في المنطقة الشمالية الغربية من "دمشق" وعلى سفح جبل الشيخ تقع قرية "الريمة"، التي سميت بهذا الاسم نسبة إلى "ريمة الورد" بنت الملك "شبيب التبعي اليمني".
مدونة وطن "eSyria" زارت القرية، بتاريخ 28 تشرين الأول 2014، والتقت الأستاذ "أديب شرف الدين" من أهالي القرية، فحدثنا في البداية عن موقع القرية بالقول: «تتميز قرية "الريمة" بأطلالها على أحد سفوح جبل الشيخ، ومن ناحية الجنوب الشرقي على تلة مرتفعة، كما تشرف عليها من الجنوب الغربي قرية "عرنة" التي تبعد عنها مسافة 4 كيلو متر، وقرية "بقعسم" من الشمال الشرقي بمسافة 5 كيلو متر، ومن الشرق يفصلها وادي نهر الأعوج عن قرية "خربة السوداء"، أما من جهة الغرب فتتصل بسفوح جبل الشيخ، ترتفع قرية "الريمة" عن سطح البحر 1700 متر، تربتها كلسية فقيرة، حيث كانت قديماً تزخر بالينابيع التي ما يزال بعضها موجوداً مثل: "عين اللوز، عين الكبير، عين قسياتة، عين الرجمة، عين الشبعانة، عين الباردة، عين سمرا، عين تامر"، ولكن مؤخرا؛ ونتيجة لحفر عدة آبار لإرواء الغوطة الغربية في منطقة المرج نضبت معظم الينابيع».
يربط القرية بالقرى المجاورة طريق معبد يصلها أيضاً بالعاصمة "دمشق"، وفيها شبكة كهرباء تم تدشينها عام1979، وشبكة لتوزيع المياه تم تمديدها من قبل أهل القرية، وفي عام 1970 تمت إعادة تمديد هذه الشبكة وبناء خزان كبير لتوزيع المياه، كما توجد فيها ساحة كبيرة تدعى "الموقف" يتم الاجتماع فيها في الأحزان والأفراح، وفيها جمعية فلاحية تقدم الخدمات للفلاحين من غراس وأسمدة، وتكفل الفلاح عند قدومه للحصول على قروض
ويضيف: «إن هذه القرية مأهولة بالسكان من قبل الميلاد، وسميت بـ"الريمة" نسبة إلى "ريمة الورد" بنت الملك "شبيب التبعي اليمني"، ويبلغ عدد سكانها حالياً 2000 نسمة، معظم عائلاتها أتت من لبنان مثل آل "معن" ويعود نسبهم للمعنيين في لبنان، وآل "شرف الدين" ويعود نسبهم لآل الفقيه، أما آل "نصر" و"كبول" فقد قدموا حديثاً من قرية "عرنة" المجاورة، وأقدم العائلات هم آل "غرز الدين"، كما سكنتها قديماً عائلة "أبو سواد" و"أبو سعيد" بدليل وجود أماكن في القرية تسمى بأسماء هذه العائلات حتى الآن.
ويتصف سكان هذه القرية بالطيبة والبساطة في العيش، فهم متحابون ومتكاتفون في السراء والضراء يشاركون بعضهم بعضاً كجسد واحد، ففي الأفراح يحيون الأعراس جميعهم، ولكنهم قرية ترتبط أفراحهم بأحزانهم، فأثناء الحزن تلغى مناسبات الأعراس كلياً، كما يساعدون بعضهم بعضاً في أعمالهم من مبدأ "النخوة والمروءة"».
وحول عمل أهل القرية حدثنا المختار "فارس معن": «معظم السكان يعملون في الزراعة، وقسم قليل في تربية الأغنام والماعز والأبقار، وقسم قليل جداً يعمل في التجارة مع وجود بعض الحرفيين على نطاق محدود، وتتصف أراضي قرية "الريمة" بأنها كلسية فقيرة، كانت معظم زراعتها بعلية مثل الكروم والتين والزيتون، وقسم منها يعتمد على الري من الينابيع ويزرع بالقمح والشعير والبطاطا، أما في الوقت الحاضر فقد تحولت معظم زراعات الفلاحين إلى الأشجار المثمرة، مثل التفاح والكرز والمشمش والإجاص والدراق وغيرها، وهي بنسبة محدودة فالفلاح يسوق محاصيله ولكنها بكميات قليلة لفقر الأرض وصغر المساحة».
كما حدثنا عن الخدمات المتواجدة في القرية قائلاً: «يربط القرية بالقرى المجاورة طريق معبد يصلها أيضاً بالعاصمة "دمشق"، وفيها شبكة كهرباء تم تدشينها عام1979، وشبكة لتوزيع المياه تم تمديدها من قبل أهل القرية، وفي عام 1970 تمت إعادة تمديد هذه الشبكة وبناء خزان كبير لتوزيع المياه، كما توجد فيها ساحة كبيرة تدعى "الموقف" يتم الاجتماع فيها في الأحزان والأفراح، وفيها جمعية فلاحية تقدم الخدمات للفلاحين من غراس وأسمدة، وتكفل الفلاح عند قدومه للحصول على قروض».
أما من الناحية الثقافية فيضيف: «إن "الريمة" فقيرة بأعداد المثقفين والمتعلمين نتيجة فقر الأهل وعدم تيسر التعليم لهم قديماً، وبعدهم عن مركز المدينة، ففي القرية مدرسة ابتدائية بنيت عام 1950، وحديثاً أصبح فيها مدرسة إعدادية حتى الصف التاسع، لذلك كان أبناؤها يعانون من متابعة تعليمهم، كما تحتوي القرية على آثار رومانية قديمة كـ"مقابر رومانية وأعمدة"، كذلك توجد فيها قلعة وسط البلد تسمى "قلعة ريمة" لم يبقَ منها الآن إلا بعض الرموز والإشارات، كما تحتوي على العديد من المغارات التي تتسع لأكثر من 200 شخص مثل مغارة "العقبة" و"الحداد"، وفيها آثار لكنيسة تقع في الجهة الجنوبية من القرية».
الجدير بالذكر، أن قرية "ريمة" تقع أعلى قمة في جبل الشيخ، وهي أعلى قمة في "سورية"، وعليها زرع علم "سورية" بعد أن تم تحريرها في حرب تشرين التحريرية، وتبعد عن العاصمة "دمشق" 57كم.