تعتبر لعبة المبارزة بالسيف من الرياضات العريقة التي مارسها الإنسان منذ فترة طويلة، وهي رياضة الفرسان والنبلاء حيث مورست من قبل الصينيين والمصريين القدماء، كما يعتبر السيف رمز الفروسية والشجاعة، ومثلت المبارزة جزءاً هاماً من الثقافة العربية وذكرت بشكل كبير في الأشعار العربية، واشتهر العرب بالمهارة في استخدام تقنيات السيف وحركاته المختلفة.

eSyria وعلى هامش بطولة الجمهورية التي أقيمت في مدينة "دير عطية" بتاريخ 26/9/2008، التقى مع الأستاذ "محمد حجازي" الذي تحدث لنا عن لعبة المبارزة قائلاً: «المبارزة بالسيف رياضة عريقة تحمل تقاليد نبيلة راقية، ومبدأ اللعبة عبارة عن متنافسين يقفان متقابلين ليتبارزا في إحراز نقاط أكثر بواسطة أسلحتهما، وعلى اللاعب حتى يتمكن من الفوز في المباراة أن يستعمل سيفه وحركات أقدامه وغيرها من تقنيات واستراتيجيات المبارزة، وذلك بسرعة ورشاقة كبيرتين واستعمال ماهر وسريع للسيف، ودائماً تجد ممارسي هذه الرياضة يتمتعون بالعديد من الصفات البدنية والذهنية والشخصية أهمها: سرعة رد الفعل، التوافق العضلي العصبي، المرونة والذكاء وقوة الملاحظة، إضافة إلى هدوء الأعصاب والصبر والقدرة على التحمل، كما أن لاعب المبارزة يبقى مشدود القامة معتدلاً حتى في مراحل عمره المتأخرة».

لكل لاعب مجموعة من الأدوات التي توفر له الأمن والسلامة، مثل بدلة بيضاء مبطنة، إضافة إلى واقية وقناع وقفاز، وتقام المباريات على ملعب يصنع من معدن عازل للمسات الأرضية طوله /14/ متراً وعرضه متران، وهناك جهاز كهربائي يساعد الحكم حيث تضاء لمبة حمراء أو خضراء عندما تكون اللمسة صحيحة، عن طريق سلك كهربائي ملصق بنصل السيف ويمر تحت ملابس المبارز بخيط معلق من خلف اللاعب ومتصل بجهاز التحكيم الكهربائي، ويعتقد البعض بخطورة لعبة المبارزة لكن الواقع أنها أقل خطراً إلى درجة كبيرة من الرياضات الأخرى

عن تاريخ ممارسة اللعبة أولمبياً أضاف: «استحدثت قوانين لعبة المبارزة في نهاية القرن التاسع عشر، وأدرجت اللعبة أولمبياً اعتباراً من دورة الألعاب الأولمبية عام /1912/، واهتمت العديد من الدول بهذه الرياضة وأسست مجموعة كبيرة من الأندية المتخصصة، وتقام لها اللقاءات الدولية عبر الاتحاد الدولي للمبارزة، وعلى صعيد العالم العربي فقد اهتمت أيضاً عدة دول عربية بهذه الرياضة منها: "السعودية ومصر والأردن والكويت وغيرها وقدمت العديد من الأبطال الدوليين، وفي السنوات القليلة الماضية بدأ الاهتمام بهذه اللعبة يتزايد في سورية، ونتمنى نشر هذه اللعبة والتعريف بها لما تحمله من جمالية ومتعة».

من منافسات بطولة الجمهورية

الأسلحة المستخدمة في لعبة المبارزة تابع قائلاً: «هناك ثلاثة أنواع من الأسلحة المستخدمة في لعبة المبارزة تختلف باختلاف الهدف من استعمالها ومناطق اللمس الخاصة بها، سلاح الشيش وتحدد أهدافه في الجذع والصدر والظهر ومثلث البطن ويتم تسجيل اللمسة بحرف السيف، سلاح السيف ويحدد الهدف في الجزء العلوي من الجسم، ويشمل الجذع والرأس والذراعين، وتكون اللمسة صحيحة بحرفة أو بحدة، وهو قريب الشبه بالسيف الذي كان يستخدم سابقاً في الحروب، سلاح سيف المبارزة والهدف فيه يشمل جميع أجزاء جسم اللاعب بما في ذلك الملابس والأدوات الخاصة باللاعب عدا السلاح، ويتم تسجيل اللمسة بحرف السيف».

الأدوات التي تحمي اللاعب، وطريقة احتساب النقاط، أضاف: «لكل لاعب مجموعة من الأدوات التي توفر له الأمن والسلامة، مثل بدلة بيضاء مبطنة، إضافة إلى واقية وقناع وقفاز، وتقام المباريات على ملعب يصنع من معدن عازل للمسات الأرضية طوله /14/ متراً وعرضه متران، وهناك جهاز كهربائي يساعد الحكم حيث تضاء لمبة حمراء أو خضراء عندما تكون اللمسة صحيحة، عن طريق سلك كهربائي ملصق بنصل السيف ويمر تحت ملابس المبارز بخيط معلق من خلف اللاعب ومتصل بجهاز التحكيم الكهربائي، ويعتقد البعض بخطورة لعبة المبارزة لكن الواقع أنها أقل خطراً إلى درجة كبيرة من الرياضات الأخرى»

تجدر الإشارة إلى أن الدراسات التاريخية تدل على اهتمام الفراعنة بلعبة المبارزة وخاصة بالسيف، باعتباره العمود الفقري في حروبهم التي خاضوها، وتشير الرسوم والكتابات المختلفة إلى ولع المصريين القدماء بمختلف أنواع المبارزة منها ما هو على القوارب بين الصيادين، إلى المبارزة باستخدام سيقان البردي واستخدام السيوف، ولم يقتصر الأمر على التدريب فقط بل كانت تقام لها مسابقات محلية ودولية.