"مخفر باب الحديد" هو أحد المعالم الأثرية والعمرانية البارزة في "حلب" وتعود إلى فترة الحكم العثماني، ويقع في "حي البياضة" ويمكن للزوار الوصول إليه بعد عبور "باب الحديد" ببضعة أمتار على يمين الداخل باتجاه القلعة.
وللحديث حول هذا المخفر الذي ما زال باقياً إلى اليوم بحالة عمرانية جيدة التقى موقع eAleppo المهندس "عبد الله حجار"* الذي قال: «يقع "مخفر باب الحديد" في "حي البياضة" على بعد خطوات من "باب الحديد" الواقع في الجهة الشمالية الشرقية للمدينة القديمة وهو حالياً فارغ وموضوع تحت تصرف مديرية الآثار بحلب.
الواجهة الرئيسية للمخفر منحوتة جيداً وهي تضم في الوسط شرفة تعلو ستة درجات عن الشارع ويتقدمها على الطرفين عمودان مزخرفان ضخمان وفي الوسط باب المدخل وهو باب كبير يحده قوس مدبب كبير بني بالتناوب اللوني بين الحجارة الصفراء والسوداء وفوق الباب ثلاث لوحات: في الوسط لوحة بيضاوية مدهونة بلون أخضر فاتح تضم طغراء "عبد الحميد خان" وعلى طرفيها لوحتان مستطيلتان تضم كل منهما نصاً، وتطل كل من الغرفتين على يمين ويسار المدخل على الشارع بثلاث نوافذ مستطيلة تعلو كل من النافذتين على طرفي الباب مباشرة نجمة مثمنة وهلال ضمن إطار من المكعبات المتناوبة، أما باقي النوافذ فيعلوها نجمة مثمنة فقط وفي النافذة الوسطى شمسية دائرية يحيط بها مكعبات متناوبة ويعلو الواجهة كورنيش من اللسينات
يوجد عليه كتابة بطول مترين و10 سم وبعرض 25 سم ومكتوبة بخط عثماني ونسخي هذا نصها: ما عمل برسم الجناب العالي الأسدي أسد بن حسين الآمري سلخ** سنة ألف.
من المحطات البارزة في تاريخ "مخفر باب الحديد" هو أنه كان مقر إقامة الباحثان "هاينس غاوبة" و"أنيته غانغلر" بدءاً من العام 1987 عندما بدأا في مدينة "حلب" بإجراء الدراسة التوثيقية لجزء من الضاحية الشرقية خارج أسوار مدينة "حلب" القديمة بالقرب من منطقة "باب الحديد" مع استطلاع واستبيان اجتماعي للسكان فيها بالإضافة إلى الحالة الفيزيائية للعقارات المشاهدة وما يميزها وقد كانت تلك الدراسة نموذجاً رائعاً يحتذى به لطريقة الدراسة والتوثيق ومشروع التأهيل اللاحق الذي قامت به وكالة التعاون الألمانية GTZ».
أما الدكتورة "لمياء الجاسر"*** فقد تحدثت لموقعنا عن تاريخ المخفر ومواصفاته العمرانية بالقول: «لقد قام بإنشائه "الأسدي أسد بن حسين الآمري" وذلك في العام 1544 ميلادية وقد رُمم المبنى في الفترة الأخيرة وهو حالياً يُستعمل كدار للضيافة لاستقبال السياح والباحثين من زوار مدينة "حلب" وهو يتبع لوزارة السياحة.
المخفر هو عبارة عن مبنى متواضع ويتقدمه شرفة ترتفع قليلاً عن الشارع ويصعد إليه من درجين متناظرين يقعان على طرفيها، ويسقف الشرفة سقف مستو من البيتون المسلح ويستند في الأمام على عمودين، وتؤدي الشرفة إلى باب كبير الذي يؤدي بدوره إلى صالة مربعة توزع إلى غرفة على يسار الداخل وهي مقسمة بواسطة قوس كبير إلى جزأين، وهناك غرفة أخرى تقع على يمين الصالة، وتؤدي الصالة إلى باحة عبر باب تعلوه لوحة تضم نصاً غير واضح.
وبالنسبة للباحة فيه فيحدها من الغرب دورة مياه وحمام ومن اليسار غرفة تتصل شرقاً بباحة أخرى صغيرة تضم بعض النباتات وبركة ماء مستطيلة تقع أمام سياج الباحة الذي يفصلها عن الشارع وتطل على هذه الباحة الغرفة التي على يسار بهو المدخل، السقوف فيها مستوية خشبية مدعمة في البعض منها بقضبان حديدية على شكل الحرف I».
وتابعت "الجاسر": «الواجهة الرئيسية للمخفر منحوتة جيداً وهي تضم في الوسط شرفة تعلو ستة درجات عن الشارع ويتقدمها على الطرفين عمودان مزخرفان ضخمان وفي الوسط باب المدخل وهو باب كبير يحده قوس مدبب كبير بني بالتناوب اللوني بين الحجارة الصفراء والسوداء وفوق الباب ثلاث لوحات: في الوسط لوحة بيضاوية مدهونة بلون أخضر فاتح تضم طغراء "عبد الحميد خان" وعلى طرفيها لوحتان مستطيلتان تضم كل منهما نصاً، وتطل كل من الغرفتين على يمين ويسار المدخل على الشارع بثلاث نوافذ مستطيلة تعلو كل من النافذتين على طرفي الباب مباشرة نجمة مثمنة وهلال ضمن إطار من المكعبات المتناوبة، أما باقي النوافذ فيعلوها نجمة مثمنة فقط وفي النافذة الوسطى شمسية دائرية يحيط بها مكعبات متناوبة ويعلو الواجهة كورنيش من اللسينات».
** سلخ: نهاية
*** الدكتورة "لمياء الجاسر": حاصلة على البكالوريوس في الهندسة المعمارية من جامعة "حلب" 1964 والدكتوراه في علم الآثار– قسم العلوم التطبيقية من معهد التراث العلمي العربي بجامعة "حلب" في العام 2007.