يعتبر الموقع الإلكتروني التابع "لدار إفتاء حلب" (‎www.eftaa-aleppo.com‏)‏ تجربة مميزة وجديدة رغم دخول الموقع عامه الثالث، والموقع تفاعلي؛ بمعنى آخر، يمكن من خلال الموقع طرح أسئلة أو طلب فتوى معينة تجاه موضوع ما ويرد الموقع على السؤال خلال فترة زمنية قصيرة، إضافة أن الموقع يقدم عملية تحديث سريعة ودورية لمحتوياته مع العديد من المزايا الأخرى...

والتي يقول عنها الشاب "باسل خراط" المسؤول عن إدارة هذا الموقع في اللقاء الذي تم بتاريخ الخميس 5/2/2009:

بالنسبة لكل من طلب الفتوى عن طريق الموقع الإلكتروني أو الهاتف أو الرسائل القصيرة عبر الجهاز الخليوي، فإن طلب الفتوى يجب أن يغلب عليه الطابع المعرفي؛ بمعنى آخر، أي الاستفسار عن العبادات أو طلب المعرفة فيما يتعلق بحكم عام تجاه أمر ديني معين. أما في حالة القضايا التي تتعدى فيها الفتوى الشخص نفسه إلى أشخاص آخرين، مثل الخصام بين زوجين أو الشركاء مع بعضهم أو فيما يتعلق بعدم إيفاء الديون من شخص لآخر أو ما شابه ذلك، فإن على طالب الفتوى القدوم في هذه الحالة إلى الدار مع الأطراف الأخرى وذلك حتى تكون عملية إصدار الفتوى أكثر دقة

‏«انطلقت الفكرة من عندي حيث كنت الذي اقترحها منذ البداية وأصبحت بالتالي المشرف على الموقع لاحقا، لا يحتوي الموقع على طلب الفتاوى والإجابة عليها فحسب، بل يمتد إلى وضع العديد من المزايا والأقسام منها: أخبار دار الإفتاء - السيرة الذاتية لحياة الأشخاص الذين تولوا منصب "مفتي مدينة حلب" منذ تأسيسها وحتى اليوم مع السيرة التفصيلية لكل من مفتيي مدينة "حلب" الحاليين الدكتور "محمد إبراهيم سلقيني" والدكتور "محمود عكام".

باسل خراط

وهناك قسم يحتوي على سير الإعلام إضافة إلى وجود قسم يختص بالكتب التي تعنى في المجال الديني. وهناك أيضا قسم يدعى "قضايا ساخنة" نتحدث فيه عن القضايا الحساسة مثل "التحول الجنسي" وغيرها من القضايا.

وهناك أيضا قسم "موسوعة الفتاوى" والتي تضم كل الفتاوى التي وردت إلى الموقع ويتم تصنيفه حسب فئات (عبادات - المعاملات - الأخلاق-....) وهناك قسم "الأسئلة الأكثر ورودا" وتتعلق بأرشيف الدار نفسه ونختار الأسئلة الأكثر ورودا للدار سواء عن طريق الموقع أو الهاتف أو بشكل مباشر أو غير ذلك ويتم تحديثها بشكل دوري».

الدكتور "عكام" مفتي "حلب"

ولدى سؤالنا عن الآلية التي يتم اتباعها للإجابة عن أسئلة الزوار، أجاب:

‏«لدينا برنامج أوتوماتيكي يساعدنا في هذا الموضوع، وهو هدية من شركة "رنيم" الإماراتية. وهو برنامج متطور مرتفع الثمن يقوم الزائر في البداية بتسجيل "اسم مستخدم" و"كلمة مرور" خاصة به، ثم يدخل قسم "طلب فتوى" حيث يحق له سؤال واحد في كل مرة. ويرسل بعد ذلك السؤال إلى "لوحة التحكم" ضمن الموقع حيث نقوم نحن بعد ذلك بأخذ الأسئلة بعد ذلك وعرضها على سماحة الشيخ مفتي "حلب" لكي يجيب عليها. وقد بلغ عدد الأسئلة التي أتت عبر الموقع في العام الماضي إلى /1677/ سؤالا. وعادة ما يتم وضع الإجابة في "يوم العمل" التالي (أي في حال وجود عطلة دينية أو عطلة نهاية الأسبوع، يتم إرسال الإجابة في أول يوم عمل يأتي بعد العطلة) وإرسال هذه الإجابة إلى بريده الإلكتروني مباشرة ويسجل السؤال بعد ذلك ضمن "موسوعة الفتاوى" ضمن الموقع».

حكم جواز طلب الفتوى "الكترونيا"...

خدمات الموقع مميزة وتختصر الكثير من الوقت خصوصا في موضوع طلب الفتوى، ولكن هل يصلح طلب الفتوى عن طريق الموقع لكل المواضيع الدينية؟

للتأكد من سماحية وجواز هذا الموضوع، قمنا بطلب رأي سماحة الشيخ الدكتور "محمود عكام" مفتي مدينة "حلب" الرأي في هذا السياق والذي قال لنا:

‏«بالنسبة لكل من طلب الفتوى عن طريق الموقع الإلكتروني أو الهاتف أو الرسائل القصيرة عبر الجهاز الخليوي، فإن طلب الفتوى يجب أن يغلب عليه الطابع المعرفي؛ بمعنى آخر، أي الاستفسار عن العبادات أو طلب المعرفة فيما يتعلق بحكم عام تجاه أمر ديني معين.

أما في حالة القضايا التي تتعدى فيها الفتوى الشخص نفسه إلى أشخاص آخرين، مثل الخصام بين زوجين أو الشركاء مع بعضهم أو فيما يتعلق بعدم إيفاء الديون من شخص لآخر أو ما شابه ذلك، فإن على طالب الفتوى القدوم في هذه الحالة إلى الدار مع الأطراف الأخرى وذلك حتى تكون عملية إصدار الفتوى أكثر دقة».

تقدم التكنولوجيا الحديثة خدمات كبيرة نشهد في هذا الموقع أحد الأمثلة البارزة عليها، وتبقى عملية طلب الافتاء "الكترونيا" عملية تفيد في طلب المعلومة الدينية من المرجعية المخولة لإصدارها وذلك لمن لا يملكون وقتا للقدوم أو لأولئك الذي لديهم وظائف تتقاطع مع دوام الدار.