من أكثر الأكلات الشعبية شهرة وانتشاراً في مدينة "حلب"، والتي تتميز بحضورها الدائم على الموائد في المناسبات الاجتماعية والدينية نظراً لما تتمتع به من طعم لذيذ وفوائد صحية.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 15/11/2012 السيدة "فاطمة صاغر" التي تحدثت عن هذه الأكلة بالقول: «"السفرجلية" من الطبخات الحلبية المعروفة وهي من أكثرها انتشاراً لدى أهل "حلب"، فلهذه الطبخة مناسبات عدة ينتظرها الناس بفارغ الصبر، ومن أهم هذه المناسبات هو "عيد الأضحى المبارك"، فقد ارتبطت هذه المناسبة بإعداد هذه الطبخة لدى الحلبيين، ويعود السبب في ذلك إلى توافر لحم الأضاحي في كل البيوت، وكذلك توافر فاكهة "السفرجل" في الأسواق في هذه الفترة من السنة وخصوصاً في فصل الخريف، وبالإضافة إلى مناسبة "عيد الأضحى" تقوم أيضاً السيدات الحلبيات بإعداد طبخة "السفرجلية" في مناسبات اجتماعية أخرى وفي مقدمتها العزائم التي تتم بين الأقارب والأهل على مدار العام، حيث يستعملون السفرجل المحفوظ كمؤونة في البيوت».

وللسفرجل حضور في الأمثال الشعبية الحلبية كما في المثل التالي: /بشو أتذكرك يا سفرجل كل عضة منك غصة/، ويقال هذا المثل للشخص الذي ألحق الأذى بقائل المثل لأنه من المعروف أنّ السفرجل صعب البلع في الفم ويترك ما يشبه الغصة في حلق الإنسان

تضيف: «وللسفرجل حضور في الأمثال الشعبية الحلبية كما في المثل التالي: /بشو أتذكرك يا سفرجل كل عضة منك غصة/، ويقال هذا المثل للشخص الذي ألحق الأذى بقائل المثل لأنه من المعروف أنّ السفرجل صعب البلع في الفم ويترك ما يشبه الغصة في حلق الإنسان».

طريقة إعداد السفرجلية

وحول طريقة إعداد هذه الطبخة تشير السيدة "ألماس إيبو" بالقول: «"السفرجلية" من الأكلات اللذيذة والخاصة بأهل "حلب" فهم يعدونها دون سواهم وذلك قبل أن تنتشر في باقي المناطق.

ولكن مع مرور الزمن ونتيجة الاختلاط بين مختلف سكان أحياء "حلب" ومناطقها، فقد انتقلت هذه الأكلة إلى باقي المناطق وخاصة في الريف، حيث يستعمل الناس في إعدادها "السفرجل" الطازج الذي يقطف من الأشجار مباشرة».

السيدة "فاطمة صاغر"

وعن طريقة إعدادها تذكر بالقول: «يتم في البداية مسح حبات "السفرجل" الطازجة بواسطة قطعة قماشية مبللة بالماء لتخليصها من الوبر الموجود على قشرتها، ومن ثم تقطيع الحبات الطازجة أو المحفوظة إلى قطع كبيرة ومتساوية الحجم كحبات الجوز تقريباً ووضعها في كمية من الماء أذيب فيه ملح الليمون، وذلك كي تحافظ قطع "السفرجل" على لونها الأصفر ومنع تحولها للون البني خلال عملية الطبخ.

بعدها مباشرة يدق كمية مناسبة من حبات الثوم اليابس مع النعناع المطحون والملح وخلطها ببعضها جيداً، ومن ثم وضع هذا المزيج في طنجرة ويضاف إليه السفرجل المقطع، كما يضاف إلى الطبخة كمية من دبس الرمان بحسب الرغبة، وإذا تم إعداد طبخة "السفرجلية" خلال فصل الخريف يمكن لربة المنزل أن تضيف عصير الرمان الحامض بدلاً من دبس الرمان.

ثمار السفرجل

يضاف إلى الطبخة أيضاً كمية من لحم الشاة الأحمر المقطّع كقطع حبات "السفرجل" تماماً، مع إضافة كمية من الدهن أيضاً ويفضل الحلبيون دهن ذنب الشاة "اللية".

بعد الانتهاء من إضافة هذه المواد إلى الطنجرة، والتي تكون ما تزال باردة أي قبل وضعها على النار، تقوم السيدة بسد غطاء الطنجرة جيداً ووضع الطبخة على النار وذلك حتى مرحلة الغليان بعدها توضع الطنجرة على نار هادئة لمدة تقارب الساعتين من الوقت حتى يتم استواؤها، ويمكن التأكد من ذلك بإخراج قطع من اللحم والسفرجل بالملعقة من الطنجرة ولمسها فإن كانت طرية ورخوة فذلك دليل على استواء الطبخة.

بالإضافة إلى ذلك فإن الحلبيون مشهورون أيضاً بالكبة السفرجلية التي يتم تناولها إلى جانب "السفرجلية" وطريقة إعدادها بسيطة، وهي بخلط كمية من البرغل بالماء والهبرة المخفوقة وفركها جيداً ومن ثم صنع كرات صغيرة منها وتجهيز الحشو اللازم لها الذي يتألف من الشحم الحيواني والبهارات والملح والفليفلة الحمراء المطحونة والنعناع المطحون، وبعد حشو تلك الكرات بالمزيج توضع ضمن طبخة "السفرجلية" وهي على النار وذلك قبل استوائها بخمس دقائق تقريباً لتصبح الطبختان جاهزتان لتناولهما معاً».