يعتمد أهل الريف منذ القدم على ما توفره لهم الطبيعة من نباتات وأعشاب برية في غذائهم ودوائهم، ومن هذه الأعشاب "شاي الجبل".

السيد "وحيد إبراهيم" من "جنديرس" تحدث لمدونة وطن eSyria بتاريخ 9/10/2012 حول تجربته الطويلة في تناول هذه النبتة فقال: «يختلف الإنسان القديم* عن الإنسان المعاصر من الناحيتين الجسدية والصحية اختلافاً كبيراً، ويعود السبب الأساسي في ذلك إلى اعتماد القديم في غذائه اليومي على النباتات والأعشاب التي تنبت بشكل طبيعي في الجبال والبراري المحيطة به، فهذه الأعشاب والنباتات تتميز بأنها طبيعية 100% وغير ملوثة بالأدوية والأسمدة الكيماوية، وبمقارنة بسيطة بين الإنسان القديم والحالي صحياً وبدنياً تظهر فوائد هذه الأعشاب البرية، ففي الوقت الحالي ظهرت الكثير من الأمراض والعلل التي لم تكن موجودة قديماً، وكذلك فإن معدل الأعمار كان أطول قديماً، ومن الناحية الجسمانية فقد كان الإنسان القديم أكثر قوة وقدرة على القيام بالأعمال المجهدة والشاقة».

يختلف الإنسان القديم* عن الإنسان المعاصر من الناحيتين الجسدية والصحية اختلافاً كبيراً، ويعود السبب الأساسي في ذلك إلى اعتماد القديم في غذائه اليومي على النباتات والأعشاب التي تنبت بشكل طبيعي في الجبال والبراري المحيطة به، فهذه الأعشاب والنباتات تتميز بأنها طبيعية 100% وغير ملوثة بالأدوية والأسمدة الكيماوية، وبمقارنة بسيطة بين الإنسان القديم والحالي صحياً وبدنياً تظهر فوائد هذه الأعشاب البرية، ففي الوقت الحالي ظهرت الكثير من الأمراض والعلل التي لم تكن موجودة قديماً، وكذلك فإن معدل الأعمار كان أطول قديماً، ومن الناحية الجسمانية فقد كان الإنسان القديم أكثر قوة وقدرة على القيام بالأعمال المجهدة والشاقة

وأضاف: «بالنسبة لشاي الجبل هو من أكثر النباتات البرية شيوعاً واستعمالاً في منطقة "عفرين" لفوائده العديدة على صحة الإنسان وأنا شخصياً أستعمل هذه النبتة منذ أكثر من عشرين سنة، وقد استفدت منه كثيراً، وكان استخدامي لشاي الجبل في البداية هو كدواء يقضي على آلام المعدة ويخففها فأنا عازف "طنبور"**، وأقضي معظم أوقاتي في الأعراس والسهرات الفنية، وتناول القهوة والشاي العادي أدى إلى إصابتي بآلام متكررة في معدتي، فنصحتني والدتي بتناول "شاي الجبل" بدلاً من الشاي العادي وبعد فترة أحسست براحة تامة في معدتي حيث اختفت الآلام نهائياً عندها عرفت بأنه من أفضل الأدوية الطبيعية للمعدة. إضافةً إلى أن "شاي الجبل" هو دواء ناجع للمعدة فهو من النباتات البرية ذات الفائدة العظيمة للراغبين والراغبات بالتنحيف وإنقاص أوزانهم لأنني وبعد تناولي له على مدى عقدين من الزمن فقدت الكثير من وزني وأصبحت الآن كالعود كما يقول المثل الشعبي الكردي».

الشاي البري

السيدة "نازلي حمو" من "جنديرس" قالت: «بسبب فوائد "شاي الجبل" الكبيرة فإن السيدات في منطقة "عفرين" يقمن بجمع كميات مناسبة منه لحفظه في البيوت كمؤونة واستعمالها على مدار العام في معالجة الكثير من الأمراض وخاصة الأمراض التي تظهر خلال فصل الشتاء مثل الكريب والزكام وحرقة الحنجرة وغيرها.

خبيرة الأعشاب السيدة "هدلة ناصر" قالت: «ينمو "شاي الجبل" بكثرة في الجبال المحيطة بقرانا وذلك مع بداية فصل الربيع، وخلال فصل الصيف يقوم الريفي بجلب كميات منه للبيت، وبعد تنظيفه من القش والعيدان اليابسة يتم تصفيف النبتات بشكل متناسق ضمن مجموعات وربطها ومن ثم حفظها في البيوت، وذلك بتعليقها بجذوع الشجر أو على جدران المطابخ شرط أن تتوافر في المكان التهوية المناسبة حتى لا تتعفن. وفي فصل الشتاء حيث تكثر الأمراض تبدأ السيدة باستعمالها، ومن أهم هذه الأمراض "الزكام" و"الكريب" حيث يتم غليها في ركوة القهوة جيداً ومن ثم صبها في كأس بعد تصفيتها بواسطة شاش قماشي مع إضافة قليل من السكر ليتناولها المريض وهذا كفيل بتخفيف هجمة "الكريب" و"الزكام" تماماً. ويستعمل "شاي الجبل" أيضاً في القضاء على بعض أعراض "الزكام" المزعجة مثل "حرقة الحنجرة" و"السعال" وذلك بغلي كمية مناسبة منه وبعد تصفيته يضاف إليه قليلاً من السمن ثم يترك قليلاً ويشرب المزيج الذي يساعد على تليين الحنجرة وإزالة الحرقة منها».

الشاي البري محفوظاً في البيوت الريفية

الجدير بالذكر أن مغلي "شاي الجبل" هو من أنواع الشراب المفيدة للأطفال إذا تعرضوا لآلام البطن والنفخة.

  • الإنسان القديم: مصطلح شعبي دارج في "عفرين" ويقصد به زمنياً إنسان ما قبل 50 عاماً.
  • وحيد إبراهيم

    ** الطنبور: آلة موسيقية وترية معروفة في "عفرين".