إنّ وجود الأبراج في "قلعة حلب" هو أحد العناصر الهامة من مجمل العناصر المعمارية الدفاعية فيها إذ تحتوي القلعة على عددٍ منها وهي إما مبنية بشكل منفرد أو متصلة بالسور وقد كان لها عبر العصور دور هام في رد الغزاة ودحر الأعداء والمعتدين، ومن هذه الأبراج، البرجان المتقدمان/ الشمالي والجنوبي/ الذي بناهما الأمير المملوكي "جكم".

يقول الأستاذ "عامر رشيد مبيض"- مؤرخ "حلب" المعاصر حول البرجين: «يقع البرج الجنوبي وسط ارتفاع سفح تل القلعة من الجهة الجنوبية أمام "سوق الخيل" سابقاً/ وحالياً مقابل "السرايا" على يمين مدخل "قلعة حلب"/، ويتألف من عدة طوابق يبلغ ارتفاعه 28 متراً مزود بثلاث سقاطات في أعلى البرج، اثنتان في كل زاوية وثالثة في الوسط و28 مرمى للسهام.

يقع البرج الجنوبي وسط ارتفاع سفح تل القلعة من الجهة الجنوبية أمام "سوق الخيل" سابقاً/ وحالياً مقابل "السرايا" على يمين مدخل "قلعة حلب"/، ويتألف من عدة طوابق يبلغ ارتفاعه 28 متراً مزود بثلاث سقاطات في أعلى البرج، اثنتان في كل زاوية وثالثة في الوسط و28 مرمى للسهام. للبرج باب متجه نحو الشمال باتجاه سفح التل وقد زُوّد البرج بعدة كوى مستديرة مخصّصة للأسلحة النارية التي اختُرعت ربما قبل معركة "مرج دابق" التي جرت بين العثمانيين والمماليك في قرية شمال "حلب" تُسمى "دابق" في العام 1516م وهذه الكوى لا نراها في البرج الشمالي المخصص فقط لرمي السهام

للبرج باب متجه نحو الشمال باتجاه سفح التل وقد زُوّد البرج بعدة كوى مستديرة مخصّصة للأسلحة النارية التي اختُرعت ربما قبل معركة "مرج دابق" التي جرت بين العثمانيين والمماليك في قرية شمال "حلب" تُسمى "دابق" في العام 1516م وهذه الكوى لا نراها في البرج الشمالي المخصص فقط لرمي السهام».

البرج المتقدم الشمالي

ويضيف الأستاذ "مبيض": «للبرج الجنوبي سلالم حجرية تصل بين الطوابق وفي أسفله يوجد ممر طوله 41 متراً يصل البرج بالقلعة، كما يوجد على البرج شعار دائري قطره 40 سم محفور عليه كتابة نصها: "نظام الملك/ الملك العادل أبي عبد الله جكم/ عز أقداره".

ويوجد شريط كتابي على البرج مؤرخ من العام 914 هجرية 1508 ميلادية وعلى جانبيه شعاران ونص الكتابة: "أمر بعمارته مولانا السلطان الأعظم الملك الأشرف أبو النصر قانصوه الغوري عز نصره في أيام المقر السيفي أبرك الأشرفي شاد الشرابخاناة الشريفة ونائب القلعة المنصورة الحلبية عز نصره في شهر ربيع الأول سنة أربع عشرة وتسعمئة".

البرج المتقدم الجنوبي

لم يبق شيء من بناء البرج الجنوبي الذي بناه الأمير "سيف الدين جكم" ومن المحتمل أنّ البرج قد هُدم تماماً وتم استعمال الحجارة في إعادة البرج الجنوبي الحالي من جديد وذلك في عهد السلطان المملوكي "قانصوه الغوري".

إنّ فتحات الكوى المستديرة الشكل على واجهته الجنوبية لا يمكن أن تُستخدم لرمي السهام بسبب اتساعها وكذلك فالكتابة المحفورة ضمن الحجر على واجهة البرج تؤكد أنّ السلطان "قانصوه الغوري" آخر السلاطين المماليك أعاد بناءه نتيجة اختراع أسلحة المدفعية والتي لم يستخدمها في حربه ضد السلطان العثماني "سليم الأول" في معركة "مرج دابق" سنة 1516م. أما بالنسبة للبرج المتقدم الشمالي فهو يرتفع على منحدر التل في مستوى أخفض من الحصن المرتفع القريب من سور القلعة وهو مؤلف من أربعة طوابق ويتصل بممر تحت الأرض يؤدي إلى الحصن الكبير الملاصق لسور القلعة الشمالي بالقرب من المئذنة الأيوبية.

الشريط الكتابي على البرج المتقدم الجنوبي

يوجد على البرج المتقدم الشمالي /"برج جكم"/ نص ملكي بسطرين محفور أبعاده متران و60×50 سم مؤرخ من العام 915 هجرية 1509 ميلادية والنص: "جدد هذا البرج المبارك مولانا السلطان الأعظم الملك الاشرف "قانصوه الغوري" عز نصره في أيام المقر الاشرفي السيفي أبرك عين مقدّمي الألوف بالديار المصرية وشاد الشرابخاناة الشريفة ونائب القلعة المنصورة بحلب المحروسة بتاريخ شهر ربيع الآخر سنة خمس عشرة وتسعمئة"».

أما المهندسة "ياسمين مستت" مديرة القلعة فتقول عن البرجين: «تبلغ مساحة قلعة "حلب" أربعة هكتارات داخل أسوارها وهي المثال الوحيد الذي يجمع بين التحصينات العسكرية الدفاعية وبين المنشآت الخاصة بالحياة العامة وهي محمية بأسوارها العالية وأبراجها التي يبلغ عددها 42 برجاً، وهذه الأبراج والأسوار متخالفة في بروز واجهاتها وارتفاعات كل منها.

في القرن الرابع عشر الميلادي وخلال العصر المملوكي تطوّر الفن المعماري في القلعة التي شهدت تجديداً على نطاق واسع فقد قام المماليك ببناء برجيها الشمالي والجنوبي وقاعة العرش، والذي بنى البرجين هو الأمير "سيف الدين جكم" المملوكي وجددهما من بعده السلطان "قانصوه الغوري" وهما يرتبطان بسرداب سري بالمبنى الرئيسي للقلعة».