يحتفظ "باب قنسرين" بمدينة "حلب" بمجموعة من النقوش الكتابية التي تشكل هويته ومن خلالها يتم التعرف على الباب وتاريخه.

يقول الأستاذ "عامر رشيد مبيض" وهو مؤرخ "حلب" المعاصر حول الباب ونقوشه الكتابية: «"باب قنسرين" باب قديم وهو من أجمل أبواب مدينة "حلب" وأكثرها براعة وتعقيداً في فنون التحصين العسكري الإسلامي فبعد المدخل الكبير لقلعة "حلب" كان لباب قنسرين الذي يقع إلى الجنوب العمل الأهم في تحصين مدينة "حلب" وأحد روائع الفن المعماري العسكري في سورية خلال القرون الوسطى.

هناك كتابة على جانب الباب الخارجي نصها: أمر بعمارته مولانا السلطان الملك المؤيد شيخ في شهور 1818 هجرية /1415م/، وكتابة ضمن دائرة نصها: عز لمولانا السلطان الملك مؤيد أبي النصر شيخ عز نصره. يعتبر "باب قنسرين" وحده حصناً دفاعياً كاملاً عزز مدخله المباشر نحو البرية بفتحة تسمح بإنزال شبك حديدي كأبواب القرون الوسطى وتبدو في البرج الشرقي مرامي السهام وكان هناك بابان آخران قبل الوصول إلى الباب الرابع المؤدي إلى داخل المدينة وقد ضم مجمع الباب أبراجاً عظيمة ومرافق للأجناد وطواحين وفرناً وجراراً للزيت وصهاريج للماء وكأنه قلعة صغيرة محصنة وكان البرج الغربي للباب موجوداً في صورة أخذت من العام 1908م

"باب قنسرين" ما زال في حالة شبه ممتازة فهو مفتوح على جنوب القلعة باتجاه مدينة "قنسرين" الواقعة إلى الجنوب من مدينة "حلب" والتي كانت خلال عصر ما قبل الإسلام والعصور الأولى للهجرة عاصمة الولاية وقد ذكره "المقدسي" في العام 375 هجرية 985 م فقال عنه: وأما "حلب" فبلد خفيف مبني بالحجارة عامر، في وسط البلد قلعة حصينة لها سبعة أبواب "باب حمص" و"باب الرقة" و"باب قنسرين" و"باب اليهود" و"باب العراق" و"باب إنطاكية" و"باب الأربعين" مسدود».

نقش كتابي "أية قرآنية"

ويقول متابعاً: «يعد "باب قنسرين" أول أبواب "حلب" ويقع في الجهة الجنوبية للمدينة وسمي بهذا الاسم لأنه يخرج منه إلى جهة "قنسرين" الواقعة على بعد 45كم ويمكن أن يكون من بناء "سيف الدولة" إذ توجد كتابة باسمه على أحد النقوش البارزة 354 -356 هجرية / 965 -966م، وقد أعاد ملك "حلب" الأيوبي "الناصر يوسف" بناء الباب في العام 654 هجرية 1256م وبهذا الصدد فقد نقل لبنائه الحجارة من الناعورة من برج كان بها وهو من أبرجة القصر الذي بناه "سليمان بن عبد الملك" فيها وبنى بروزات جبارة على جانبي الباب لتلاؤم حامية الجند بطريقة أصبح فيها الباب حصناً كاملاً بحد ذاته مع مطاحن قمح وأفران للخبز وصهاريج للماء ومستودعات للأسلحة والحامية».

وحول نقوشه الكتابية التاريخية يقول الأستاذ "عامر": «لباب قنسرين عدة نقوش كتابية هي: نقش كتابي وهو آية قرآنية بسطر واحد ونصه: بسم الله الرحمن الرحيم فانظر إلى آثار رحمة الله كيف يحيي الأرض بعد موتها إن ذلك لمحيي الموتى وهو على كل شيء قدير، يا حفيظ .. يا كافي.

نقش كتابي

وهناك نص كتابي مؤرخ من العام 907 هجرية 1501م وقد حفر ضمن الحجر على إفريز كبير محيط بالزاوية الجنوبية الغربية من البروز الشرقي على ارتفاع بداية القوس للباب وتحت حوامل المقاذف والنص مكتوب بخط نسخي مملوكي متأخر وبأحرف كبيرة والنص: أمر بعمارته مولانا السلطان المالك الملك الأشرف أبو النصر قانصوه الغوري عز نصره وأدام اقتداره بمحمد وآله وذلك بتاريخ شهر ربيع الآخر سنة سبع وتسعمئة من الهجرة النبوية، إن هذه الكتابة تشهد على عمل "قانصوه الغوري" الكبير في تكييف حصون "حلب" وسور القلعة مع التغيرات التي طرأت على أسلحة الهجوم نظراً للخطر الوشيك من قبل العثمانيين».

ويقول المهندس "عبد الله حجار" مستشار جمعية العاديات للفترات الكلاسيكية حول نقوش "باب قنسرين" الكتابية: «هناك كتابة على جانب الباب الخارجي نصها: أمر بعمارته مولانا السلطان الملك المؤيد شيخ في شهور 1818 هجرية /1415م/، وكتابة ضمن دائرة نصها: عز لمولانا السلطان الملك مؤيد أبي النصر شيخ عز نصره.

نقش كتابي

يعتبر "باب قنسرين" وحده حصناً دفاعياً كاملاً عزز مدخله المباشر نحو البرية بفتحة تسمح بإنزال شبك حديدي كأبواب القرون الوسطى وتبدو في البرج الشرقي مرامي السهام وكان هناك بابان آخران قبل الوصول إلى الباب الرابع المؤدي إلى داخل المدينة وقد ضم مجمع الباب أبراجاً عظيمة ومرافق للأجناد وطواحين وفرناً وجراراً للزيت وصهاريج للماء وكأنه قلعة صغيرة محصنة وكان البرج الغربي للباب موجوداً في صورة أخذت من العام 1908م».