكن كان من الصّعب إقحام نفسي في التّشكيلة الأساسية بين لاعبات الخبرة في النادي، ولكن السرعة التي كنت أتمتع بها واللياقة البدنية الكبيرة كان لهما الدور الأكبر حيث تمكنت من دخول المباريات الرسميّة رغم فارق السن الكبير بيني وبين لاعبات النادي، وكانت مباراتي الأولى مع نادي "الساحل" ضد نادي "محرده" ولعبت مدة ثماني عشرة دقيقة تمكنتُ فيها من تسجيل أعلى عدد للنقاط في المباراة».

لقد قدّمت هذه المدربة الكثير لكرة السّلة الطرطوسية على مدى أعوام كثيرة، فهي تعطي للمتدربين كل ما يحتاجون إليه من دعم معنوي وفنّي على أرض الصّالة، وهذا العطاء كان جليّاً في عدّة لقاءات جمعت بين نادي "مصياف" ومدرسة "طرطوس" لتعليم كرة السّلة، أبرزت المدربة "ليندا" من خلالها فكراً تدريبياً عالياً ومستوىً فنّياً كبيراً

وأضافت "ليندا": «بدأت الخبرة تزداد مع مرور الأيام ومع المشاركة في العديد من المباريات، وكانت ذروة التألق في بداية العشرينات، وكنتُ في وقتها كابتن لفريق "الساحل" و تمكّنتُ عندها من الوصول بالنادي إلى مصافي الدرجة الأولى، ولكن لعنة الإصابات بدأت تلاحقني في ذروة العطاء حتى أصبت بقطع بالرباط الصليبي أبعدني عن الملاعب، إلاّ أنّ عشقي لهذه الرياضة دفعني لأتابع معها لكن في مجال التدريب».

المدرب يوسف سليمان

وعن تجربتها في التدريب قالت: «كانت بداية التدريب بتجربة للفئات العمرية عبر دورات كان يقيمها الاتحاد الرياضي، وبعدها كان هناك عدّة تجارب تدريبية في مراكز رياضية خاصّة حتى أسست مدرسة "طرطوس" الأولى لتعليم كرة السلة، وجاءت هذه الخطوة رغبةً مني في إيصال الرياضة للكثير من الأشخاص الذين لم تسنح لهم الظروف في فترات حياتهم السابقة بممارسة رياضاتهم المفضّلة، بالإضافة إلى أنّ هذا المشروع هو عبارة عن متنفس للكثير من الأشخاص عن طريق الرياضة، ولعلّ أبرز ما يميزه الجمع بين كل الفئات العمريّة، فالأطفال يريدون التأسيس بطريقة صحيحة للدخول في عالم الرياضة وهناك الكبار بالسن الذين يرون بكرة السلة متنفساً من ضغوط الحياة اليومية، وهذا المشروع قائم منذ أكثر من عامين في ملعب مفتوح ولم يتوقف أبداً، أحاول من خلاله جاهدةً وضع خبرة السنين الطّويلة بين يدي المتدربين لإيصال الفائدة المرجوّة لكلّ شخص، وأعتقد أن محبتنا وشغفنا لهذه الرياضة من أهم العوامل التي ساعدت على الاستمرار والنجاح رغم الإمكانيات الضعيفة التي نعاني منها».

المتدرب "محمد الحاج" تحدث لمدوّنة وطن قائلاً: «بدأت بالتدريب عند الكابتن "ليندا" من عمر ثلاث سنوات وما زلتُ مستمراً حتى اليوم، ففي كل تمرين وعلى مدار خمسة عشر عاماً ما زلتُ أجدُ المتعة والخبرة وكل جديد عندَ هذه المدربة، فأسلوبها الخاص في التقرّب من اللاعبين والإيمان الكبير بقدراتهم، جعل من هواة كرة السلّة ممن تدربوا عندها أصحاب خبرة ولاعبين مخضرمين، ولقد كانت تجربة مدرسة "طرطوس" لتعليم كرة السّلة أكبر داعم لأبناء المحافظة من هواة هذه اللعبة، فأعطتهم فرصاً كبيرة للحصول على الخبرة واللياقة المطلوبة، بالإضافة لمتعة الرياضة وحب المنافسة».

محمد الحاج

وأشار المدرب "يوسف سليمان" مشرف كرة السّلة في نادي "مصياف" الرياضي أثناء حديثه إلى الجهود الكبيرة التي تقدمها المدربة "ليندا" قائلاً: «لقد قدّمت هذه المدربة الكثير لكرة السّلة الطرطوسية على مدى أعوام كثيرة، فهي تعطي للمتدربين كل ما يحتاجون إليه من دعم معنوي وفنّي على أرض الصّالة، وهذا العطاء كان جليّاً في عدّة لقاءات جمعت بين نادي "مصياف" ومدرسة "طرطوس" لتعليم كرة السّلة، أبرزت المدربة "ليندا" من خلالها فكراً تدريبياً عالياً ومستوىً فنّياً كبيراً».

جدير بالذكر أنّ "ليندا عصام الشيخ يوسف" مواليد "طرطوس" عام 1984.

من مباريات مدرسة "طرطوس"