منذُ دخول السَّيارات إلى "دمشق" كانت حارة "زقاق الجن" المركز الرئيسي لورشات تصليح وبيع قطع السّيارات، حيث نُقلت إلى الريف وعادت خلال الأزمة التي تمرّ "بسورية"، فأصبحت المنطقة حالياً "ورشات رصيف" أو "ورشات سّيارات" كما يُسميها الصناعيون القادمون من "حوش بلاس" و"مجمّع القدم".

مدونة وطن eSyria التقت بتاريخ 12/6/2013 أحد أصحاب المهن العاملة على الرصيف السّيد "مازن أبو حمدي" الّذي تحدّث عن سبب مجيئه إلى "زقاق الجن" وافتتاح ورشته المتنقلة بالقول: «أغلب العاملين على أرصفة "زقاق الجن" الصناعية هم بالأصل أصحاب محال صناعية في منطقتي "حوش بلاس" و"مجمع القدم" الصناعيتين، ولكن بعد الأزمة الأخيرة التي تشهدها "سورية" دفعت الكثير من أصحاب المهن إلى ترك تلك المنطقتين والاتجاه إلى وسط المدينة، كمنطقة "زقاق الجن" التي تعتبر من المناطق المختصة بتصليح السيارات وما يلزمها».

كما تعتبر "زقاق الجن" مركزاً للتسوّق حيث يقوم أهالي "عين الخضرة" و"عين الفيجة" ببيع الألبان والأجبان والفواكه والخضار على الأرصفة، علما أن الدولة قامت بإعطاء أصحاب البسطات رواقاً مسقوفاً بقرميد, لكن لم يلبثوا أن عادوا إلى الأرصفة

وحول ما إذا كان عملهم أثّر إيجاباً أو سلباً على أصحاب المحال في "زقاق الجن" قال "أبو حمدي": «عملنا لم يؤثِّر على أي شخص؛ لأننا نحن أولاد مصلحة واحدة, فكل واحد منا يكمل الآخرين، عدا ذلك لكلٍّ منّا زبائنه الخاصّون الّذين يقومون بتصليح سيارتهم عنده، وهذا لم يخلق أيّة مشكلات أو مضايقات فيما بيننا، أضف إلى ذلك بأن عمل "ورشات الرصيف" كما أطلق عليها "أبو حمدي" يقتصر على "فك وتركيب" الأشياء البسيطة: كتركيب ضوء أو معالجة مشكلة كهربائية بسيطة، أو معرفة سبب ارتفاع في الحرارة وهكذا أمور بسيطة لا تحتاج إلى فك وتنزيل المحرك، وهناك من قام باستئجار "خزانة" عند أحد المحال ووضع عدته فيها، وهذا ما شكل أبواب رزق لكلا الطرفين».

احدى ورشات العاملة في زقاق الجن

وتابع أبو حمدي" بالقول: «انتقالنا إلى "زقاق الجن" جاء نتيجة أزمة المرور التي تحصل عند الذهاب "لحوش بلاس" و"القدم" وهذا ما دفع المواطن إلى عدم الذهاب لتلك المنطقتين لانتظاره أكثر من ثلاث ساعات قبل وصوله إلى المنطقة الصناعية، وأغلب أصحاب المهن في "حوش بلاس" للسيارات الخفيفة أغلقوا محالهم, كل واحد منهم استطاع أن يجد مكاناً ما في "دمشق" ويفتتح ورشته فيه؛ لأن المهنيين بشكل عام يستطيعون أن يدبروا أمورهم بأي مكان، كما أن أغلب أصحاب ورشات تصليح السيارات القادمين من "حرستا" ودوما" و"القابون" وجدوا مكاناً في منطقة المزرعة وافتتحوا "ورشات الرصيف" فيها، فيما اقتصر عمل "حوش بلاس" الحالي على السيارات الثقيلة والتي تشكل نسبة 5% من عدد المحال والبالغة /3500/ محل مختص بتصليح السيارات الثقيلة والخفيفة».

ويشير أحد كبار السن في منطقة "زقاق الجن" السيد "مجيد السيد" بالقول: «منذ العام 1955 تعتبر "زقاق الجن" المنطقة الصناعية المختصة بتصليح السيارات وما يلزمها, واستمرت حتى نهاية العام /1999/م، عندما نقلت الدولة محلات إصلاح السيارات إلى "مجمع القدم" ومنطقة "حوش بلاس" الصناعيتين ما خفف ضغطاً عن "زقاق الجن"، ولكن بعد الأزمة التي تمرّ بها "سورية" قام بعض من أصحاب الورشات بافتتاح ورشات تصليح بسياراتهم "بيك أب" وجعل الصندوق الخلفي مستودعاً للعدة».

وسيارة أرى مختصة برديتورات الكهرباء

وأضاف: «كما تعتبر "زقاق الجن" مركزاً للتسوّق حيث يقوم أهالي "عين الخضرة" و"عين الفيجة" ببيع الألبان والأجبان والفواكه والخضار على الأرصفة، علما أن الدولة قامت بإعطاء أصحاب البسطات رواقاً مسقوفاً بقرميد, لكن لم يلبثوا أن عادوا إلى الأرصفة».

معدات الورشة على الرصيف