إنّ الطبيعة الجميلة والخلابة، وكثرة المواقع الأثرية في منطقة عفرين، جعلتها من أجمل المناطق في سورية، ومن أكثرها ازدحاماً في فصل الصيف، فصل السياحة والاصطياف والاستجمام، حيث يزورها سنوياً المئات بل الآلاف من السياح والزوار سواءً من داخل القطر أومن خارجه بحثاً عن الراحة والاستجمام والمعرفة.

ومن أكثر المواقع الأثرية والسياحية شهرةً في عفرين التي يقصدها السيّاح قلعة "سمعان العمودي".

في يوم السبت 5/7/2008 قام موقع eAlepoo بزيارة إلى هذا المعلم التاريخي والسياحي الهام الذي يعد مفخرة كبيرة لبلدنا وشاهداً آخر على عراقته واحتضانه لمهد الحضارة البشرية.

العمود الذي كان يتعبد عليه القديس سمعان

تقع كنيسة "سان سيمون" أو " قلعة سمعان"على نتوء صخري من جبل سمعان"ليلون"محلياً على بعد/20/كم جنوب غرب مدينة عفرين، و/40/كم شمال غرب مدينة حلب، ويبلغ ارتفاعها عن سطح البحر/564/م. تطلُّ القلعة من الجهة الغربية على سهل جومة الواسع حيث غابات الزيتون على مد النظر، الذي يخترقه نهر عفرين متوجهاً نحو الغرب، ليلتقي بنهر العاصي في سهل العمق، فيكملا المسير معاّ حتى المصب في البحر المتوسط، وهي من أكبر الكنائس وأضخمها في العالم.

تقول المصادر التاريخية بأن القديس "سمعان العمودي" اختار هذا المكان المنعزل لممارسة طقوس العبادة والتقرب إلى الله، وقد سُمي بالعمودي لأنه كان يجلس طوال وقته على عمود متعبداً، وفيما بعد اتخذ البناءون ذلك العمود مركزاً لبناء الكنيسة، والذي أخذ شكل الصليب، وذلك بين عامي(476– 490 م)لتكون مساحة الكنيسة حينها حوالي( 5000 متر مربع)، ثم أُضيفت إليها فيما بعد ملحقاتها: الدير الكبير– بيت المعمودية– المقبرة– دور السكن لطلاب العلم– فنادق للضيوف– حتى بلغت مساحة البناء الكلية( 12000 متر مربع).

قرية تيلانيسوس( دير سمعان حالياً)

في العام 970م سيطر عليها البيزنطيون فبنى القائد العسكري "نقفور" حولها سوراً قوياً دعمه بنحو/27/برجاً دفاعياً وبذلك تحوّلت الكنيسة وملحقاتها إلى قلعة عسكرية حصينة.

على بعد 500 متر إلى الجنوب منها توجد مدينة "تيلانيسوس" القديمة "دير سمعان حالياً" التي تحوّلت بعد موت "سمعان العمودي" بما اكتسبته من شهرة ومكانة إلى مدينة للرهبان، حيث انتعشت كثيراً في القرن الخامس وبداية القرن السادس لوقوعها على طريق "أفاميا" و"سيروس" مما أدى إلى الإكثار من إنشاء الفنادق والمضافات للزوار، وفي العصر البيزنطي كانت تيلانيسوس مركزاً معروفاً للعلوم الدينية المسيحية ومنتجعاً للأغنياء من إنطاكية.

في العامين (528 – 536م) وقعت في المنطقة زلازل قوية ألحقت بالكنيسة أضراراً بالغة.