يُعد "الحمام الملكي" من المعالم الأثرية والتاريخية الهامة في قلعة "حلب" والذي لابد للسياح من زيارته خلال تجوالهم في القلعة حيث تم ترميمه وتأهيله من قبل المديرية العامة للآثار والمتاحف ليكون في استقبال زوّاره القادمين من مختلف بقاع العالم بغية التعرّف على أقسام الحمام وطريقه تأدية كل قسم منه لوظيفته.

حول "حمام القصر الملكي" وموقعه وتاريخه تقول المهندسة "ياسمين مستت" مديرة "قلعة حلب" لموقع eAleppo: «يقع "الحمام الملكي" على بعد بضعة أمتار على يمين الخارج من الباشورة /حصن القلعة/ وهو متصل بالقصر الملكي الأيوبي، ويعود تاريخه إلى عصر الملك الناصر "يوسف الثاني" حفيد الملك الظاهر "غازي" /أي حوالي القرن الثالث عشر الميلادي/ ويشبه هذا الحمام في تقسيماته الحمامات العربية من حيث وجود البراني والوسطاني والجواني، ويوجد خلف القسم الأخير /أي الجواني/ موقد كما يلاحظ في جدرانه أماكن مرور القساطل الفخارية التي كانت تحمل الماء البارد والساخن إلى الحمام».

يفصل بين الحمام وبين القصر باحة واسعة توجد في وسطها نافورة ماء، ويمكن لزائر "قلعة حلب" الدخول إلى حمام قصر العزيز "محمد" ويشاهد فيه مصاطب حجرية للمستحمين مع وجود أماكن لوضع الأحذية /القباقيب الخشبية/، وهناك حائط على شكل غرفة للملابس

ويقول مؤرخ حلب المعاصر الأستاذ "عامر رشيد مبيض" حول "الحمام الملكي" والذي يسميه بحمام قصر الملك العزيز "محمد" بن الملك الظاهر "غازي": «يفصل بين الحمام وبين القصر باحة واسعة توجد في وسطها نافورة ماء، ويمكن لزائر "قلعة حلب" الدخول إلى حمام قصر العزيز "محمد" ويشاهد فيه مصاطب حجرية للمستحمين مع وجود أماكن لوضع الأحذية /القباقيب الخشبية/، وهناك حائط على شكل غرفة للملابس».

انبوبين لجلب الماء الحار والبارد للحمام

ويضيف "مبيض": «توجد في الحمام أيضاً تسع خلوات بأجرانها الحجرية وأنابيب المياه الفخارية التابعة لها، ويشاهد الزائر عند خروجه من الحمام بقايا أنبوبين فخاريين أحدهما للماء البارد والثاني للماء الحار يعودان بمخيلتك إلى زمان كان فيه العرب يمسكون ناصية العالم ويتفننون في إقامة الحصون ويبرعون في تشييد كل ما من شأنه تأمين رفاهيتهم، وأخيراً ومن مميزات حمام القصر الملكي أنه موجود في مكان قريب من ساتورة الماء في القلعة».

أما الأستاذ "شوقي شعث" أمين المتحف الوطني بحلب السابق فيقول عن الحمام في كتابه /"قلعة حلب"، دليل اثري تاريخي/- دار القلم العربي 1993: «يُعتقد بدايةً أنّ "القصر الملكي" الجميل كان ذا طابقين بناه في أواخر العصر الأيوبي الملك صلاح الدين الناصر "يوسف الثاني" وهناك من يرى بأنه يعود إلى فترة أقدم من عصر "يوسف الثاني" وقد قام الأخير بترميمه وتوسيعه، للقصر باحة جميلة تتوسطها بحيرة ماء وتتصل هذه الباحة بحمام القصر الملكي بواسطة ممر رُصفت أرضه بأحجار أخذت أشكالاً هندسية وهي من اللونين الأسود والأبيض، ويتكون هذا الحمام كما هو شان معظم الحمامات المعروفة بالحمامات العربية من أقسام البراني والوسطاني والجواني».

البراني -من أقسام الحمام

ويضيف: «لقد أولت السلطات الأثرية اهتماماً خاصاً بقلعة حلب التاريخية منذ الاستقلال وتكثف العمل فيها وتوسع بعد العام 1970 حيث رُصدت الاعتمادات الكبيرة لأعمال الترميم والتأهيل للقلعة ومعالمها ومن ضمنها أعمال ترميم "الحمام الملكي" وتأهيله مع بعض أقسام "القصر الملكي" من قبل مديرية الآثار والمتاحف حيث تم إعادة إنشاء قبة الحمام وبناء الغرف الصغيرة منه وسقف بعضها».

وأخيراً وللتعرف على أقسام الحمامات العربية ومنها "حمام القصر الملكي" سألنا الأستاذ "حسن بيضة" مؤلف كتاب /"حلب"، بحوث وأعلام/ فقال: «تنقسم الحمامات بشكل عام إلى ثلاثة أقسام هي البراني /الصالة الباردة/ وهو عبارة عن قاعة الاستقبال للوافدين وفي وسطها بركة ماء مزخرفة فيها نافورة وحول البركة طاسات وصابون ومساطب لخلع الثياب، ثم يتم الانتقال إلى الوسطاني /الصالة الفاترة/ وهو أصغر من البراني وتحيط به الخلوات الصغيرة ذات القباب العالية وفي كل خلوة صنبورا ماء أحدهما للماء البارد والآخر للماء الساخن ويبقى المستحم فيه فتره ليتأقلم جسمه مع المحيط، وأخيراً الجواني /بيت النار/ وهو مشابه للوسطاني ولكنه شديد الحرارة لوجود بيت النار تحته».

الجواني -من أقسام الحمام