تقوم الكثير من النسوة في ريف منطقة "عفرين" بإعداد مادة "الشعيرية" لأسرهن وذلك بالطريقة اليدوية التقليدية.

حول طريقة إعداد الشعيرية بالطريقة اليدوية تقول السيدة "فضيلة سليمان" من مدينة "عفرين" لموقع eAleppo: «بدايةً أود القول بأنّ إعداد مادة "الشعيرية" في منطقة "عفرين" مرت بعدة مراحل من أهمها: إعدادها يدوياً في المنازل من قبل النسوة الريفيات وبعدها ظهرت الماكينة اليدوية التي كان صاحبها يجوب القرى والأرياف لإنتاج "الشعيرية" للناس ومن ثم ظهرت عشرات الماركات الحديثة التي تنتجها المصانع.

هذه الطريقة أيضاً نادرة الوجود اليوم بعد ظهور عشرات الماركات التي تنتجها المصانع والتي يتميز إنتاجها بالجودة العالية وبأسعار مقبولة

بالنسبة لطريقة إعداد الشعيرية منزلياً فلم يعد لها وجود في حياتنا إلا نادراً حيث تقوم بها بعض النسوة المسنات في الريف وهي تحتاج إلى الكثير من المهارة والخبرة أثناء العمل ولا تستطيع أية واحدة القيام بها وكانت هذه الطريقة تستخدم لإعداد كمية قليلة من الشعيرية وذلك لاستعمالها ضمن وجبة طعام أو وجبتين».

استعمال اليدين في إعداد الشعيرية في الريف

وأضافت متحدثة حول مراحل إعدادها قائلة: «في البداية يتم تجهيز العجين بخلط كمية من الدقيق والماء والملح وعجنه جيداً وتقطيع العجين إلى قطع اسطوانية الشكل وثخينة ومن ثم العمل على ترفيعها بواسطة الأيدي على الخشبة الخاصة بصنع خبز الصاج الريفي /تخت/ محلياً حيث يتميز سطحها بأنه ناعم وأملس، وكما قلت سابقاً فإنّ المرأة يجب أن تعمل بكل أناقة ورقة من خلال حركات رشيقة تساهم بترفيع قطع العجين بشكل مناسب.

بعد الانتهاء من هذه العملية توضع "الشعيرية" المعدة على صينية لتُعرض تحت أشعة الشمس من الصبح وحتى المساء كي تجف قبل حفظها في المطبخ تمهيداً لاستعمالها.

تجميع الشعيرية على الصينية

بعد هذه الطريقة ظهرت طريقة جديدة لإعداد مادة "الشعيرية" وذلك في فترة السبعينيات من القرن الماضي وهي طريقة متطورة قياساً للطريقة الأولى لأنها اعتمدت على الماكينة اليدوية التي كانت تصنع كميات أكبر من "الشعيرية" وبزمن أقل، وكان يقوم شخص يمتهن هذه الحرفة ومن الأشخاص المشهورين في المنطقة في هذا المجال "حسن شعيرية" الذي كان يضع ماكينته على ظهر حماره ويجوب القرى صائحاً: شعيرية.. شعيرية، ومن ثم كان يضع ماكينته في ساحة القرية الرئيسية لتأتي النسوة وهن حاملات العجين على رؤوسهن قبل أن تحوله الماكينة إلى مادة "الشعيرية".

كان "حسن شعيرية" يأتي إلى القرية مرة واحدة في السنة وذلك بعد حصد القمح ودرسه وطحنه فقد كانت ماكينته تنتج كميات أكبر من "الشعيرية" التي يتم حفظها في البيوت لاستعمالها على مدار العام».

تجفيف الشعيرية تحت الشمس

وختمت: «هذه الطريقة أيضاً نادرة الوجود اليوم بعد ظهور عشرات الماركات التي تنتجها المصانع والتي يتميز إنتاجها بالجودة العالية وبأسعار مقبولة».

وحول استعمال مادة "الشعيرية" في الطبخات قالت السيدة "سهام حمو" من مدينة "عفرين": «يقترن اسم "الشعيرية" في منطقة "عفرين" بالعزائم أو الولائم لأنها تستخدم في طبختين خاصّتين بالعزيمة أو الوليمة وهي: "كيرميه البرغل" /محلياً/ و"كيرميه الرز" /محلياً/.

"كيرميه برغل"، ويتم إعدادها بقلي مادة "الشعيرية" بالزيت حتى تحمرّ ثم يوضع فيها الماء والملح وتُترك على النار حتى يُغلى الماء عندها يتم إضافة مادة البرغل المغسول والمنقّى من الحجارة الصغيرة لتُترك على النار أيضاً حتى الاستواء أي حوالي ربع ساعة حينها تكون الطبخة جاهزة لتناولها.

أما "كيرميه الرز" فيتم إعدادها بنفس الطريقة السابقة تماماً ولكن بإضافة الرز بدلاً من البرغل وتكون هذه الطبخة أطيب وألذ عندما يُستعمل السمن في إعدادها بدلاً من الزيت.

خلال إقامة العزائم في الأعراس الريفية أو الولائم في مناسبات الوفاة يتم إعداد إحدى هاتين الطبختين أو كلاهما للضيوف وذلك في طناجر كبيرة وخاصّة بهذه المناسبات ويتم تقديمها مع اللحم المسلوق والبصل الأخضر والنعناع وأنواع مختلفة من المرقات والسلطات التي تشتهر بها المنطقة مثل "مرقة البطاطا" أو "مرقة الفاصولياء الحب" أو "لبن العيران"».