اعتاد المختار "جمال المصري" منذ عشرين عاماً و حتى اليوم أن يفتتح مكتبه الصغير في وقت مبكر من الصباح، ليبدأ بتحضير القهوة العربية واستقبال مواطنيه بابتسامته المعهودة التي عود سكان الحي عليها.

في مكتبه الصغير الواقع على الشارع الرئيسي في حي "المعادي" القديم، ealeppo التقى المختار "جمال المصري" مختار حي "المعادي" و "باب المقام"، الذي عرفنا بنفسه فقال: «أنا "جمال الحمصي" من مواليد مدينة "حلب" عام /1960م/، لدي ثلاث أولاد يعمل معظمهم بالمهن الحرة، تخرجت من المعهد الفني قسم الكهرباء، وأعمل مختاراً لحي "المعادي" و"باب المقام" منذ حوالي عشرين عاماً».

هذا الحي من الأحياء القديمة نوعاً ما، ويقدر عمره بحوالي /600/ عام، فبيت جدي على سبيل المثال، مازال حتى اليوم سقفه من الخشب و يعود تاريخه إلى مئات السنين

وعن كيفية تسلمه المخترة، تابع "جمال المصري" حديثه فقال: «عندما تأسست لجان الأحياء الشعبية منذ حوالي عشرين عاما كنت عضواً في لجنة "باب المقام"، وعندما ترك المختار السابق عمله تم ترشيحي لهذه المهنة، وعينت بعدها مختاراً لهذا الحي العريق، حيث عملت بجد ونشاط منذ ذلك الوقت وحتى اليوم على خدمة سكان الحي و تلبية متطلباتهم».

الشارع الرئيسيي في المعادي و يظهر فيه باب المقام.

حي "المعادي "بحلب" من الأحياء التي تقع وسطاً بين الأحياء القديمة والأحياء الحديثة، عن هذا الحي وتاريخه حدثنا المختار "جمال المصري" فقال: «هذا الحي من الأحياء القديمة نوعاً ما، ويقدر عمره بحوالي /600/ عام، فبيت جدي على سبيل المثال، مازال حتى اليوم سقفه من الخشب و يعود تاريخه إلى مئات السنين».

تقع على عاتق المختار عدة مهام خدمية و اجتماعية ذكرها لنا "جمال الحمصي" فقال: «يعمل المختار على متابعة الأمور الخدمية لسكان الحي في مجلس المدينة و حل هذه الأمور في الحي، مثل تعبيد الطرق و شبكات الصرف الصحي والكهرباء و الإنارة و الحدائق وغيرها من هذه الأمور، وقد ساهمت مؤخراً بمشروع تغيير شبكة الصرف الصحي في شارع "زقاق الطير"، وإعادة تبليطه بحجر أسود قديم، و هو مشروع مكلف بلغت قيمته المادية حوالي /35/ مليون ليرة، وقد قام بتنفيذه مجلس محافظة "حلب" مشكوراً, أما على الصعيد الاجتماعي فيقدم المختار عدة خدمات منها معاملات الولادة و الوفاة والزواج والطلاق و حصر الإرث والمساهمة بحلّ المشاكل التي قد تقع في الحي برفقة /كبارية/ الحي».

شارع قديم من شوارع حي المعادي.

سكنت حي "المعادي" منذ القديم و حتى اليوم عائلات "حلبية" عريقة و مشهورة، و هي ما تزال حتى يومنا هذا متمسكة بعاداتها وتقاليدها ومكانها، عن هذه العائلات التي سكنت هذا الحي القديم، ومهنة هذه العائلات، تابع المختار "جمال المصري" حديثه لنا فقال: «تقطن حي المعادي عائلات قديمة ومرموقة نذكر منها، عائلة "الحمصي"، عائلة "البطل"، عائلة "عجوز"، عائلة "كتلو"، عائلة "وردياني"، عائلة "بيضة"، عائلة "بشع"، عائلة "عبودة"، و عائلة "آل سالم"، ويعمل معظم سكان الحي بالخياطة و صناعة الأحذية، حيث تحولت نسبة كبيرة من البيوت العربية القديمة إلى أقبية تقام فيها ورشات الخياطة و صناعة الأحذية، ورفعت البيوت فوق تلك الأقبية، على عكس ما يحدث في كثير من الأحياء العربية القديمة حيث يهجر أصحاب هذه الأحياء أماكنهم وينتقلون إلى أحياء حديثة، فهنا في هذا الحي لا يغادر أحد من السكان بيته الذي عاش فيه آباؤه و أجداده منذ القديم».

وعن العادات و العلاقات الاجتماعية التي تسود في حي "المعادي" قال المختار "جمال المصري": «السكان هنا في هذا الحي يعيشون كأفراد أسرة واحدة بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى، في أفراحهم وأتراحهم وأفراحهم، فقلما تجد هنا عائلة من خارج الحي، و إذا ما حدثت مشاكل لا قدر الله نقوم بحلها فوراً مع رجال الحي مهما كانت هذه المشاكل كبيرة».

يذكر أن حي "المعادي" يقع إلى الجنوب من "باب المقام"، وشمال حي "الفردوس"، ويضم عدداً من الأماكن الأثرية الهامة.