يعتبر الزيتون الشجرة المثمرة الأولى في محافظة "حلب" وتحديداً في منطقة "عفرين"، حيث تشير الإحصائيات إلى وجود ما يقارب 12 مليون شجرة فيها تقدم للمواطنين زيتون المائدة بمختلف أنواعه المكسر والمكلس والعتون إضافة إلى أجود أنواع الزيت المعروف بطعمه اللذيذ ونكهته العطرية وتطابق مواصفاته مع المواصفات العالمية.

المزارع "خليل حسو" 71عاماً وهو من الممارسين لمهنة الطب الشعبي في قريته والقرى المحيطة يقول لموقع eAleppo: «لزيت الزيتون حضور لافت في حياتنا منذ أقدم الأزمنة سواء باستعماله في إعداد جميع الأكلات الريفية وذلك بدلاً من الزيوت الأخرى لما يتصف به من فوائد صحية أو استعماله في علاج الكثير من الأمراض.

حتى العام 1986 كانت الكتب الطبية تقول بأنّ زيت الزيتون لا يؤثر على كولسترول الدم فلا يزيده ولا ينقصه ولكن الأبحاث العلمية الحديثة أظهرت أنّ زيت الزيتون يُنقص من مستوى كولسترول الدم وليس هذا فحسب بل إنه لا ينقص من مستوى الكولسترول المفيد في الدم ومن الثابت علمياً أنه كلما ارتفع مستوى هذا النوع من الكوليسترول قلّت نسبة الإصابة بجلطة القلب

ومن أهم هذه الأمراض التي كنا نستعمل الزيت في معالجتها "الروماتيزم" و"الديسك" و"ألم الركبتين" وذلك عن طريق دهن مكان الألم بالزيت وفركه مطوّلاً حتى ينحل الزيت تماماً فينتج عن الفرك حرارة وعن حل الزيت ليونة الجلد فكان ذلك يؤدي إلى تخفيف الآلام، كما كنا نستعمل الزيت في التخفيف من حدة السعال وتليين الحنجرة أثناء التهابها أثناء الرشح والزكام وذلك بشرب كوب شاي صغيرة من الزيت».

السيد خليل حسو معالج بالطب الشعبي

وأضاف: «ومن الأمراض التي يدخل الزيت في شفائها هو وجود الحصى في الكليتين أو المثانة حيث كنت أوصي مرضاي بعصر حبة ليمونة في كاسة كبيرة وإضافة كمية من زيت الزيتون وشرب المزيج صباحاً وعلى الريق فقد كان ذلك يفيد كثيراً في تفتيت الحصى البولية وإنزالها، وبالنسبة للأطفال فالزيت كان يفيدهم كثيراً في حالة ألم الأذن والتهابه وقديماً كان أهل الطفل يضعون قليلاً من الزيت في ملعقة طعام مع إضافة قليل من الملح إليه وتسخينه على النار ومن ثم وضعه في أذني الطفل وقد كان ذلك يؤدي إلى توقف الطفل عن البكاء وخلوده إلى النوم».

هذا من ناحية الممارسات الطبية القديمة، أما عن فوائد زيت الزيتون من الناحية العلمية فيقول الدكتور "أحمد معروف"- "كلية الزراعة" في "جامعة حلب": «لزيت الزيتون استخدامات طبية كثيرة يمكن أن نلخصها فيما يلي: علاج "الروماتيزم" و"التهاب الأعصاب" و"التواء المفاصل" باستخدامه كمرهم مع الثوم كما يُستعمل علاجاً للمصابين بالحصيات المرارية والكبدية و"الإمساك" و"التشنج" وذلك بتناول ملعقة منه قبل الطعام بساعة فهو ملطّف ومليّن ومفتت للحُصاة، كما يُستخدم للمحافظة على صحة البشرة وإزالة تجعدات الوجه والرقبة ويحافظ على الجسم من أشعة الشمس الضارة ويمنع تساقط الشعر ويزيل عنه القشرة وذلك بتليك فروة الرأس به ويعالج أيضاً تشقق الأيدي والأرجل بإضافته إلى الغلسرين».

الدكتور أحمد معروف

ويتابع الدكتور "معروف": «من يتناول 40 غراماً من زيت الزيتون يومياً تنخفض لديه نسبة الإصابة بضغط الدم المرتفع وتزداد نسبة الكوليسترول المفيد في الدم مع انخفاض نسبة الضارة منه ويُفضّل زيت الزيتون على الدهون الأخرى نباتية كانت أم حيوانية لأنه لا يسبب أمراضاً للدورة الدموية والشرايين كما يفعل غيره من الدهون.

كما يحتوي زيت الزيتون على الفيتامين D الذي يقي الأطفال من الشلل وتقوّس الساقين وعلى الفيتامين H الذي يساعد على الإخصاب وتقوية النسل ويفيد في حالات الضعف الجنسي.

وقد وجد الباحثون أنّ سكان "جزيرة كريت" الواقعة في "البحر الأبيض المتوسط" هم أقل الناس إصابةً بأمراض القلب والسرطان في العالم أجمع وعلّلوا ذلك بأنهم يستهلكون زيت الزيتون أكثر من أي شعب آخر فحوالي 33% من السعرات الحرارية التي يتناولونها يومياً تأتي من زيت الزيتون.

وفي هذا المجال يقول الدكتور "وليام كاستللي" مدير دراسة "فارمنجهام" الشهيرة /إنّ هناك زيت واحد يتمتع بأطول سجل من سلامة الاستعمال في التاريخ وهو زيت الزيتون فلقد تناوله أجيال وأجيال وامتاز هؤلاء بصحة الأبدان وندرة جلطة القلب عندهم، وهذا السجل الحافل بمآثر زيت الزيتون يجعلنا نطمئن لاستعماله ونقبل عليه بشغف كبير/.

ويقول الدكتور "أهرنس" من جامعة "كوفلر" في "نيويورك" /إننا ندرك تماماً أنّ استعمال سكان حوض "البحر المتوسط" لزيت الزيتون كمصدر أساسي للدهون في الغذاء هو السبب وراء ندرة مرض شرايين القلب التاجية عندهم/».

ويختم الدكتور "أحمد معروف" حديثه بالقول: «حتى العام 1986 كانت الكتب الطبية تقول بأنّ زيت الزيتون لا يؤثر على كولسترول الدم فلا يزيده ولا ينقصه ولكن الأبحاث العلمية الحديثة أظهرت أنّ زيت الزيتون يُنقص من مستوى كولسترول الدم وليس هذا فحسب بل إنه لا ينقص من مستوى الكولسترول المفيد في الدم ومن الثابت علمياً أنه كلما ارتفع مستوى هذا النوع من الكوليسترول قلّت نسبة الإصابة بجلطة القلب».