انطلقت "داليا القصير" من المعاناة التي يعيشها الطلاب يومياً بحثاً عن حاجياتهم الجامعية، بفكرة مركز خدمات طلابية عصري، فوضعت فنها على الشكل الخارجي من التصميم، واعتنت بالتفاصيل العملية لتصبح قابلة للتطبيق.
مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 3 أيار 2015، "داليا القصير" (خريجة كلية الفنون الجميلة جامعة دمشق عام 2015)؛ التي تحدثت عن فكرة مشروع تخرجها في اختصاص العمارة الداخلية، وتقول: «انطلقت فكرة مشروعي من الصعوبات التي تواجه طلاب كلية الفنون في تأمين المواد التي تدخل في تطبيقات مشاريعهم العملية، حيث يقصدون عدة محال ومكاتب جامعية موزعة في أماكن متفرقة، وهو ما يرهقهم من كافة النواحي، فكان المشروع عبارة عن مركز خدمات طلابي عصري شبيه بنظام المراكز التجارية (المول)؛ وهو مخصص لطلاب كليات الفنون التطبيقية والهندسات ويُخدم جزئياً باقي الكليات أيضاً».
انطلقت فكرة مشروعي من الصعوبات التي تواجه طلاب كلية الفنون في تأمين المواد التي تدخل في تطبيقات مشاريعهم العملية، حيث يقصدون عدة محال ومكاتب جامعية موزعة في أماكن متفرقة، وهو ما يرهقهم من كافة النواحي، فكان المشروع عبارة عن مركز خدمات طلابي عصري شبيه بنظام المراكز التجارية (المول)؛ وهو مخصص لطلاب كليات الفنون التطبيقية والهندسات ويُخدم جزئياً باقي الكليات أيضاً
وتتابع: «ساعدني حبي للرسم والألوان في تخيل الفكرة، وهو ما سهل علي تطبيقها عملياً، والمشروع مؤلف من قسمين: الأول متعلق باختيار بناء ما على أرض الواقع ثم إعادة تأهيله كتصميم وأفكار من الخارج والداخل، أما الثاني فهو تنفيذ قطعة أثاث بحجم حقيقي، فاخترت تنفيذ عنصر إنارة "لمبادير"، لأنه يعطي شعوراً بالحياة لأن الضوء دليل النشاط، وكان عنصر الإنارة مؤلف من ثلاثة مكعبات مركبة بعضها فوق بعض وقابلة للحركة حول نفسها يدوياً، ومثبتة على محور معدني مغطى بمادة الخشب لما له من حضور مميز في الديكور، وللتحكم بالضوء وضعت سطوحاً كتيمة وسطح نافذة للضوء معتمدة على إنارة "اللدات" الموجودة في السوق في حال انقطاع التيار الكهربائي، واخترت اللون البرتقالي للألواح لأنه أحد ألوان الشباب».
وتضيف: «الشكل الخارجي للبناء مصمم بطريقة مكعبات متدرجة من ألوان "الأورانج"، وعند التقاء المربعات الأربعة يظهر بروز خارجي للأمام، واستخدمت مادة "الإلكوبوند" للإكساء الخارجي؛ التي تعد من المواد الحديثة في البناء ومتوافرة بألوان متعددة ومقاومة للعوامل الجوية وعازلة للصوت، كما اخترت مادة البيتون الرمادية لتحقيق التوازن في اللون، واعتمدت الواجهات الزجاجية لتأمين إنارة طبيعية.
أما داخلياً فاعتمدت على تأمين الجو المريح للطالب في عملية التوزيع في المركز الطلابي؛ إذ إنه مؤلف من مدخل يضم مواقف الدراجات الهوائية والسيارات وطابقين: الأول يضم بهواً عاماً واستعلامات ومكاتب حجز سفريات للطلاب وجلسات عامة، وقسماً للطباعة بأنواعها الليزرية والإعلانية، وقسم قص الليزر و"الماكيتات والبولستر" وقسم خدمات البيع، أما الطابق الثاني فهو مؤلف من قسم خدمات الإنترنت والتكنولوجيا مع صالة واسعة مزودة بأجهزة الكمبيوتر والإنترنت ومكتبة إلكترونية وصالة عرض ثقافية فنية وكافيتيريا تقدم وجبات سريعة مع مكاتب موظفين وحمامات عامة، وتحيط بالمبنى حديقة منظمة.
واستخدمت الألوان القوية في القسم الداخلي كـ"الأورانج" والأخضر و"النيلي" لبعث روح الحيوية والنشاط، وأضفت كرسي مرافق عند كل مكتب؛ لتأمين الراحة للطالب أثناء التعامل مع عامل الطباعة، وإتاحة التواصل مع كافة الأقسام بواسطة الشبكة لتوفير الوقت والجهد ولسرعة العمل».
وعن أهمية مشروعها تقول: «إمكانية ربطه إلكترونياً بالكليات يجنب الطالب عناء البحث عن المواد والورشات، وخاصة في ظل الظروف التي نعيشها مع انقطاع التيار الكهربائي، والتي تضطرنا أن نقصد المكان أكثر من مرة لتحقيق غايتنا، المشروع يتيح الاستفادة من الجلسات الطلابية لتبادل الأفكار والآراء وتوفير فرص عمل للطلاب في المركز، وبيع المواد بأسعارها الحقيقية للطالب بعيداً عن جشع التجار، واختيار بناء قريب من الكتل الجامعية يخدم أكبر عدد من الطلاب ويوفر عناء البحث للطالب وللأستاذ الجامعي معاً لتضمنه مكتبة إلكترونية، وإن تكويناته الهندسية وطريقة تراكبها بعضها مع بعض وإدخال الألوان يخدم الفكرة ويساعد على إظهارها، وأعتقد أنه مشروع قابل للتطبيق يعطي صورة فنية جميلة للمكان مع فائدة محققة حتماً».
وتشير "داليا" إلى أنها واجهت العديد من الصعوبات خلال تنفيذ الماكيت، مثل غلاء المواد وعدم توافرها فاضطرت للاعتماد على البدائل التي تفي بالغرض، مستخدمة الطلاء لبعض ألواح الإضاءة.
وفي لقاء مع الدكتور "سمير غنوم" (رئيس قسم العمارة الداخلية في كلية الفنون الجميلة، وأحد المشرفين على المشروع)، يقول: «للطالب الحرية باختيار البناء على أن تتوافر مخططاته المعمارية لتحقيق الوظيفة المرادة منه، وأعدّ "داليا" نموذج الطالب الواعي في خياراته، ولمسنا ذلك من خلال إمكانية تطبيق فكرة المشروع بوجه عام، إضافة إلى توظيف الفراغات الداخلية بوجه جيد وإضافتها إلى الحس اللوني الجديد، فأصبح المشروع منسجماً مع العمارة الحديثة لأنها اعتمدت البساطة بالخطوط والألوان والشكل المكعب، كما أن تنفيذها لعنصر الإنارة يدل على فهم لكامل عناصره من البرغي إلى توزيع الإضاءة فوصلت إلى مرحلة تحقيق تصميم متوافق مع الوظيفة المطلوبة من الناحية الجمالية والهندسية، ومنسجم من حيث الشكل المكعب واللون مع البناء».
يذكر أن "داليا القصير" من المتفوقات في كليلة الفنون الجميلة؛ إذ حصلت على جائزة الباسل في السنة الثانية من دراستها.