ينتشر في حقول وبساتين "عفرين"، لا يخطئ الناس صوته الحزين مهما بعد أو قصر، كما أن بعض الأصوات التي يصدرها من حنجرته الصغيرة لها معاني في اللغة الكردية المنتشرة في المنطقة.
حول هذا الطائر ومواصفاته تتحدث السيدة "فاطمة يوسف" من مدينة "عفرين" لموقع eAleppo بالقول: «"الهدهد" من الطيور الجميلة والمألوفة في الريف لا يحب العيش إلا بجوار الإنسان سواء داخل القرى أو الحقول المحيطة وهذا التعلق بالبشر له قصة شعبية شائعة عندنا.
"الهدهد" من الطيور الجميلة والمألوفة في الريف لا يحب العيش إلا بجوار الإنسان سواء داخل القرى أو الحقول المحيطة وهذا التعلق بالبشر له قصة شعبية شائعة عندنا. يتميز طائر "الهدهد" بصوته الحزين وبمنقار طويل يساعده على التغذية حيث يلتقط به الديدان من داخل الجحور العميقة ومن جذوع الأشجار الهرمة، كما يتميز بلون صدره البني وأجنحته السوداء والبيضاء، أما أجمل أجزائه فهو عرفه ذو اللون البرتقالي الجميل ولهذا العرف الذي يشبه الطربوش البشري حكاية شعبية أخرى
يتميز طائر "الهدهد" بصوته الحزين وبمنقار طويل يساعده على التغذية حيث يلتقط به الديدان من داخل الجحور العميقة ومن جذوع الأشجار الهرمة، كما يتميز بلون صدره البني وأجنحته السوداء والبيضاء، أما أجمل أجزائه فهو عرفه ذو اللون البرتقالي الجميل ولهذا العرف الذي يشبه الطربوش البشري حكاية شعبية أخرى».
وتابعت السيدة "فاطمة" حديثها: «في الفلكلور الشعبي لمنطقة "عفرين" حكايات قديمة يتداولها الناس منذ أقدم الأزمنة وهي تتعلق بطائر "الهدهد".
أولى هذه الحكايات الشعبية تتعلق بالسبب الذي جعل صوت هذا الطائر حزيناً فالمعروف أن لهذا الطائر صوت مختلف تماماً عن أصوات باقي الطيور والعصافير حيث النبرة الحزينة والمؤثرة التي تدل على قصة تاريخية حدثت له لتخلّف كل هذا الحزن والغم.
طائر "الهدهد" عندما يحط على الشجرة أو الحجرة يصدر الصوت المتقطع التالي: "كاكوك"... "كاكوك" وذلك بشكل حزين، والحكاية تبدأ من هنا، فكلمة "كاكا" باللغة الكردية تعني "الأخ" و"الشقيق" أما كلمة "كاكو" فتعني الأخ المُنادى.
تقول الحكاية الشعبية بأنّ "الهدهد" في الأصل كان من البشر يأكل ويشرب ويغني وينام مثلنا تماماً وفي يوم من أيام الربيع اتفق مع شقيقه على أن يخرجا إلى الجبال والوديان المحيطة بقريتهما لقطف نبتة معروفة في الريف واسمها "بيفوك" محلياً لها من الأعلى زهرة صفراء وجذور بصلية بيضاء طيبة المذاق».
وقالت مضيفةً: «حمل أحد الشقيقين الكيس والثاني بدأ بالبحث عن نبتة "بيفوك" البرية وقطفها بواسطة آلة حادة تسمى "غلج" محلياً وكلما قطف واحدة أعطاها لشقيقه ليضعها في الكيس كي يتناولاها معاً في النهاية.
استمرا بالقطف حتى وقت الظهر تقريباً حيث طلب الشقيق الذي كان يقطف البصلات من شقيقه الثاني وضع بصلات "البيفوك" على الأرض ليقوما بتناولها لأنه جائع جداً ولكنه تفاجأ بأن شقيقه كان يتناول البصلات واحدة تلو الأخرى خلال النهار فغضب منه غضباً شديداً فدفعه ذلك إلى ضرب شقيقه بالآلة الحادة التي كانت في يديه ليخرج أحشاءه من جسده فيموت على الفور، ولكنه بعد لحظات أدرك ماذا فعل بأخيه وحبيبه فندم ندماً شديداً وراح يبكي.
لم يعد الشقيق القاتل إلى البيت لشدة حزنه وهنا رفع يديه إلى السماء وطلب من الله سبحانه وتعالى أن يحوّله إلى طائر يعيش في البراري والجبال ويأخذ منه صفته الإنسانية عقوبة له على فعلته الشنيعة وكان له ذلك حيث عاقبه الله بأن حوّله إلى طائر "الهدهد" ومنذ ذلك اليوم يصدر "الهدهد" صوته الحزين أينما حط: "كاكوك"... "كاكوك" بمعنى "شقيقي"... "شقيقي"».
ويقول السيد "مراد حسوكر" -"جنديرس" حول قصة عرف "الهدهد" الذي يتميز به: «كان هناك في قديم الزمان سلطان يحكم الإنس والجان واسمه السلطان "سليمان" وكان لهذا السلطان نواب ووكلاء له منتشرون في الأرض وكان طائر "الهدهد" الذي يشبه عرفه الطربوش الآدمي وكيله على جميع أنواع الطيور والعصافير.
وفي يوم من ذات الأيام استدعى السلطان "سليمان" طائر "الهدهد" إلى قصره ليحذره من الأطفال الذين يحملون الأفخاخ ويحومون في المكان ليرد "الهدهد" عليه قائلاً: اطمئن يا مولاي فأنا حذر من هذه الناحية، ولكن بعد عدة أيام شاهد السلطان "الهدهد" بيد هؤلاء الأطفال أسيراً فقال له: ألم أحذرك أيها الوكيل فأجابه "الهدهد": مولاي السلطان لا تلمني على ما آلت إليه حالتي فقد كنت حذراً ولكن "إذا جاء القدر عمي البصر" ومن هذه القصة جاء هذا المثل الشعبي».