أكثر من أربعة وعشرين شهراً مضت على البدء بتنفيذ المشروع، والذي يخص أحد أهمّ تقاطعات محافظة "طرطوس"، ويعدّ صلة وصل رئيسية مع الطريق الدولي المؤدي إلى محافظات "اللاذقية، حمص ودمشق"، بالإضافة إلى كونه طريقاً رئيسياً للمرفأ، ومدينة "الدريكيش".

الأعمال التي سيتمّ إنجازها هي من أجل زيادة عدد المسالك الفرعية المؤدية من وإلى الطريق الدولي، لتشمل جميع الاتجاهات، بالإضافة إلى توسيع جسر التقاطع، لتتحول العقدة المعروفة إلى زهرة مرورية بحسب توصيف "مؤسسة المواصلات الطرقية"، وتوفّر ثمانية اتجاهات مستقلة.

تمّ تجهيز كافة الشاخصات المرورية اللازمة للمشروع، للدلالة على اتجاهات الحركة الجديدة، وسيباشر في تركيبها في الأيام القليلة القادمة، من قبل "مديرية الصيانة وهندسة المرور" في "المؤسسة العامة للمواصلات الطرقية"

وما يزيد من كثافة الحركة المرورية، هو قربها من المرفأ، والعبور اليومي للعديد من الشاحنات، فهذا ما يعرقل حركة بقية وسائل النقل ويؤخّرها، وهي ظاهرة اعتاد عليها أهالي القرى الواقعة قرب العقدة بمرورهم اليومي إلى المدينة، مثل "بسام حبيب" الذي أوضح: «كانت العقدة خطرة جداً، ومكاناً للعديد من الحوادث، فهي ذات اتجاهات مزدحمة، يتجه أحدها إلى مدينة "الدريكيش"، وهي إحدى أنسب المسالك لمرور شاحنات وقاطرات متجهة من وإلى المرفأ، وأحياناً تكون ضمن مجموعات، فتسبب عرقلة كبيرة للسير، ووقوف السيارات في بعض الاتجاهات، والوضع على هذا الحال منذ فترة طويلة».

المهندس "مهنا وسوف"

أكثر من ثلاث سنوات مضت على توقيع عقد المشروع، لتقوم بتنفيذه "الشركة العامة للطرق والجسور"، فإحدى أهم أولوياته توفير الحركة بكافة الاتجاهات، كما يبين المهندس "خالد عطية": «تعدّ عقدة "الشيخ سعد" من أغزر النقاط المرورية في المحافظة، لكونها تؤمّن حركة النقل من وإلى المرفأ إلى باقي محافظات القطر وكافة الاتجاهات، إضافة إلى وقوعها إلى جانب "سوق الهال"، كما تعتبر مدخل مدينة "طرطوس" الشرقي على محور "طرطوس- الدريكيش"».

أهم ما تسعى إليه "مؤسسة المواصلات الطرقية" في مشروعها، هو تطوير التركيبة الأساسية للعقدة، بتوفير إمكانية الانتقال بين الجسر والطريق الدولي بأيّ اتجاه، وبحسب المهندس "مهنا وسوف" رئيس جهاز الإشراف: «اسم المشروع "تنفيذ وتحسين عقدة الشيخ سعد"، وتكمن أهمية هذه العقدة في ربط الطريق الدولي بالمدينة والمرفأ، وتتضمن الأعمال الأساسية للمشروع تنفيذ مسالك بتحويل العقدة الحالية إلى زهرة كاملة، أي الانتقال بين المستويين المختلفين في كلا الاتجاهين، وفصل الحركات المرورية، إضافة إلى تعريض الجسر الحالي بإضافة جسر جديد مساير له، ليصبح العرض الكلي خمسة عشر متراً في كل اتجاه».

العقدة قبل بدء التنفيذ

وعن تفاصيل المشروع والبدء به يضيف: «تمّت المباشرة بالعمل في أواخر الشهر الثالث من عام 2008، القيمة المالية للعقد 114,500,000 ليرة سورية تقريباً، كما تمّ تنظيم ملحق عقد بقيمة ثلاثة وثلاثين مليون ليرة سورية، في الشهر الثاني من هذا العام، علماً أن قرار استملاك "وزارة النقل" صدر في الشهر السابع من عام 2009».

فهل هناك مسالك جاهزة للخدمة؟ يبيّن: «يشمل المشروع أعمالاً طرقية وإنشاء جسر حديد، والأعمال المنجزة: أعمال الجسر بالكامل، الجهة الشمالية من العقدة والتي تشمل حركة السير من: "الدريكيش- اللاذقية، الدريكيش- حمص، الدريكيش- طرطوس، اللاذقية- طرطوس"، وستوضع في الخدمة في بداية هذا الأسبوع، كما يتمّ حالياً تجهيز طريق المرفأ المتجه إلى محافظة "حمص"، حيث بلغت نسبة الإنجاز منه حوالي ثمانين بالمئة، ومن المتوقع الانتهاء خلال أسبوعين، وكذلك بالنسبة لاتجاه "اللاذقية- الدريكيش"، وسبب التأخر في إنجازه عدم وجود بديل، لأنّ ذلك يتطلب قطع الطريق القائم».

ثلاثة أشهر هي الفترة المتوقعة للانتهاء، أما العوائق الحالية في تنفيذ ذلك كما أوضح: «العوائق التي ما زالت تعيق إنجاز المشروع بالكامل هي عبارة عن خطوط اتصالات هاتفية، كما أنّ جزءاً من الأعمال الطرقية يقع ضمن المخطط التنظيمي لمدينة "طرطوس"، ولم يصدر قرار استملاكه حتى الآن، وقد تمّ رفع مشروع الاستملاك إلى الجهات المعنية منذ نهاية الشهر الثالث».

خلال أيام قليلة ستكون جميع اتجاهات مدينة "الدريكيش" في الخدمة، بينما يتواصل تنفيذ ما تبقى من أعمال متمّمة، يتابع رئيس جهاز الإشراف: «نسبة التنفيذ الإجمالية من المشروع حوالي خمس وسبعين بالمئة للأعمال الطرقية، أما الأعمال الإسمنتية في الجسر فقد أنجزت بالكامل، ويتمّ العمل حالياً بوتيرة جيدة، وتنفيذ الأعمال التكميلية، مثل تركيب حواجز أمان إسمنتية، وتنفيذ الجزر الوسطية، ومن المتوقع الانتهاء بالكامل مع بداية الشهر الثامن، في حال إنجاز مشروع الاستملاك ونقل خطوط الاتصالات».

كما أنّ مزايا المشروع من اختصار للمسافات وتوفير الاتجاهات، تتطلب وضع الأسهم والدلالات اللازمة، كما أوضح: «تمّ تجهيز كافة الشاخصات المرورية اللازمة للمشروع، للدلالة على اتجاهات الحركة الجديدة، وسيباشر في تركيبها في الأيام القليلة القادمة، من قبل "مديرية الصيانة وهندسة المرور" في "المؤسسة العامة للمواصلات الطرقية"».

الرد من فرع طرطوس للاتصالات

وعطفاً على ماورد على لسان المهندس "مهنا وسوف" رئيس جهاز الإشراف في المشروع، وردنا من الأستاذ علي حسن محمد مدير فرع "طرطوس" للاتصالات، المعلومات الآتية وذلك بالكتاب رقم 8790/107/10 بتاريخ 6/7/2010:

1- بناء على كتاب مؤسسة المواصلات الطرقية تم إبرام العقد رقم 32 تاريخ 23/2/2009 مع المتعهد مهران ديب موضوع تنفيذ حفريات القساطل لنقل العوائق الهاتفية لصالح الغير ـ عقدة الشيخ سعد.

2- قيمة العقد /2099157/ ل.س مدة التنفيذ 60 يوم وتم إعطاء أمر المباشرة بتاريخ 26/7/2009 وتم تنفيذ الأعمال بشكل كامل وتم الانتهاء من تنفيذ المشروع بتاريخ 5/1/2010 وتم الاستلام المؤقت للمشروع من قبل اللجنة المشكلة بالأمر الإداري رقم 69 تاريخ 3/2/2010

ويخلص الرد الوارد الى "مدونة وطن" من قبل محافظة طرطوس إلى عدم وجود أي عوائق لمؤسسة الاتصالات في تنفيذ المشروع كما ورد في تصريح المهندس"مهنا وسوف".