«كما يتميز الإيطاليون بصناعة السباغيتي، يتميز الحلبيون في صناعة صابون الغار، والأمران ليسا ببعيدين عن المقارنة، فكلاهما يجتمع على مسألة النفَس في طبخ المادة، فصناعة الصابون هي عبارة عن طبخة بحد ذاتها تحتاج إلى مكونات أولية طبيعية بمقادير معينة ومدروسة ليبقى التميز لمن لديه نفَس جيد في طبخ هذه المقادير».

هذا ما قاله السيد "سامر أبو دان" صاحب متجر "السلطان" لتجارة الصابون الغار والذي صار له أكثر من أربعين عاماً في تجارة الصابون في مدينة "حلب"، ذلك عندما زاره eSyria في 6/1/2009 راصداً حال صابون الغار "الحلبي" الذي بلغ بجودته الشهرة العالمية متربعاً على عرش صناعات الصابون المتواجدة في العالم أجمع، إذ يحصد كماً كبيراً من المعجبين عالمياً، ربما أكثر مما يحصده نجوم السينما والرياضة العالميين.

صناعة الصابون الغار موجودة في العالم أجمع ففي تونس ومصر وكثير من الدول العربية يقومون بصناعة الصابون الغار بنفس المقاسات والمقادير، إلا أن السوريين وخصوصاً الحلبيين منهم تميزوا عن البقية، ووصلت شهرتهم إلى العالمية إذ يرتاد دكاني العديد من السياح والمجموعات السياحية من أوروبا وشرق آسيا وإفريقيا بحثاً عن الصابون الغار الحلبي ومنهم من يستورده من "حلب" بكميات كبيرة بغية التجارة به في الدول الغربية والأجنبية عموماً، علماً أننا لا نقوم بأية حملة إعلانية أو ترويجية أو حتى خطة تسويقية لتصريف منتجاتنا من الصابون الغار

وتابع "أبو دان" متحدثاً عن الشهرة العالمية لهذا الصابون فقال:

صابون....وغار

«صناعة الصابون الغار موجودة في العالم أجمع ففي تونس ومصر وكثير من الدول العربية يقومون بصناعة الصابون الغار بنفس المقاسات والمقادير، إلا أن السوريين وخصوصاً الحلبيين منهم تميزوا عن البقية، ووصلت شهرتهم إلى العالمية إذ يرتاد دكاني العديد من السياح والمجموعات السياحية من أوروبا وشرق آسيا وإفريقيا بحثاً عن الصابون الغار الحلبي ومنهم من يستورده من "حلب" بكميات كبيرة بغية التجارة به في الدول الغربية والأجنبية عموماً، علماً أننا لا نقوم بأية حملة إعلانية أو ترويجية أو حتى خطة تسويقية لتصريف منتجاتنا من الصابون الغار».

أما عن سبب هذا الانتشار العالمي أجاب: «هذه الشهرة العميقة للصابون الحلبي تأتي من عدة عوامل، أهمها هو توفر الأراضي الزراعية الجيدة التي تناسب زراعة المواد الأولية لصنع صابون الغار مما أدى إلى وجود زيت الزيتون المتوفر في ريف "حلب" بكثرة وبجودة نادرة وتوفر شجر الغار بكثرة وبجودة عالمية، إضافةً إلى ذلك النفَس الحلبي في صناعة الصابون والذي يعود إلى عراقة أهلها وقدمهم في احتراف هذه المهنة التي صارت من جذور المدينة وأهلها، حيث هناك معامل لصناعة الصابون صار لها في هذه المهنة قرن من الزمن أو أكثر، فهذه الخبرة الطويلة وتوفر المواد الخام الجيدة جعلت من الحلبيين نبراساً لصابون الغار ومقصداً للعديد من الراغبين بشراء صابون غار ممتاز في كافة أنحاء العالم».

عبد الستار قضيماتي

وعند استكمال جولتنا لم يخف أحد من التجار طريقة صناعة هذا الصابون إذ أنه لا تضاف له أية مادة ٍغريبة أو سحرية تجعله متميزاً عن سواه، بل أجمع الجميع على أن صابون الغار الحلبي يُصنع كما يُصنع في كافة أنحاء العالم دون إضافة موادٍ مميزة أو غريبة، وعن طريقة صنعه أجابنا السيد "عبد الستار قضيماتي" صاحب معمل "القضيماتي" لصناعة صابون الغار في "حلب" والذي صار له في هذه المهنة أكثر من عشرة أعوام فقال:

«في صناعة صابون الغار يتم استجلاب زيت المطراف أولاً والذي يستحضر من عجوة الزيتون التي يتم عصرها في معامل خاصة من ثم إرسالها إلى معامل الصابون الغار، حيث يتم خلط هذا الزيت مع كميات معينة ومدروسة من مواد أخرى كالماء والملح ومادة الكوستيك التي تعتبر المادة الكيميائية الوحيدة في صابون الغار وتلعب دوراً في تماسك الخلطة إذ أنها تتبخر فيما بعد، وبعد خلط هذه المكونات في قدر كبير يتسع لخمسة أطنان يضاف لها على أقل تقدير برميل واحد من زيت الغار الذي يتم استخلاصه من شجر الغار ليخلط ويطبخ جيداً ليتم سكبه في قوالب كبيرة حتى يجف ليتم تقطيعه بعد ذلك إذ يبدو على شكل مكعبات، ويتم تحديد جودة الصابون وفعاليته تبعا لكمية زيت الغار الموجودة في الخلطة، إذ من الممكن إضافة برميلين أو ثلاثة حتى ثمانية براميل لزيادة جودة الصابون ورفع درجة فاعليته».

سامر أبو دان.

هكذا وببساطة تامة ومن غير خلطةٍ سحرية أو حملةٍ ترويجية ضخمة اعتلى صابون الغار الحلبي منصة الشرف متوجاً كأكثر أنواع الصوابين شهرةً وجودة في العالم أجمع، وذلك للنفَس الحلبي المتميز الذي صنع هذا الصابون.