تشتهر منطقة "عفرين" بزراعة الزيتون منذ أقدم الأزمنة، وللزيتون "العفريني" أنواع عديدة لكل منها طعمه المميز واستعمالاته الغذائية المختلفة.
مدونة وطن "eSyria" التقت السيد "إبراهيم حمو" رئيس جمعية "جوم" الزراعية بتاريخ 30/10/2013 الذي تحدث عن أنواع الزيتون الذي يُزرع في منطقة "عفرين" وقال: «زراعة الزيتون زراعة قديمة في المنطقة والدليل على ذلك وجود العشرات من المعاصر الحجرية المنتشرة في عدد من المناطق، تعمل على عصر حبات الزيتون لإنتاج الزيت بالطرق البدائية، وتتميز المنطقة بزراعة أنواع خاصة من الزيتون تميزها عن باقي المناطق السورية، وتختلف هذه الأنواع حسب شكل حبات الزيتون والشكل العام للشجرة وكمية الزيت المنتجة من كيس "جوال" واحد، إضافة إلى اختلاف استعمالاتها الغذائية ومقاومتها للظروف الجوية، بالتالي الاختلاف في أسعارها».
وهناك أيضاً "زيتون السبحة" وهو حراجي ويتميز بحباته الدائرية وبذوره الخشبية الكبيرة، وقد سمي كذلك لأن الناس في المنطقة يستعملون بذوره في صنع السبحات الدينية، وعدد أشجاره قليل جدا،ً وهو جزء من الزيتون البري الذي ينمو حراجياً
وأضاف "إبراهيم": «من أكثر الأنواع انتشاراً في المنطقة، النوع الذي يسمى "الزيتون الزيتي" ويزرع في أكثر من ثلثي مساحة المنطقة وقد سمي بذلك لأن حباته تنتج كمية كبيرة من مادة الزيت ولا يضاهيها في ذلك أي نوع آخر، فـ"الجوال" منه ووزنه /100/ كغ ينتج تنكتين من الزيت تقريباً أي بمعدل /32/ كغ، وهي كمية وفيرة قياساً إلى باقي الأنواع، كما يتميز هذا النوع بمذاقه الطيب لذا يستعمل كمؤونة منزلية سنوية سواء بتكسير الحبات وتخليليها وحفظها أم بتكليسها أو إعداد "العتون" المجفف منها، كما أن أشجار "الزيتون الزيتي" تقاوم البرودة الشديدة وهي لا تحب السقاية المتكررة فمن شأن ذلك أن يؤدي إلى موتها، أما النوع الثاني فيسمى "زيتون خلو" وقد سُمي بذلك نسبة إلى مزارع اسمه "خليل" من ناحية "شيخ الحديد" وهو أول من زرع هذا النوع، والمعروف أن الأكراد يحرفون أسماء "محمد" إلى "حمو" و"عبد الرحمن" إلى "عبدو" و"علي" إلى "علو" و"خليل" إلى "خلو"، وتتميز حبات هذا النوع بأشكالها الكروية وأحجامها الكبيرة بحجم حبة الجوز تقريباً، وتباع حباتها وهي خضراء قبل أن تسودّ لأنها تحتوي على كميات قليلة من الزيت فـ"الجوال" منه ينتج /15/ كغ تقريباً، والحبات الخضراء تستعمل بشكل أساسي في إعداد المكلس والزيتون المحشو بالجوز ودبس الفليلفة، كذلك إعداد "العتون" المجرح بالسكين، وأشجار "زيتون خلو" تحب السقاية والمعروف أنها تنمو بسرعة كبيرة كلما رويت خلال فصل الصيف، وهي أيضاً مقاومة للبرودة الشديدة».
وتابع: «من أنواع الزيتون "العفريني" أيضاً "الزيتون الدموي" وهو النوع الذي ينمو طبيعياً في الجبال الحراجية ولا يتدخل المزارع في زراعته بسبب قلة مردوده الاقتصادي فلا تصلح حباته للحفظ كمؤونة، وتحتوي على كميات قليلة من الزيت، وسمي كذلك لأن زيته يتميز بلونه الأحمر الذي يشبه الدم، ومازالت في المنطقة غابات كثيفة منه وخاصة في ناحية "راجو"».
أما المزارع والتاجر "فريد يوسف" من منطقة "جنديرس" فأضاف: «من أنواع الزيتون "العفريني" أيضاً "الزيتون الجبلي" وقد سمي بذلك لأن أشجاره كانت تزرع أساساً في المناطق الجبلية قبل استصلاح الأراضي السهلية في المنطقة، وله أشكال مختلفة منها الدائري والبيضوي وأحجامه مختلفة منها الكبير والمتوسط والصغير بحجم حبات الحمص، وله عدة أنواع أهمها: "زيتون أنف الغراب" حباته طويلة و"زيتون قلم باز" و"زيتون عشون" وغيرها، وتختلف كمية الزيت المنتج من هذه الأنواع لكن بمجملها لا تتجاوز /16/ كغ من "الجوال" الواحد، كما لا تصلح للاستعمالات الغذائية بسبب كبر حجم بذورها، وكان الجنود الفرنسيون خلال احتلاهم للمنطقة يستعملون أنواعاً منها في إطعام أحصنتهم».
وتابع: «وهناك أيضاً "زيتون السبحة" وهو حراجي ويتميز بحباته الدائرية وبذوره الخشبية الكبيرة، وقد سمي كذلك لأن الناس في المنطقة يستعملون بذوره في صنع السبحات الدينية، وعدد أشجاره قليل جدا،ً وهو جزء من الزيتون البري الذي ينمو حراجياً».