وصن ضحكة الأطفال يا رب إنها .... إذا غردت في ظامئ الرمل أعشبا
أجمل ما في الكون طفل يضحك ويلعب، فكيف به إذا التقى بمن أحبهم خلف شاشة صغيرة، بعد أن سمع أغانيهم وحفظها ورددها في كل وقت، سيزداد فرحه فرحاً بلقاء من أحب.
أحب طيور الجنة كثيراً لأناشيدها الجميلة وخصوصاً "رغد الوزان" وأنا أستمع إليها دائماً
هذا هو حال أطفال"حلب" في المهرجان الغنائي الذي أقامته قناة "طيور الجنة" في صالة الأسد الرياضية في "الجميلية" في مدينة "حلب"...
حيث البسمة تعلو وجوه أطفالنا مصحوبة بالمادة المفيدة والدعوة للمحافظة على القيم الإنسانية النبيلة من صدق وأمانة وحب للخير بين طيّات برامجها، فعلى الرغم من حداثة عهدها بين المحطات الفضائية الموجهة للأطفال إلا أنها أثبتت جدارتها واستطاعت أن تلفت انتباه الكبار قبل الصغار، ما إن يسمع الأطفال شارة بدء إحدى الأغنيات حتى تراهم يكملونها غيباً، أتوا إلى الصالة بكل حب ومودة حافظين لكل أغانيها البسيطة الهادفة فغصت الصالة الرياضية بهم، كانت فيها الجمعية الخيرية الإسلامية بحلب "دار الأيتام" بالتعاون مع مجموعة "القمة الإعلامية" الراعي الرسمي لهذا المهرجان ومزود خدمة الإنترنت في "الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية" الذي أدخل السرور إلى 1500 أسرة من أسر الأيتام وللحديث عن هذا التنظيم التقينا بالآنسة "منى خراط" مسؤولة العلاقات العامة في الجمعية الخيرية فقالت:
«بحمد الله كان الحضور جيداً جداً والمبيع ممتاز للبطاقات وكان الناس متفاعلون مع الحفلة بشكل كبير، واخترنا هذه القناة لأنها هادفة ومميزة ويحبها جميع الناس صغاراً وكبار، ونحن نحضر للحفلة منذ شهرين فكان هناك لجان للمبيعات ولجان للتنظيم وعممت مراكز لبيع البطاقات وكان المسؤول عن الحفلة هما الدكتورة "إيمان سمان" وهي صيدلانية والدكتور "خلدون سكر" وهو صناعي وهما عضوا مجلس إدارة الجمعية، ورئيس مجلس الإدارة الدكتور "أحمد شعيب"».
ومن ثم استكملنا اللقاء مع الأمهات اللاتي جلبن أولادهن لهذه الحفلة فالتقينا بالسيدة "عهد موقع، أم حذيفة" فقالت: «القناة ممتازة وأهم ما في الموضوع أنهم فرحوا لنا أولادنا وصنعوا لهم قناة ناجحة فيها أناشيد احتوت أطفالنا بعقليتهم، وجئت اليوم هنا لأفرح أطفالي ويروا رفاقهم الذين أحبوهم، فالقناة تقدم لهم شيئا يناسب سنهم وبشكل مفيد وهادف حتى أنا تستهدفني وأنا كبيرة، وهي مختلفة عن بقية قنوات الأطفال في شموليتها وبساطتها في الوصول إلى عقل الطفل، فهي تؤدبهم وتدعوهم للسير على الأخلاق الإسلامية الحميدة».
والتقى eAleppo بعدها بالطفلة "جودي تريسي" فقالت: «أحب طيور الجنة كثيراً لأناشيدها الجميلة وخصوصاً "رغد الوزان" وأنا أستمع إليها دائماً».
وإلى جانبها أختها "ماريا تريسي" في الصف السادس التي قالت: «قدمت اليوم إلى هنا لأني أحب طيور الجنة لأنها مفيدة وتعلمنا الآداب، وأحب فيها "ديمة بشار" ومحمد بشار" في أنشودتهما "لما نستشهد منروح الجنة" وصادفنا أيضاً الطفلة "سنا زوائدي" في الصف السادس فقالت: «أحب طيور الجنة جداً جداً فالقناة هادفة وتعلمنا وأستمع إليها ليل نهار في البيت وأحب أناشيد "عمر الصعيدي" كثيراً».
انتقل بعدها eAleppo ليرصد آراء الآباء، فكان آخر الخارجين من الحفلة الطبيب "جهاد دالاتي" ينتظر أطفاله وأمهم وأطفال أصدقائه الذين صحبهم في هذا الحفل فعلق على الحفل : «هذه فرصة ننتظرها منذ زمن، لأن هذه الشاشة حقاً قد وحدت أطفال العرب، فجزاهم الله عنا كل خير لأنها فرصة لا تفوت، ونحن جئنا برغبة الأطفال ولكنا نحن الراغبون بالقدوم قبلهم، فقد شدتنا كباراً قبل الصغار لأن فيها التسلية والفائدة والثقافة الدينية التي ترسم المنهج الصحيح، فليست من القنوات الفارغة، فهي موجهة للأطفال أساساً لكنها تشد فئات عمرية متعددة، وأرجو أن يكون هناك إعلام نشيط ومشابه له ليغطي نواحي أخرى ناقصة، فالإعلام الهادف يكون عادة موجهاً لفئة معينة لكن إعلامنا اليوم فيه ثغرات كثيرة، ويجب أن يشجع مثل هذا الإعلام في هذه القنوات لأنه مصنوع بأيدي عربية إسلامية وغير مستورد من ثقافات أخرى كما في برامج الأطفال الأخرى، فهذه القناة بطريقة بسيطة تصل إلى قلب الطفل أولاً ومن ثم إلى عقله ليرسخ منهجاً في حياته».
ولكشف كواليس التنظيم الكبير لهذا الحفل التقينا بالدكتور "أحمد شعيب" رئيس مجلس إدارة الجمعية الخيرية الإسلامية بحلب فقال:
«مرت فترة طويلة على دار الأيتام بـ"حلب" ولم يكن لديها أي نشاط، وحتى نذكر الناس بالأيتام وبدار الأيتام بحلب وهي أكبر جمعية في سورية من حيث العدد والكم، وارتأينا عبر هذه القناة الهادفة المعروفة في "حلب" و"سورية" وخصوصاً بعدد نجاح حفلاتها في "دمشق" كما أنها قناة توجيهية هادفة للأطفال بعيدة عن أفلام الكرتون المليئة بالتشنج والعنف والإزعاج للأطفال وهي أمور سلبية، أما "طيور الجنة" فهي قناة هادئة وهادفة تعطي الأطفال نوعاً من التربية الإسلامية الموجهة بأسلوب حضاري، وأكثر ما ميز الحفل حضور ألف وخمسمئة أسرة من أسر الأيتام، وكنا سعداء بذلك فلولا وجود الجمعية لما حضر هؤلاء الحفل، والسبب الثاني لإقامة المهرجان ليرى أهل "حلب" أن "الجمعية الخيرية الإسلامية" لها نشاطات وليتعرف الناس عليها، فنشاطنا ليس فقط في دار الأيتام، فنحن نرعى 1500 أسرة من أسر الأيتام و1500 طفل يتيم ويضاف إليهم 170 يتيماً موجودين في الدار، وقد ذهب ريع هذا الحفل لهم جميعاً بعد حسم مصاريف السفر وأجور الحفلة، وما يهمنا الدعم المعنوي قبل المادي حتى يعرف أهل "حلب" هذه الجمعية ويصبح لها ثقة فيها وأنها تقوم بأعمال خيرية، حتى تتبرع الناس أكثر ويعم الخير أكثر وقد زاد في هذه السنة الخير بحمد الله بنسبة 50% ، وموارد الجمعية تأتي من العقارات المؤجرة والدخل الثاني من أهل الخير في رمضان وغير رمضان، أما اللجنة المنظمة فكانت هي من موظفينا في "دار الأيتام" ومجموعة أخرى من "جمعية التعليم"، واستعنا بمجموعة متبرعة أخرى من "الهلال الأحمر"، والكل كان متشجعاً على العمل الخيري في "دارالأيتام"».
ترك eAleppo المنظمين شاكراً ليلتقي بالنجوم في قناة طيور الجنة بعد أن تبعهم إلى مكان نزولهم في فندق"ديديمان" أحد الرعاة الرسميين للحفل، متناسياً تشديد المنظمين في الصالة بسبب انهمال الجمهور على الفرقة للسلام عليهم والتقاط الصور التذكارية معهم دون جدوى، فكان أول لقاء في الفندق مع المنشد الفلسطيني "محمد بشار" وقد أحببناه كباراً وصغاراً مع أخته في أنشودته الداعمة لثقافة المقاومة "لما نستشهد منروح الجنة" والتي تذكرنا بأطفال غزة وفلسطين الذين لم يعرفوا يوماً ما معنى الطفولة سوى العناء والمعاناة فقال ابن نابلس: «هذه المرة الرابعة التي أزور فيها سورية لكني سررت كثيراً بزيارة "حلب" وهي المرة الأولى التي أزورها فيها، وأنا مقيم في الأردن وفي السنة الثالثة لنظم المعلومات الإدارية في جامعة "الأميرة سمية" وكان جمهور "حلب" هو الأكثر عدداً والأجمل من بين كل حفلاتنا التي أقمناها في الوطن العربي، وهو جمهور "حلب" المشهور بالأكل والطرب، جمهور طيب وسميع، فكنا نطفئ الميكروفون وندعهم يغنون فهم حفظوا كل ما غنينا». وفي سؤالنا له عن التحاقه بالقناة أضاف:
«كنت أغني مع فرقة اليرموك الفلسطينية، المختصة بالتراث الفلسطيني، وقبل سنة بدأت العمل بالقناة عن طريق زميلي المخرج "عمر نبيل" وأصبح بعدها هناك تعاون وتأخرت لأخرج الصوت الصحيح والجيد فخرجت أغنية "عيوني تشتاقلو" مع ألبومها الجديد الذي سينزل خلال شهر إلى الأسواق، كما غنيت مع أختي "ديمة" أغنية "لما نستشهد منروح الجنة"، واخترت قناة "طيور الجنة" لأني ابن عائلة ملتزمة ومحافظة، فأنا أبحث عن الكلمة الطيبة والهادفة واللحن الحلو وباختصار الفن الراقي الذي يسمعه الصغير والكبير والذي يتقبله أي إنسان ولا يخدش المشاعر أو الحياء، والقناة جعلتني أغير حقيقة من اللون الذي بدأت به مع تلك الفرقة التي كانت فيها دبكات للكبار وما شابه، ومشاركة أختي "ديمة" حببتني أيضاً به وجعلتني متخصصاً بأغاني الأطفال». ومن ثم تابعنا السير بين النجوم الأطفال مبتدئين بالمنشدة الصغيرة "ديمة بشار" فقالت: «أغني من الصف الثاني وأنا الآن في الصف الثالث، وكان أخي "محمد" يدربني على الغناء لما كان منشداً بـفرقة "الأرقم" واختاروني للغناء في طيور الجنة، وأنا أحب قناة طيور الجنة كثيراً، وأحببت أطفال "حلب" كثيراً لأن تفاعلهم كان أكبر من جمهور "دمشق" و"حمص" و"قطر" وأكثر ما أحببت في "حلب" أكلها الزاكي أيضاً».
ولنواصل المسير بين النجوم وصلنا إلى نجم يكاد يكون قطباً بصوته الرنان الدكتور المنشد "مصطفى العزاوي" العراقي شقيق المنشد المشهور "محمد العزاوي" فقال: «حصلت على الدكتوراه في العلوم الشرعية حديثاً وأنا الآن متفرغ للعمل الإنشادي الفني، وقد تواصلت مع "طيور الجنة" بعد أشهر من انطلاقها بالتنسيق مع مدير القناة "خالد المقداد" وكانت انطلاقة رائعة بدأتها ببعض المقاطع الفيديوية المصورة التي ظهرت على الشاشة بطابع تراثي، وبأسلوب قصصي فكان لها وقع كبير لدى الأطفال والكبار، والذي شدني للقناة هو الذي شد المشاهد كوني فنان له نظرة خاصة ارتأيت أن تكون هذه القناة مقصدي لأن الأطفال شريحة مهمة في المجتمع يجب أن تخدم وتقدم لها بعض الرسائل الهادفة لنرتقي بهم إلى سلم الأولويات ولصنع جيل صاعد واعٍ وثقف وملتزم، كلها أبعاد للقناة، وبالنسبة لجمهور "حلب" في كل واحدة أظهروا إبداعاً بالتفاعل والتميز عن باقي الجمهور، وسيكون مهرجاننا القادم في مدينة "حماة" إن شاء الله لنكمل جولتنا في الوطن العربي».
وقبل أن نختتم اللقاءات الجميلة لنصل إلى رأس الهرم في القناة حططنا عند زهرتين صغيرتين تفوحان غناءً جميلاً أولهما الطفلة الدمشقية الأصل "رغد الوزان" حبيبة جل جمهور أطفالنا فالتقينا بوالدها "زيد أسامة الوزان" فقال عنها:
«نحن من "دمشق" لكننا مقيمون في "عمان" في "الأردن" وأنا أعمل في تجارة الألبسة، وقد تعرفت بالأستاذ "خالد المقداد" عن طريق المدرسة عندما طلب بناتاً صغاراً للمشاركة بالفرقة، وقد رشحت معلمة الصف "رغد" من بين عشرة مشاركات، لكنه اختار "رغد" وحدها لأدائها الرائع، وتابعنا العمل معه وهذه هي السنة الثالثة، وكان مهرجان اليوم مميزاً عن كل المهرجانات التي حضرتها في لبنان وسورية، لأنه جمهور راقٍ وذواق، وأشكر مزود خدمة الانترنت في الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية على رعايته للحفل، وعلى هذا اللقاء والحضور المميز».
والزهرة الثانية "أمل قطامي" التي كان كلامها فوق عمرها عندما قالت:
«أنا من فلسطين وفي الصف الثالث، وأغني في طيور الجنة لأنها مسلية أولاً وقناة للأطفال ثانياً ومعبرة وهادفة ثالثاً وكي أقدم أناشيد للأطفال كي يتعلموا منها، وأقول لأطفال حلب، كان بودي البقاء أكثر لكن الظروف لا تسمح لنا وأرجو أن ألقاكم في حماة في الخميس القادم إن شاء الله».
وأخيراً وصلنا إلى رأس الهرم مدير القناة مهندس الديكور السيد "خالد المقداد" فقال:
«قناة طيور الجنة هي امتداد لمؤسسة إنتاج فني قبل ثلاث سنوات لإنتاج الأغاني الصوتية للأطفال وتبلورت الفكرة ببداية 2008 عند بداية البث التجريبي في الشهر الثاني، ونحن حتى الآن بصدد البث التجريبي وسيبدأ البث الرسمي في الشهر السابع إن شاء الله، والقناة معتمدة اعتمادا كليا على نفسها من خلال شركة تجارية رديفة تنتج القرطاسية والألعاب والمواد الغذائية للأطفال وما شابه، وأيضاً ما يأتيها من عالم الاتصالات ورسائل الـ(sms) والرنات المحملة، كلها تشكل رافدا أساسيا للقناة، وهي كأي مشروع إعلامي بإمكانه الاعتماد على نفسه وتمويل نفسه إذا عمل بطريقة صحيحة، وما يميز "طيور الجنة" من بين قنوات الأطفال أنها اقتربت من الاحتياجات الأساسية للطفل، واحتياجات الطفل برأيي تتجاوز الترفيهية والترويحية إلى أكثر من ذلك، فهناك احتياجات سلوكية قيمية بحاجة لها الطفل وعلمية وثقافية ورياضية بحاجة لها الطفل، ربما غفلت القنوات الأخرى عنها،هذا ما تميزت به طيور الجنة، كما حرصت "طيور الجنة" على إيجاد نجوم من الأطفال ليكونوا بمثابة محفزين للأطفال الآخرين على كل شيء إيجابي يقدموه من خلال الشاشة، فهذا الشيء ربما كان أقرب للطفل من الرسوم المتحركة وعالم الخيال الآخر على أهميته وضرورته، وأهداف القناة طويلة وعلى رأسها توجيه وتربية النشء على مجموعة كبيرة من القيم والسلوكيات التي فقدت في هذه الأيام والنابعة من ديننا الإسلامي الحنيف وعاداتنا وتقاليدنا وموروثاتنا الاجتماعية التي جزء منها فقد بسبب حملات التغريب وبسبب وسائل مختلفة إعلامية وتعليمية وغيرها، والهدف الآخر استخدام الطاقات الطفولية المختلفة وتوجيهها التوجيه السليم وربط هذه الطاقات بمؤسسات المجتمع المدني النافعة والخدمية التي تفيد المجتمع، والأمر الثالث هو تعميق المفاهيم الوطنية لدى الأطفال التي تكاد تختفي بسبب ذاتية الأطفال، وبسبب وسائل أخرى أصبحت منتشرة بشكل، لن أسميها سلبية بل تغريبية، والقناة بحرينية ومكتب "عمان" من مكاتب الإنتاج الأساسية وهناك مكتب في "لبنان" وفي "الكويت" ومكتب في "السعودية" لكن معظم كادر العمل في القناة هو من "الأردن"، لكن مقر القناة وبثها من "البحرين" وقمنا بتنسيق جميع الفعاليات في سورية عن طريق الأستاذ "وليد الخلف" وهو وكيلنا للمنتجات في سورية، بعد حفلات كانت في "قطر" وفي لبنان" وفي " الشارقة" ولدينا حفلات قادمة في "مصر والسعودية و الأردن وفي الصيف في "مصر" والأردن والإمارات وفي البحرين" وكانت حفلة اليوم في"حلب" هي الأولى بامتياز لأنه جمهور متفاعل حافظ لأناشيد القناة وذواق وسميع وجمهور كبير جداً والأميز بجدارة من بين كل الجماهير العربية».
وحاولنا لقاء نجمي القناة "المعتصم بالله و وليد المقداد" لكنهما كانا منهكين من التعب بعد الحفلة ويوم طويل من الجولات على الأيتام فقال عنهما والدهما:
«"المعتصم" في الصف الثاني و"وليد" في الصف الرابع هما ولداي، وقد عاشا الأوساط الفنية التي اشتغل فيها، فاستطاعوا أن يتفاعلوا ويقدموا مجموعة من الإبداعات من خلال الشاشة، ونحن عملنا على تطوير الموهبة لديهم».