احتضنت كلية الفنون الجميلة والتطبيقية في جامعة "حلب" معرض الربيع الرابع والذي يأتي كنافذة يتاح عبرها للطلاب التعبير عن إبداعاتهم من خلال المشاريع والأعمال التي يقومون بها في الكلية. وقد تم عرض أبرز وأهم المشاريع الخاصة بالطلبة والتي تتنوع من تصميم أزياء إلى نحت ورسم وتصميم ديكور داخلي وغيرها مما يتم تدريسه ضمن الكلية.
"أحمد كردي"ـ الطالب في السنة الرابعة في كلية الفنون الجميلةـ يقول لموقع eAleppo بأن مثل هذه المعارض تفيد الطلبة كثيرا كونها تتيح لهم رؤية أعمال بعضهم البعض ويضيف قائلا: «كلما زادت المشاريع والأعمال الفنية التي يراها الطالب، زاد الحس الفني لديه بشكل أكبر. أنا مثلا طالب في السنة الرابعة وعلى أبواب التخرج، وأعمل حاليا على مشروعي المتعلق بدراسة تكوينات وجوه الأشخاص حيث ترى استقلالية كل شخص في اللوحة مع اندماجه ضمن الفراغ، كما أنني أحاول دراسة علاقة الشخص بالفراغ والمساحة واللون بالفراغ أيضا مع استخدام تقنيات مختلفة. ويأتي هذا المعرض ليعرض للناس كل ما سبق، ويفيد في أن أتلقى الملاحظات والنقد من الزوار أو من الأساتذة».
قدمت عددا من المشاريع في عدد من المواضيع المتنوعة. ما يميز فكرة هذا المعرض هو رؤية خبرات الطلاب الآخريين والعمل مع بعضنا بعضاً
ويضيف أن الاختلاف في دورات المعرض على مر السنين كان واضحا وبارزا حيث يشرح هذه النقطة أكثر بالقول: «في المعرض الأول، كان الطلاب المشاركون هم طلاباً في السنة الأولى وبالتالي لم يكن هناك تنوع في المنتجات المعروضة، أما المعرض الثاني فقد كان هناك عرض من نوع آخر حيث بدأ الطلاب باكتشاف الأقسام الموجودة في الكلية، وأتيحت الفرصة لمن هم من خارج الكلية للاطلاع على أقسام الكلية. كما أن قسم الأزياء الذي تم إحداثه كان نقلة نوعية في الكلية. ومع المعرض الثالث، بدأت الناس تفهم فكرة المعرض أكثر وبدأنا نرى أعمالاً أفضل وأقوى للطلاب وتطور المعرض أكثر وبدأت الناس تسمع به وتحضره حتى وصلنا إلى هذا المعرض».
وبالنسبة للطالبة "آلاء سروجي" فإن مشاركتها في هذا المعرض هي المشاركة الأولى لها على اعتبار أنها ما زالت طالبة في السنة الأولى حيث تقول: «قدمت عددا من المشاريع في عدد من المواضيع المتنوعة. ما يميز فكرة هذا المعرض هو رؤية خبرات الطلاب الآخريين والعمل مع بعضنا بعضاً».
من زوار المعرض كان لقاؤنا مع الشاب "أحمد نجار" القادم لحضور هذا المعرض للمرة الأولى حيث يقول لنا عن تواجده فيه: «تعتبر هذه الزيارة هي الأولى لي ضمن دورات معارض الربيع المختلفة حيث لاحظت تنوعا كبيرا في المشاريع ووجود أعمال مختلفة تنتمي إلى الرسم أو النحت أو حتى تصميم الإعلانات وغيرها».
ويتابع أن المعرض أتاح له الفرصة للاطلاع على أعمال الطلاب حيث تفاجأ بمدى جمالها وجودتها. هذا الأمر يؤكده الشاب "أمجد عبد الله" والذي يتابع بالقول: «اكتشفت في المعرض أن من المقررات التي يدرسها الطلاب هي عملية تصميم العملات الورقية والمعدنية مثلا، كما يتعلمون كيفية صنع الرسوم المتحركة، أو تصميم الملصقات الإعلانية وحتى تصميم الأزياء. هذا الأمر لم نكن ندرك وجوده في الكلية حيث أتاح لنا هذا المعرض الفرصة لتعلم ومعرفة الكثير من الموضوعات والتقنيات التي يعمل عليها الطلاب هنا في الكلية».
ويتابع أن إنشاء كلية للفنون الجميلة ضمن جامعة حلب كانت خطوة مهمة على صعيد تطوير الفن في المدينة والحركة الفنية مستقبلا مضيفا أنه يطمح إلى إنشاء كلية للإعلام أو المعهد العالي للموسيقا أو المسرح أسوة بمدينة "دمشق".
من جهته يقول الأستاذ "محمود محايري" مدرس مادة الرسم والتصوير في الكلية بأن إقامة مثل هذه المعارض هي عملية مفيدة للطلاب لكونها تتيح الفرصة لطلاب قسم الرسم والتصوير الذي يشرف عليه بالتواصل مع الزوار من خارج الكلية للاستماع إلى رؤيتهم تجاه ما يقدمونه، إضافة إلى عرض الطلاب لأعمالهم أمام طلاب بقية الأقسام الأخرى، ويتابع قائلا: «بالنسبة لطلاب القسم هنا، فإن الموضوعات التي يعملون عليها هي "الفن الأكاديمي الواقعي" أي رسم طبيعة صامتة من شوارع وحارات، أو نسخ أعمال معروفة لرسامين كبار لدراسة كيفية استخدام هؤلاء الفنانين للألوان والعناصر الجمالية. ومن المهم جدا أن يقدم هؤلاء الطلاب نتاج أعمالهم لمعرفة رأي الناس بها».
عشرات المشاريع قدمت في هذا المعرض من قبل طلاب أحبوا أن يعرضوا للناس التأثير الذي أحدثه وجود هذه الكلية في مدينة "حلب" عليهم هذا التأثير سيبرز أكثر مع مرور السنين مع تنامي خبرتهم والتي ستؤدي في النهاية إلى تطور الحركة الفنية في مدينة "حلب".