يعتبر الطبيب السوري "خالد العوف" صاحب بصمة عالمية في معالجة الفكين حيث قطف ثمار جهوده حين أطلق مدير مشفى "سالزبورغ" النمساوي اسم "طريقة العوف" على الطريقة الجديدة في معالجة التقويم الجراحي للفكين التي قدمها للعالم الطبيب السوري "خالد بدر الدين العوف".

مدونة وطن eSyria، التقت بتاريخ 19/6/2013/، الدكتور "العوف" للحديث عن ابتكاراته وأبحاثه في مجالات الجراحة الفكية، وبدايةً تحدث عن الدوافع التي كانت وراء اختراعه لطريقة خاصة ومميزة لمعالجة التشوه الهيكلي في عظم الفك والوجه، فقال: «أفضل ما يمكن أن يحصل عليه الطبيب في أي اختصاص هو ابتسامة المريض ورضاه، ولهذه الغاية عملت على ايجاد حلول علمية لمعالجة التشوه الهيكلي في عظم الفك والوجه، "توسيع الفك العلوي أحادي وثنائي الجانب الموجه الباني للعظم ذاتياً"، وهي طريقة تتلافى الخلل في الطرق القديمة التي كانت تعتمد على التطعيم العظمي لتوسيع الفك العلوي، إضافةً إلى قطع العصب والشريان الوريدي للأنف الحنكي، وهو ما كان يؤدي إلى تشوه في شكل الأنف، وإلى ضعف في التروية».

الدكتور "خالد" يستحق ما وصل إليه، وهو من الأطباء الذين يعملون بصمت لكنهم يصلون إلى أهدافهم بدقة

بداية الفكرة يتحدث عنها بالقول: «حين كنت أكمل دراساتي العليا في "النمسا" بالعام /2004/، أخبرت مدير المشفى عن ضرورة ايجاد طرق جديدة لتجنب قطع العصب والشريان لدى معالجة حالات التقويم الجراحي للفكين، فأخبرني بأن الطريقة المتبعة في "أوروبا" وحيدة، وهي الأفضل على مستوى العالم، وهو الأمر الذي دفعني لمزيد من البحث والدراسة، عبر إجراء تجارب على /120/ جمجمة صناعية لأتوصل في النهاية إلى طريقة جديدة دون مضاعفات جانبية، وعرضت الطريقة على مدير المشفى في "النمسا"، وقام بتجريبها على أحد المرضى وحققت نجاحاً باهراً، ما دفعه لتسميتها طريقة "العوف"».

الدكتور خالد العوف.jpg

ويضيف: «تابعت أبحاثي بعد عودتي في العام /2007/ إلى سورية، وبعد عمل دام خمس سنوات سجل البحث في عام /2009/ وصدق من وزارتي الصحة والخارجية "النمساويتين"، وانتشر في العالم عام /2010/، ونلت عليه براءة اختراع سورية ودولية، إضافة إلى جائزة أفضل اختراع لعام /2011/ من جمعية الوايبو الدولية».

أما عن رأيه بالبحث العلمي وأهميته في المجال الطبي فقال: «البحث العلمي في المجال الطبي والجراحي بصفة خاصة عليه أن يكون مبتكراً، وأن يعالج ما استعصى من قبل، وأن يبتكر حلولاً للمشكلات والأمراض التي تواجه المجتمع، ولا بد للبحث العلمي أن يكون إضافة حقيقية للمعرفة الإنسانية، ويتميز بالدقة والموضوعية، فالباحث عليه أن يبرهن على قدراته في تحديد المشكلة واستنباط طرق فعالة لحلها، ومن وجهة نظري فالبحث العلمي من أهم أوجه النشاط الفكري في المجتمعات، وتعد الجامعات والمشافي التعليمية المراكز الأساسية للنشاط العلمي الطبي بما لها من وظيفة رئيسية في تشجيع البحث العلمي وتنشيطه وإثارة الحوافز العلمية للعاملين فيه».

خلال لقاءاته الاعلامية.jpg

وأكد الدكتور "العوف" أن «البحث العلمي يحتاج إلى دعم وإمكانيات وتحفيز العاملين به، ومن المفترض أن يكون هناك مركز أبحاث في كل جامعة ومستشفى لترتفع في مستواها العلمي والعالمي، والأبحاث العلمية تحتاج للوقت والجهد والمال، ومن هنا فإن تقدير الباحث وتكريمه مادياً ومعنوياً شيء رئيسي في تطور البحث العلمي».

أما عن واقع طب الأسنان في سورية فيوضح: «طب الأسنان في سورية وصل إلى مرحلة متطورة، لكننا بحاجة إلى مزيد من المتابعة لمعرفة التطورات المتسارعة في العالم، وأقترح أن يخضع الطبيب عندما يتخرج لثلاث سنوات تدريب عند طبيب قدير ليتعلم أصول العمل، ويكتسب خبرة ومهارة، ويكتشف أدق التفاصيل، ليكون مؤهلاً ومدرباً لممارسة عمله ضمن العيادة».

يتقلد وسام الاخلاص.jpg

وحول جديد أبحاثه يقول: «أعمل على بحث علمي جديد، واختراع قيد التنفيذ يتعلق بجراحة الرأس، وتوسيع عظام الفكين العلوي والسفلي بالتعاون مع جامعة انسبروك في "النمسا"».

وخلال تواجدنا في عيادته بسوق "مدحت باشا" التقينا المهندس "محمود مهنا" الذي عبر عن فرحه بما حققه الدكتور "العوف" من انجازات طبية، مبيناً: «الدكتور "خالد" يستحق ما وصل إليه، وهو من الأطباء الذين يعملون بصمت لكنهم يصلون إلى أهدافهم بدقة».

يذكر أن الدكتور "خالد العوف" نال مؤخراً "وسام الإخلاص" من الدرجة الأولى نتيجة تفانيه وإخلاصه في العمل، واختراعه طريقة علمية وتقنية حديثة ومميزة لمعالجة التشوه الهيكلي في عظم الفك والوجه.

وهو من مواليد "دمشق" /1965/، يحمل شهادة دكتور في طب الأسنان من جامعة تشرين /1988/، ونال شهادة اختصاص عليا في الجراحة التقويمية للفكين جامعة "سالزبورغ" /2004 – 2007/.