علب تحمل ألعاب أطفال صغيرة توضع فيها "الشوكولاتة والسكاكر"، ملونة حسب جنس المولد، توزّع على المهنئين إلى جانب زينة وورود تنتشر في غرفة "النفساء" لتعبر عن فرحتها بقدوم مولودها الجديد.
مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 11 نيسان 2015، "هبة وليد" من أهالي "المزة"؛ التي تحدثت عن زينة المولود الجديد وقالت: «انتشرت في السنوات العشر الأخيرة ظاهرة المبالغة في زينة المواليد التي أصبح الاهتمام بها أشبه بالاهتمام بـ"كوشة العروس"، ففي يوم الولادة تحمل قريبات "الولّادة" صواني وأطباقاً مزينة ويحملن أنواعاً مختلفة من الحلويات والمعجنات والضيافات لتقديمها إلى الضيوف، إلى جانب توزيع الشوكولا و"الراحة والنوغا والسكاكر" ضمن علب مزينة، كما يتباهى أهل "الولّادة" بتزيين سرير الطفل بشراشف وألعاب مميزة؛ تعبيراً عن فرحة الوالدين بقدوم مولودهما، إضافة إلى تزيين الغرفة بالورود والبالونات التي يختلف لونها حسب جنس المولود؛ اللون الزهري للأنثى والأزرق للذكر».
قبل مجيء المولود بشهرين أو ثلاثة تقريباً تقوم الأم وإحدى صديقاتها المقربات أو أمها وأختها بالنزول إلى الأسواق وتحديداً إلى سوقي "الحريقة" و"البزورية" الشهيرين بوجود محال لزينة الأطفال وضيافة المولود الجديد، لتجد ما يناسب أذواقهن، من زهور وعلب لوضع "الشوكولاته والسكاكر"، وأصبحت تلك الزينة تكلف ما يقارب 25 ألف ليرة سورية في ظل ارتفاع أسعارها وتختلف باختلاف "الماركات" المتعددة
أما "كوثر حسن" فتضيف: «أصبحت زينة وضيافة المولود الجديد تكلف مبالغ كبيرة من المال لم تكن في السابق، فغيرة النساء من بعضهن وتنافسهن في الاحتفاء بالمواليد الجدد أديّا إلى المبالغة في هذه الظاهرة، فكانت النساء سابقاً يقمن بتغليف وتزيين الهدايا بنفسهن، بتكلفة مادية قليلة، ما يعكس حالة جمالية وبسيطة في نفس الوقت، وهذا ما كنت أقوم به بنفسي، أما اليوم فأصبح استقبال المولود يعكس حالياً (البرستيج) الاجتماعي».
"عرفان شالاتي" صاحب محل لبيع زينة المواليد في "الحريقة" يقول: «قبل مجيء المولود بشهرين أو ثلاثة تقريباً تقوم الأم وإحدى صديقاتها المقربات أو أمها وأختها بالنزول إلى الأسواق وتحديداً إلى سوقي "الحريقة" و"البزورية" الشهيرين بوجود محال لزينة الأطفال وضيافة المولود الجديد، لتجد ما يناسب أذواقهن، من زهور وعلب لوضع "الشوكولاته والسكاكر"، وأصبحت تلك الزينة تكلف ما يقارب 25 ألف ليرة سورية في ظل ارتفاع أسعارها وتختلف باختلاف "الماركات" المتعددة».
ويضيف: «افتتحت في "دمشق" ورشات لتصنيع علب المواليد الجدد، خاصة "الستاندات" التي تكون أغلب الأحيان من الخشب، وهناك أيضاً علب من الكرتون أو المعدن أو الكريستال على شكل عربات يجرها حصان أو تكون صناديق من الموزاييك، حيث توضع فيها نماذج تتناسب وجنس المولود، ذكراً كان أم أنثى، أم توأماً، ويتم وضع اسم المولود على العلب، وعادة تحمل ألواناً محددة، فعلب التوأم تكون باللون الأزرق أو الأصفر أو باللونين معاً، فيما اللون الزهري للمولودة الأنثى، والأزرق "السماوي" للذكر، وهي تقدم للمهنئين بعد وضع "الشوكولاته والملبس" داخلها، وتوضع هذه العلب في سلال الضيافة ذات التصاميم المختلفة أيضاً».
ويشير الباحث "منير كيال" عن عادات المباركة لدى قدوم المولود في "دمشق" بالقول: «تكون مباركة أهل "الشام" بالمولد في اليوم الخامس، فيحضر أقارب "النفساء" ويقدمون لها "النقوط" من جواهر وملابس ونقود، ومن تلك الجواهر ما تكون على شكل "حذوة الحصان" أو كلمة "ما شاء الله" أو على شكل مصحف صغير تعلق في ثياب المولود، وتدار عليهم فناجين "الكراوية"، وهو تقليد شامي منذ أكثر من 150 عاماً وما يزال حتى الآن، ويقدم حصرياً في هذه المناسبة فقط، إضافة إلى تقديم علب الضيافة التي اختلفت بشكلها عن السابق».