تقوم معظم النساء في مثل هذه الأوقات بإعداد مؤونتها من مربيات المشمش المتنوعة وحفظها ليتم تناولها على مدار العام.

ومن أكثر أنواع مربيات المشمش شيوعاً في الريف هو "مربى المشمش المفروك"، حيث تقول السيدة "موليدة سيدو" من قرية "خالطان" في منطقة "عفرين" لموقع eAleppo: «إعداد وحفظ مربيات المشمش المختلفة في الريف وبالطريقة التقليدية كمؤونة شتوية هو ما يشغل بال المرأة الريفية في هذه الأيام حيث موسم المشمش في نهايته وبما أنّ منطقة "عفرين" هي من المناطق التي تكثر فيها زراعة شجرة المشمش فإنّ الريفيات يعدن هذه المربيات منذ القدم وقد انتقلت طريقة إعدادها جيلاً بعد جيل، وبالنسبة لي فقد تعلمتها من والدتي وأنا ما زلت طفلة حيث كنت أراقبها وهي تعد جميع أنواع المربيات سنة بعد أخرى حتى أصبحت أتقن العمل.

لمربيات المشمش فوائد صحية وغذائية هامة للإنسان فهي ذات مذاق لذيذ حيث يتم تناولها في مختلف الأوقات وخصوصاً في فصل الشتاء إذ تمنح الإنسان الريفي الطاقة والحرارة اللازمين له في عمله الزراعي والرعي حيث قضاء معظم الوقت في الجبال والكروم، وهنا يجب أن نذكر بأنّ المربيات يتم تناولها مع اللبن أو السمن العربي أو الجبن لتكون بذلك من أكثر الوجبات غنىً بالطاقة والفائدة الغذائية

هناك استعمالات متنوعة لثمرة المشمش عند الريفيات مثل إعداد المربيات والباستق* وغيرها، وبالنسبة للمربيات فهناك نوعان منها: الأول هو "مربى المشمش المفروك" والثاني مربى المشمش بالثمار وفي كل نوع منهما يُستعمل نوع خاص من ثمرة المشمش».

عصير المشمش المفروك يدوياً

وحول طريقة إعداد "مربى المشمش المفروك" قالت: «يُستعمل في إعداد هذا النوع من المربى جميع أنواع المشمش المتوفرة ولكن بشرط أن تكون الثمرات المستعملة قد وصلت إلى مرحلة متقدمة من النضوج وهي في هذه الحالة تسقط بفعل الريح من الشجرة أو تسقط بمجرد هز أغصان الشجرة لأنه لا يجوز استعمال الثمار الفجة ذات الطعم الحامض في إعداد المربى.

بعد جمع هذه الثمار المكتملة في سلة يتم غسلها جيداً وتنظيفها من الأوساخ والأتربة العالقة بها وتنشيفها من الماء ومن ثم العمل على إزالة بذورها ذات الطعم المر على الغالب وتجميع الثمار، والبدء بعملية فرك الثمار بواسطة الأيدي وعصرها ضمن آنية خاصة شبكية لتبقى القشور في تلك الآنية وينسكب العصير في وعاء تحتها هكذا حتى يتم الانتهاء من فرك وعصر كامل الثمار.

مرحلة غلي العصير

بعد هذه الخطوة يتم إضافة السكر إلى العصير وذلك بنسبة الثلث /أي ثلثين عصير وثلث سكر/ وبعد المزج يتم غلي المزيج لمدة لا تقل عن ساعة، بعدها يُنزل المزيج من على النار ويُترك حتى يُبرد ليتم وضعها في قطرميزات زجاجية خاصة وحفظها كمؤونة منزلية ليتم تناولها على مدار العام وخاصة خلال فصل الشتاء».

وختمت: «لمربيات المشمش فوائد صحية وغذائية هامة للإنسان فهي ذات مذاق لذيذ حيث يتم تناولها في مختلف الأوقات وخصوصاً في فصل الشتاء إذ تمنح الإنسان الريفي الطاقة والحرارة اللازمين له في عمله الزراعي والرعي حيث قضاء معظم الوقت في الجبال والكروم، وهنا يجب أن نذكر بأنّ المربيات يتم تناولها مع اللبن أو السمن العربي أو الجبن لتكون بذلك من أكثر الوجبات غنىً بالطاقة والفائدة الغذائية».

ثمار المشمش

السيدة "فكرت إيبو" قالت: «هناك نوع ثان من مربى المشمش يُستعمل في إعداده نوع خاص من المشمش ويسمى محلياً /"شاكر بره"/ حباتها كبيرة وطعمها حلو جداً وطعم بذورها حلوة أيضاً.

بعد نزع البذور من الثمار يتم تصفيفها على صينية مسطحة وتوضع تحت أشعة الشمس ليومين أو ثلاثة بعد رش السكر عليها ومن ثم وضعها في سائل معد خصيصاً لذلك وهو مؤلف من ماء وسكر وقليل من ملح الليمون ليتم عملية الغلي ومن ثم إخراج الثمار ووضعها تحت الشمس لمدة يومين على الأكثر ومن ثم وضعها في سائل مؤلف من ماء وسكر أيضاً والقيام بغليه مرة ثانية حتى يصبح قوام السائل كثيفاً ليتم إخراج الحبات ووضعها في قوارير زجاجية للحفظ كما توضع معها بذورها ذات الطعم الحلو.

هذان النوعان هما من أكثر أنواع مربيات المشمش انتشاراً في منطقة "عفرين" وفي الغالب تقوم النسوة الريفيات بإعداد النوعين معاً كمؤونة منزلية ليتم تناولها من قبل جميع أفراد الأسرة كباراً وصغاراً خلال فصل الشتاء حيث يمنح الجسم الفائدة والطاقة فالمعروف في عرفنا الريفي بأنّ الحلاوة /أي كل مادة طعمها حلو/ تمنح الإنسان الطاقة والقوة والحرارة».

*"الباستق" هو أحد أنواع الحلويات التقليدية الشائعة في ريف محافظة "حلب" حيث تصنعه النساء منزلياً منذ أقدم الأزمنة وذلك من خلال معالجة ثمار التين أو المشمش الطازجة بالطريقة التقليدية التي ما زالت شائعة في معظم قرى الريف والتي نادراً ما تدخل بيتاً من بيوتها ولا تجد على رفوف مطابخها "الباستق" محفوظاً كمؤونة شتوية