إلى جانب تدريس اللغة الإنكليزية وهندسة الديكور المنزلي أتقنت السيدة "سلافة فنري" مهنة الأشغال اليدوية كـ "المطرزات" و"لوحات الإيتامين" وغيرها، فمنذ الصغر كانت تشدها مهنة "الخياطة" وعمل "إبرة الخرز" فجعلت من هواياتها رمزاً لتحولها مهنة في مستقبلها...

حينما جلبت الكتالوجات وبدأت بتعليم نفسها أصول تلك الأعمال حتى غدت مشاركة في عدد من المعارض التي أقامتها سيدات الأعمال وفي آخرها المعرض الخامس "للمرأة والأسرة" والذي أقيم في "حلب".

تكمن في الالتزام بالمواعيد من قبل الأشخاص وممن أتعامل معهم وبالإضافة لذلك إحضار المواد المميزة من "دمشق" وأحياناً من "تركيا" ولكنها تبقى في العموم مواد مكملة، فالمواد الأولية متواجدة وبكثرة في "حلب" وتحديداً بمنطقة "الجميلية" و"الجديدة" ولكنها بمحلات متخصصة في ذلك

السيدة "فنري" تحدثت لموقع eAleppo عن أولى بداياتها في هذا العمل فتقول: «في البداية عملت مدرّسة للغة الإنكليزية إلى جانب هواياتي بممارسة الأعمال يدوية كـ "المخارز" وغيرها، فمنذ الصغر كنت أراقب أمي وأختي وهما تعملان في مجال "الخَرز" وأحببت ذلك العمل فأحضرت الكتالوجات وكانت في صفحاتها قسم لتعليم الأشياء اليدوية من "كنفه" و"ايتامين" وغيرها وحاولت أكثر من مرة عمل القطعة ذاتها لكي أتمكن من إتقانها.

بعض من مشغولاتها اليدوية

في بادئ الأمر كانت أمي تشرف على أعمالي، وحينما أتقنت العمل عملت لوحة بطول متر وعرض 40 سم مشغولة بطريقة "الكنفا" وهي عبارة عن قطعة قطنية مفرغة بمقاسات معينة على شكل مربعات متجاورة مضاف إليها مادة "النشاء" فيبقى أن نضيف الخيوط الملونة إليها لتبدو في النهاية شكل التصميم الذي اخترناه من خلال إحاطة اللوحة بإطار من مواد مختلفة وبالإضافة لذلك رسمت على الزجاج بعدد محدود من القطع».

بداية العمل

أول المعارض كان بجمعية "الإحسان" فأصبح لدي العدد الكبير من تلك الأشغال وكل ذلك كان بشكل طوعي، ومنها فكرت بأن يكون لدي مركز لي ونوهت قائلة: «بدأت بالعمل وأنجزت في بادئ الأمر أغطية للطاولات ومنها انتقلت لعمل اللمبديرات- قطع للإضاءة الصغيرة- وقدمت أيضاًً حاملات "الطعام والماء" ـ صواني ـ وبقيت لفترة سنة على هذا الحال حتى قررت افتتاح محل لعرض أشغالي اليدوية، واشتركت مؤخراً في مهرجان سيدات الأعمال الخامس "للمرأة والأسرة" وهذه السنة الثالثة لي في معرض سيدات الأعمال».

معرضها الأخير للمرأة والأسرة

تطور الأعمال اليدوية

وردة مصنوعة من خيوط ايتامين

«في بادئ الأمر كنت مهتمة بإنتاج قطع "الكنفه" بأشكالها ورسوماتها المتنوعة، انتقلت بعدها لعمل لوحات من مادة "الإيتامين" وقد تنوعت مابين أغطية الطاولات- آراتي- وأغطية حاملات الطعام والماء- صواني- صناديق متنوعة- مفارش للأسرّة وبأحجام متنوعة، و"الإيتامين" عبارة عن مادة "قطنية" مفرغة بمربعات متجانسة ومتجاورة يضاف إليها خيوط متنوعة ولكن المميز فيها أنها كلما كان الخيط رفيعاً ناعماً ظهرت القطعة أكثر تميزاً، ومبدأ عمله هو عد المربعات بالتوازي مع عد المربعات الموجود على الشكل وإضافة اللون من خلال خيوط "الإيتامين" كما في التصميم تماماً سواء أكانت من الكتالوجات أو في أماكن أخرى، وجمال لوحات "الإيتامين" هو خلق من أرضية بيضاء شكلاً يوحي بفكرة معينة، وبعد فترة فكرت بدخول مجال "اللمبديرات"- قطع للإضاءة الصغيرة- وكان ذلك بمحض المصادفة حينما نجحت معي أول قطعة قمت بانجازها من خلال إدخال "الإيتامين" إليها عندما وضعتها مكان الكرتون حول اللمبة المضاءة وقد ظهرت بشكل جميل وبدأ الطلب عليها، ففكرت في إعادة إحياء التراث القديم لتلك القطع فبدأت بالبحث عن قواعد نحاسية وتحديداً من مادة "البرونز" لتلك "اللمبديرات" وتسمى "أنتيك" وجاء هذا بسبب التميز الذي اخترته عنواناً ولكثرة البضائع الصينية الموجودة في هذا المجال، فكنت اجلب القطع ذات القواعد "النحاسية" وأضيف إليها الكهرباء الجديدة وأدخل إليها نوعاً آخر وهي مادة "الأوبلين" عبارة عن زجاج مغشى الممزوج بالرسومات ناهيك عن الإضافة في بعض الأحيان لمادة قماشية واسمها "تفتا" والبوردو- لون "خمري"».

معارض منتجات المهرجانات وصعوبات العمل

أولى المنتجات التي قدمتها بالمعرض أضافت "فنري" قائلة: «لوحات بسيطة ومسابح من "لؤلؤ" وعملت أيضاً أكياس لحمل الصابون مصنوعة من "الدانتيل" وحمّالات لها، وفي المعرض الثاني أدخلت أغطية الطاولات وكان المعرضين ذو منتجات صغيرة وكانت بداية لأعمالي، لكن المعرض الثالث "للمرأة والأسرة" الذي تم مؤخراً طورت فيه منتجاتي فأدخلت فيه معروضات "أنتيك"- الأشياء القديمة البرونزية- و"المرايا" و"البرادي" لشبابيك "الحمّام" وغرف "الأطفال" بقماش من مادة "وتربروف"».

وعن الصعوبات التي تعترض أعمالها أجابت قائلة: «تكمن في الالتزام بالمواعيد من قبل الأشخاص وممن أتعامل معهم وبالإضافة لذلك إحضار المواد المميزة من "دمشق" وأحياناً من "تركيا" ولكنها تبقى في العموم مواد مكملة، فالمواد الأولية متواجدة وبكثرة في "حلب" وتحديداً بمنطقة "الجميلية" و"الجديدة" ولكنها بمحلات متخصصة في ذلك».

أذواق أهالي "حلب" في اختيار الأعمال اليدوية

يفضلون العراقة في المنتجات وألمحت قائلة: «مثل "الكريستال" و"المرمر" وخصوصاً اللمبديرات المضاف إليهم "مرمر الأونيكس" شبيه بالزجاج المغشى والتي تتم إضافته حول ضوء اللمبة ويفضلون أيضاً "المرمر" الخشن المطعم بـ "الصدف" والقواعد البرونزية المعدنية، ولكل جيل له اختيارات معينة، فجيل الشباب يختار الأنواع ذات الصبغة الحديثة وأما جيل الأربعينات وما فوق فهم يفضلون الأشياء "التراثية" القديمة وهذه ليست قاعدة ثابتة لأنها مرتبطة أيضاً بالمكان التي ستوضع فيه إن كان مكان كبيراً فإن معظم الناس يختارون الأشياء القديمة "التراثية" وإن كان مكان صغيراً فإنهم يرغبون بأشياء ذات الطابع الحديث، فأساس عملنا يكمن في ذوق القطعة وإتقانها وبدونهما لا تملك القطعة أية قيمة في ذلك».

وبالنسبة لمنتجات "المخرز" أضافت قائلة: «فقد عادت تلك الموضة وبقوة على الأبواب ولكن بإضافة قطع الورود إليها وبتغير في الألوان سواء بخيوط ذهبية أو فضية اللون بشرط أن تكون ناعمة الملمس، وعلى العموم فإن عمل "المخرز" يبقى أسهل من عمل لوحات "الإيتامين" بسبب استعمال اللون الواحد في المخرز ولكن في عمل "الإيتامين" تحتاج لتغير الألوان والانتباه الجيد لتدرجها لأن أي فرق فيهما يؤدي إلى عدم تجانس الألوان وبالتالي عدم تقبل الناظر إليها».

آفاق جديدة في عمل المشغولات وتوسعها

عن المنتجات الحديثة أضافت قائلة وبه ختمت "فنري" كلامها: «اتجهت حالياً لعمل منتجات ذات شكل حديث من خلال إحاطة لوحات المشغولات بإطارات خشبية مستقيمة دون أن يكون عليها أية رسومات ما يضفي طابع الحداثة في شكلها، وحالياً قمت بعرض المواد في المدينة القديمة بخان "الشونة" وهناك يكثر الطلب عليها من قبل السائحين، لكن من الخطأ أن أقوم بمزج الحداثة مع العراقة والتراث لأن ذلك يؤدي إلى تشوية التراث والتي ظلت "حلب" تشتهر به لمئات السنين».