من رَحمِ "حلب" وُلد ومن تراثها شدا. أسماه أهل "حمص" "بلبل الشهباء" فمن يسمع ألحانه يدرك تلك الروح الموسيقية التي سكنت جسده. غنى العديد من الموشحات والأدوار والقدود الحلبية والقصائد المرتجلة، عَلّمَ رقص السماح في العديد من النوادي والمعاهد في "حلب" ومنها معهد "حلب للموسيقا"، إضافة إلى تعليمه للموسيقا للراغبين في منزله، إنه الفنّان "عبد القادر حجّار".

موقع eAleppo وثّق مع الأستاذ "محمد مسعود خياطة" مدير الفرقة التراثية للقدود والموشحات الحلبية بـ "حلب" البصمة الفنية التي نقشها "حجار" على الساحة الفنية حيث بدأ حديثه بالقول: «كان "حجار" تلميذاً نجيباً من أحد تلامذة الأستاذ الفنان "عمر البطش" ومنه نهل فناً موسيقياً عريقاً فأتقن جُل موشحاته حتى غدا مرجعاً أساسياً لموشحات وقدود أستاذه "البطش" ومدرساً بنادي شباب العروبة.

هم "مصطفى ماهر" و"عبد الرحمن عطية" فقد سجلا له الكثير من ألحانه في إذاعة "حلب"، والأساتذة "حسن حفار"، "محمود فارس"، "محمد حكيم"، "نجيب فتوح"، "عمر سرميني"، "نهاد نجار"، "عبود بشير"، "ورضوان سرميني"

ولد الفنان "حجار" عام 1917 في حي "ساحة بزة" بـ "حلب" تعلم قراءة القرآن وتجويده على يد شقيقه الأكبر الشيخ "أحمد الحجار" ومنه شكّل مع إخوته "أحمد ومحمد حجار" ومعهم الشيخ "عبد الحميد أبو الورد" فرقة إنشاد خاصة بهم، حيث أحيوا العديد من الحفلات الدينية في المدن السورية ومن أبرزها "حمص" حتى أسماه أهلها "بلبل الشهباء لما له من موهبة فنية استطاع من خلالها أن يترك أثراً بالغاً على مسامع أهالي "حمص"».

"محمد مسعود خياطة"

وعن تلامذة "حجّار" ممن ساهموا في نقل الإرث الفني تحدث عنهم "خياطة": «هم "مصطفى ماهر" و"عبد الرحمن عطية" فقد سجلا له الكثير من ألحانه في إذاعة "حلب"، والأساتذة "حسن حفار"، "محمود فارس"، "محمد حكيم"، "نجيب فتوح"، "عمر سرميني"، "نهاد نجار"، "عبود بشير"، "ورضوان سرميني"».

بينما الأستاذ "عامر رشيد مبيض" مؤرخ "حلب" المعاصر أشاد بالفن الذي قدمه "حجار" في حلب" قائلاً: «تبوأ مكانة جيدة بالفن الموسيقي في "حلب"، ولا عجب في هذا فقد استطاع "الحجّار" أن يحفظ عن أستاذه "البطش" ما يقرب ثلاثمئة من القدود بأوزانها المختلفة، والكثير من وصلات رقص السماح والموشحات والقدود الحلبية المصاحبة لها، وقد أسس الفنان "عبد القادر الحجّار" فرقة غنائية موسيقية لغناء التراث اختار لها كبار المنشدين والمطربين والعازفين آنذاك كان من بينهم "شكري الأنطاكي" عازف القانون الشهير وشقيقه الأستاذ "محمد الأنطاكي" عالم النحو والصرف واللغة والأستاذ في كلية الآداب جامعة "حلب" عازفاً على الكمان والفنان "محمد البوشي" عازفاً على العود والفنان "أنطوان زابيطا" ومنهم المطربون "عمر الحجّار" و"مصطفى الصابوني" وغيرهم وكان الأستاذ "عبد القادر" هو رئيس الفرقة ومطربها وضابط إيقاعها».

"عامر رشيد مبيض"

وعن الإبداعات والإسهامات التي قدمها في عالم الكلمات والتلحين أشار"مبيض": «لحّن الفنان "الحجّار" كثيراً من الموشحات والمدائح والابتهالات والقصائد الدينية التي كان يحفظها من أستاذه ويردّدها المنشدون في "حلب" فقد كان من بين المكلفين بـ "مديرية الأوقاف" بالإشراف على فرقة الإنشاد التي تقيم احتفالاتها في جامع "بني أمية" الكبير بـ"حلب" في كل المناسبات، والتي تضم كبار المنشدين في "حلب" وكان الأستاذ "الحجّار" يعد لكل مناسبة عملاً يقوم بتلحينه وتقديمه مع الفرقة، تخرج الكثير من الفنانين والمطربين والموسيقين على يديه وأخذ عنه الكثيرون من فنه من أبرزهم "عمر الحجّار"، والفنان "محمد قصاص"».

في عام /1993/ انطوت صفحة مشرقة من صفحات الفن في "حلب" شهدتها منطقة "الكلاسة" بحي "الأحرار" وكان مثواه الأخير وبذلك أغلقت صفحة موسيقية ثمينة أعطت لمدينة "حلب" الكثير من الإنجازات في عالم الموسيقا العربية.