تعود صناعة الزجاج اليدوي إلى زمن "الفينيقيين" في "سورية" حيث أن هذه الصناعة هي "سورية" بامتياز، وعلى الرغم من التطور الصناعي الكبير في هذه الصناعة إلا أن الزجاج اليدوي لا زال مستمرا، على الرغم من ميوله إلى الندرة..

وباتت صناعة الزجاج اليدوي تميل إلى الطابع التراثي التقليدي، ولذلك نجدها حاضرة وبقوة في العديد من المعارض، منها سوق الإنتاج الصناعي والزراعي بـ"حلب"، الذي يعد جناح صناعة الزجاج اليدوي فيه من أهم أجنحته ارتيادا من قبل الزوار، وهناك التقينا في eSyria بالسيد "محمد زهير الأسود" الذي حدثنا عن مراحل صناعة الزجاج اليدوي. وعن تاريخ هذه الحرفة يقول:

بعد تمام عمليات الصهر لا تحتاج القطعة إلى وقت كبير لتصنيعها، فأكثر قطعة تعقيدا لا تأخذ وقت أكثر من (10) دقائق، وإلا سوف تكسر..

«تعتبر حرفة الزجاج اليدوي من أقدم الحرف اليدوية المعروفة في "سورية" والتي تعود إلى زمن الفينيقيين الذي بدؤوها في "أرمناز" بـ"إدلب" ومنها إلى جميع أنحاء العالم. وأنا شخصيا أعمل بها منذ حوالي (50) عاما تعلمتها من والدي الذي ورثه عن والده، فهي مهنة متوارثة عبر الأجداد..».

ولصناعة الزجاج اليدوي مراحل لكي تصل القطعة إلى شكلها النهائي، تبدأ بالخلطة وتنتهي بالتبريد، ويحدثنا السيد "محمد" عن هذه المراحل فيقول:

«المادة الأساسية في صناعة الزجاج اليدوي هي "الرمل" وله العديد من الخلطات التي يتقنها أصحاب المصلحة، وهناك العديد من الخلطات القديمة كـ "القلي"، وحديثا وجدت خلطات جديدة، أما أنا شخصيا فأستخدم الزجاج المُكسّر، الذي نقوم بصهره في الفرن ومن ثم إعادة تصنيعه..».

ويُفصل أكثر عن عملية التصنيع فيقول:

«نضع الزجاج المكسر في الفرن الذي تبلغ حرارته أكثر من (1200) درجة، ومن ثم عند ذوبان الزجاج يتم صناعة الشكل المراد عبر عدة يدوية مصنوعة من الستانلس، وطبعا العامل الحرفي هو الأساس في هذه الصناعة كونها تعتمد على حركة اليد في صنع أشكال الزجاج بالإضافة إلى نفخ الهواء، ولا بد من حب المهنة والرغبة فيها، بالاضافة إلى الصبر والقدرة على تحمل درجات الحرارة العالية، لكي يستطيع الحرفي النجاح فيه، حتى أنني أذكر أنه وفي إحدى مشاركاتنا في "الأردن" أحضروا لنا بعض الطلاب الأردنيين لتعليمهم صناعة الزجاج، ولكنهم انسحبوا من اليوم الأول.

وبعد الانتهاء من صناعة القطعة توضع في "المشوى" لكي تبرد تدريجيا ، ودرجة حرارة المشوى تكون حوالي (900) درجة تنخفض بالتدريج ، تترك في المشوى حوالي (24) ساعة، وتقل هذه المدى كلما كان حجم الفرن أكبر..».

وعن الزمن الذي تستغرقه القطعة، قال:

«بعد تمام عمليات الصهر لا تحتاج القطعة إلى وقت كبير لتصنيعها، فأكثر قطعة تعقيدا لا تأخذ وقت أكثر من (10) دقائق، وإلا سوف تكسر..».

ويحدثنا السيد "الأسود" عن عملية تلوين الزجاج، فيقول:

«بالنسبة لألوان الزجاج فهي تتم في أول مرحلة وهي مرحلة الصهر أو الخلطات الرملية، فتضاف خلطات خاصة للتلوين تعطي الزجاج اللون المراد وهذا اللون يصبح من أصل القطعة تماما، وعند الانتهاء من الشكل الأساسي يمكن إضافة بعض النقوش التي ترسم خارجيا على الزجاج بلون فضي أو ذهبي، بحسب القطعة..».

وعن حركة البيع للزجاج المصنع يدويا يقول السيد "محمد":

«ظهور المصانع المتطورة لصناعة الزجاج أثرت كثيرا على الصناعة اليدوية، وبات ما يصنع من زجاج يدوي هو عبارة عن قطع تستخدم للزينة في أغلب الأحيان، وأكثر ما يتم صناعته الآن هو : أباريق الزيت، مزهريات صغيرة، قاعدة أركيلة.. والعديد من التحف الفنية التي تجذب السيّاّح لاقتنائها، ونحن لدينا مكان خاص للتصنيع ونشارك في جميع المعارض داخل القطر وخارجه..».