تتراقص أنامله على أوتار البزق كما تتراقص أغصان الزيتون على أوتار الحياة في تناغم وانسجام أبديان, إنه عازف البزق الفنان "وحيد ابراهيم".

بدأت قصته مع الفن منذ نعومة أظفاره, ففي بيتهم الريفي كانت تعقد سهرات فنية مستمرة يغني فيها المطربون الشعبيون من أبناء المنطقة والمغنون الجوّالون, وكان شقيقه الأكبر يعزف لهم على آلة البزق فتأثّر كثيراً بهذا الجو الفني وتعلّق به, وعندما لاحظ شقيقه ذلك اشترى له بزقاً صغير الحجم, وهو مازال طفلاً.

يعتبر فناننا ذلك اليوم نقطة مضيئة في حياته, وجواز سفره للدخول إلى عوالم الفن الرحبة.

يقول لموقع eAleppo: قاعدتي الأساسية في الفن هي التراث الشعبي, وركيزتي القوية فيها هي الفلكلور, فالفلكلور هو هوية شعبنا والصورة الأكثر نقاءً لتاريخه ووهو بالتالي يجسّد أصالتنا والماضي الغني لنا, حفظه أجدادنا في صدورهم وضمائرهم في تحدٍ حقيقيٍ لمحتلي بلداننا الذين حاولوا جاهدين تشويه ثقافاتنا وتاريخنا، لكنّهم بتعنتهم وإرادتهم الصلبة أوصلوه لنا سليماً وكاملاً.

وهنا يأتي دور الفنان في الحفاظ عليه وترسيخه ونقله بصورته الحقيقية المشرقة إلى أنحاء العالم, وعليه استغلال وسائل الاتصال الحديثة خير استغلال لتحقيق هذه المهمة المقدّسة, في عملية التواصل الثقافي والحضاري مع فناني ومبدعي العالم.

يعزف "وحيد ابراهيم" المئات من الألحان التراثية المحلية بدقة متناهية, بأنامله ودون استخدام (الريشة) وهو ما يميزه عن غيره من العازفين, أثناء عزفه يتنقل بين المقامات الفنية المختلفة بشكل رائع ينم عن خبرته الفنية الواسعة وإتقانه الكبير لحرفته رغم أنه يعزف سماعياً ولم يدخل يوماًً مدرسة موسيقية إلا مؤخراًً لتعلم دروس النوتة الموسيقية.

يشارك شهرياً في العديد من الحفلات الفنية والأفراح الخاصة في المنطقة وخارجها, قام في العام (2000) بتسجيل أول كاسيت له يتضمن مجموعة من الألحان الفلكلورية المحلية, وقد لقي قبولاً كبيراً في الوسطين الفني والجماهيري في عفرين, وأثناء زيارتنا الأخيرة له كان يحضّر لتسجيل وإنتاج كاسيته الثاني.

شارك في العام (2007) مع مجموعة من المطربين والعازفين في عفرين في الحفل الفني الذي أقامته إدارة موقع تيريج عفرين الالكتروني لتكريم أعضاء نادي عفرين لكرة القدم بمناسبة صعوده إلى الدوري السوري للمحترفين, وقد قدم فيها مقطوعات موسيقية فلكلورية غاية في الروعة والجمال.