أمسية أدبية بنكهة عربية خالصة تعبر عن النقاء والألفة دعت إليها مديرية الثقافة في حلب وشارك فيها كل من الأدباء ربيعة الجلطي من القطر الجزائري وناهض حسن من العراق الشقيق وبديع صقور من اللاذقية وبيانكا ماضية الحلبية في حين أدار الأمسية الأديب والمفكر أحمد دوغان

وذلك في قاعة المحاضرات في المركز الثقافي العربي في العزيزية.

افتتحت الأمسية الصحافية والأديبة بيانكا ماضية بقصة حملت عنوان (صورتان وشمس واحدة) وماضية كاتبة وشاعرة وقاصة من مواليد حلب عام 1970 تحمل إجازة في اللغة العربية من جامعة حلب عام 1991 ودبلوم الدراسات العليا- قسم الأدبيات عام 1995، وتُعِّد رسالة الماجستير بعنوان (شعرية الفضاء في الرواية النسوية السورية) وهي رئيسة القسم الثقافي في صحيفة الجماهير بحلب، حائزة على جائزة الدكتورة سعاد الصباح للإبداع الفكري في مجال النقد للعام 1995 طبع لها كتاب بعنوان (سليمان الحلبي أول منتقم من العدوان الغربي الحديث) عام 2007 وهناك مجموعة من الدراسات النقدية والمجموعات القصصية والشعرية قيد الطبع.

الشاعرة الجزائرية ربيعة الجلطي

ثم ألقى الشاعر ناهض حسن جواد والمعروف باسم فايز العراقي ثلاث قصائد هي (هامش للحياة- امرأة ورصيف- أمير الشعر والظلام) والشاعر ناهض من مواليد بغداد عام 1952 يحمل إجازة في اللغة العربية من جامعة بغداد وهو عضو جمعية الشعر، من مؤلفاته: الينابيع- أناشيد الأبدية- كريفونة الغياب.

وألقت الشاعرة الجزائرية ربيعة الجلطي قصيدتيها (نشيج الغرانيق- أوجاع فراشة) وسط إعجاب الحضور بأسلوب إلقائها وبجمال تعابيرها، والشاعرة الجلطي شاعرة وكاتبة ومترجمة من مواليد بو عنانة عام 1954 أستاذة جامعية تحمل شهادة ليسانس آداب من جامعة وهران وشهادتي الماجستير والدكتوراه من جامعة دمشق، عملت في مجال الإعلام الثقافي وبرامج المرأة في الإذاعة والتلفزة الجزائرية، شاركت في عدد من الفعاليات الثقافية العربية والأوروبية، نالت جائزة أبو ظبي الأدبية عام 2002، أصدرت خمسة مجموعات شعرية منها: تضاريس وجه غير باريسي (1981) شجر الكلام (1990) كيف الحال (1996).

الأديبة بيانكا ماضية

واختتم الأمسية الشاعر بديع صقور بثلاث قصائد هي (مثلما الأرض تطوي الجسد-زهرة على شجرة الروح-في ذكرى الماغوط) والأديب صقور من مواليد اللاذقية عام 1949 يحمل إجازة في الدراسات الفلسفية والاجتماعية من جامعة دمشق، ومن مؤلفاته القصصية (مرفأ طائر الظهيرة- شمال المغيب-خريف المطر) والشعرية (الدفتر البري لأعشاب البحر-جدار الماء-شقائق الخريف-يرثُ البحرَ الغبار- أبعد من زهرة النهار- حاضر أنا دائماً).

وأثناء الأمسية eAleppo التقت الشاعرة الجزائرية ربيعة الجلطي فقالت: أنا سعيدة جداً بوجودي في حلب بعد أن شاركت في الملتقى الرابع للشعر في اللاذقية ثم لقاء مع المثقفين السوريين هناك، بالإضافة إلى أمسية بدعوة من اتحاد الكتاب العرب في دمشق، وهذه هي المحطة الرابعة لي في سورية، ولاحظت بأن هناك إنصات نوعي وأذن تعرف كيف تلتقط الجملة الشعرية وتعرف كيف تتعامل مع كهرباء الشعر، وأعتقد بأن حدسي لم يُخطئ بأن على الشعراء الذين يريدون أن يعرفوا إذا كان هناك تطور في مسيرتهم الشعرية أن يمروا بهذه المواطن، وخاصةً الأماكن التي يُحتفى بها في الشعر وأيضاً يُنصت لهذا الشعر بنوع من الحذر وبأنه شجرة عليها أن تكبر وتنبت وتكون مثمرة.

الشاعر العراقي ناهض حسن

وأضافت الأديبة بيانكا ماضية: الأمسية التي شاركت فيها إلى جانب شعراء كبار كانت أمسية جميلة جداً لأن كل واحد منهم ارتقى من خلال النصوص التي قدمها والصور الشعرية التي تألق من خلالها، وقد شاركت بقصة قصيرة عنوانها (صورتان وشمس واحدة) وهي قصة روائي بعيد عن أرضه فلسطين وكيف كان له حفل تكريم في مدينة حيفا وهو بعيد عن أرضه في مدينةٍ رُحِّل إليها قسراً والأجواء التي كانت في مدينة حيفا وفي غربته.

وتحدث الأديب بديع صقور فقال: هذه الأمسية الحلبية جوَّها جميل وحالة إنسانية جميلة، التقينا مع عدد من الأدباء والشعراء وكلٌّ منا له همه ولكن كلنا لدينا الهم القومي والإنساني وهمّ الحياة، وجميل بالشعر أو الأدب أن يكون دائماً في صالح الحياة والإنسان، وصالح أي قضية، وكانت أمسية رائعة وجميلة بالحضور والمشاركين.

وعن نظرته لهذه الأمسية تحدث الشاعر ناهض حسن فقال: أهم ما ميز هذه الأمسية تنوعها وطابعها القومي، ومشاركة أكثر من بلد عربي أضفى قيمةً للبعد القومي، وقد استمعنا إلى شعر حقيقي على مستوى التخييل والإبداع والرؤيا والتمكن الفني وبالإضافة إلى الروح الوطنية الجياشة كان هناك شعر ارتقى إلى المستوى الجمالي المدهش، ومشاركتي كانت على مستويين أولاً المستوى الوطني والارتباط بالأرض، ومن ثم حاولت أن أقدم شعراً وجدانياً يلامس روح المتلقي لأن الحياة مبنية على التوازن.