تعلّمت الحبو وحبّ الرسم معاً، وخاضت التجارب الموسيقيّة حتى وجدت ذاتها مع آلة الهارب، فأتقنت العزف حدّ الاحتراف، لتحمل على عاتقها مسؤولية التعريف به، وبالوقت عينه استمرّت عمليّاً وأكاديميّاً في فن الاتصالات البصريّة، لتنطلق من "سورية" إلى العالميّة.

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت الفنانة "رهف شيخاني" بتاريخ 3 نيسان 2020 فقالت: «فيما يخصّ الموسيقا فمنذ طفولتي نشأت معها، والتدريب كان بالنسبة لي أهم من وظيفة المدرسة، إذ بدأت في عمر الثمانية أدرس الموسيقا وأعزف على آلة البيانو مع راهبة من دير "الطلياني"، في العاشرة من عمري انتقلت للمعهد "العربي للموسيقا" وهو ذاته معهد "صلحي الوادي" حالياً، أمّا تحوّلي لآلة الهارب فقد حصل بوقت لاحق عندما اكتشفت أنّ أكثر التجارب متعةً في العزف بالنسبة لي هي العزف مع أوركسترا، ومع حبّي الكبير للموسيقا أتممتها أكاديميّاً، فحصلت على إجازة في الموسيقا من المعهد العالي للموسيقا عام 2004، ودبلوم تدريس العزف على آلة الهارب بأكاديمية الموسيقا في "بولونيا" عام 2016، وماجستير في الأداء على آلة الهارب من كونسيرفتوار "سانتا تشيتشيليا" في "إيطاليا" عام 2019، بالإضافة للمشاركة بعدّة ورشات عمل اختصاصيّة مع عازفي هارب عالميّين.

الفن مترابط في شخصيّة "رهف" بشكل لا يتجزّأ منها، كونها نشأت مع عائلة فنّية، وهو ما يميّزها عن بقيّة الفنّانين. تتمتّع شخصيّتها بهدوء خارجيّ مع تدفّق للفن من الأعماق وبثقافة متأصّلة، فلديها دقّة في إيصال المطلوب بقوّة وإحساس معاً

وعلى الصعيد العملي عملت كمدرّسة لآلة الهارب في معهد "صلحي الوادي" للموسيقا، ومدرّسة لآلة الهارب في المعهد العالي للموسيقا، ومشاركات كعازفة منفردة مع الفرقة "السيمفونية الوطنية السورية" أو بشكل منفرد تماماً في "سورية"، و"إيطاليا"، كما شاركت في عروض مع أوركسترا عالميّة، ومنها أوركسترا "كراكوف الفيلهارموني"، وأوبرا "كراكوف" في "بولونيا"، وأوركسترا "WDR" في "ألمانيا" وغيرها».

"رهف شيخاني" تعزف على الهارب في إحدى الأمسيات الموسيقيّة

وعن المجال الفنّي أضافت قائلة: «نشأت وسط عائلة محبّة ومختصّة بالفنون والهندسة، فوالدي مهندس عمارة، ووالدتي الفنانة التشكيليّة "لجينة الأصيل"، كبرت وأنا أراقبها ترسم اللوحات وكتب الأطفال، وخضعت لدورات فنيّة بمركز "أدهم إسماعيل" الصيفيّة للأطفال، وفيما بعد بالدورات المتقدمة للتحضير لكلية الفنون الجميلة، وفي عام 1996 سجّلت في كلية الفنون الجميلة لأتخرّج عام 2000 باختصاص اتصالات بصرية، فعملت في وكالات إعلانيّة ومؤسّسات ثقافيّة متعدّدة، كما رسمت لكتب الأطفال مع دور نشر عربية متعددة، وعملت في مشروع "مسار"، وهو أحد مشاريع "الأمانة السورية للتنمية" وكانت من التجارب المميّزة لأنّها جمعت العمل البصري مع الهدف التنموي، الأمر الذي يستدعي اهتمامي بشكل كبير، ثمّ شاركت في ورشات عمل بمجال تصميم (اللوغو) في "سورية"، و"فرنسا"، وكذلك ورشات عمل لرسّامي كتب الأطفال الاختصاصيّين في "سورية"، و"سلوفاكيا"، فعرضت أعمالي سواء بتصميم (البوسترات)، ورسوم كتب الأطفال في معارض بكل من "دمشق"، "طهران"، "أوسلو"، "باريس"، "براتيسلافا"، و"كوريا الجنوبية"».

"طارق حاتم" عازف الفلوت الأول في الأوركسترا "السيمفونيّة الوطنيّة"، والمدرّس في المعهد العالي للموسيقا، قال عنها: «"رهف" موسيقية موهوبة، وسريعة التنفيذ، كما لديها تكنيك ممتاز، فهي ملتزمة أثناء التدريب، ومحبّة للعمل دائماً، كما أنّها تعمل على تعريف المجتمع بآلة الهارب من خلال دعوة عازفي هارب عالميّين لإقامة الأمسيات الموسيقية في "سورية"، وتسعى لبناء جيل من عازفي الهارب القادرين على إثبات مستوى موسيقي عالٍ يضاهي المستويات العالميّة، وما يميّزها أنّها قادرة على أداء أصعب القطع التي كتبت لآلة الهارب، حيث شاركنا معاً بحفل مع "الأوركسترا السيمفونية الوطنية"، و"كونشيرتو" لآلة الفلوت والهارب، للمؤلف "Mozar" عام 2017».

عازف الفلوت "طارق حاتم"

الدكتور "سمير أبو زينة" رئيس قسم العمارة الداخليّة في كليّة الفنون بجامعة "IUST"، ومدرّس في كليّة الفنون بجامعة "دمشق"، أضاف: «الفن مترابط في شخصيّة "رهف" بشكل لا يتجزّأ منها، كونها نشأت مع عائلة فنّية، وهو ما يميّزها عن بقيّة الفنّانين. تتمتّع شخصيّتها بهدوء خارجيّ مع تدفّق للفن من الأعماق وبثقافة متأصّلة، فلديها دقّة في إيصال المطلوب بقوّة وإحساس معاً».

يذكر أنّ "رهف شيخاني" من مواليد "دمشق" 1979.

د. "سمير أبو زينة"