مشروعُها الخاص في كتابة السيناريو التلفزيوني أدخلها عالم الإبداع في علاقتها مع الشخصيات الدرامية على الورق ومع المجتمع الدمشقي المحيط بها، ما شكّل لديها مخزوناً كبيراً من المعرفة الثقافية تمكّنت من اكتشافه عن قرب.
مدوّنةُ وطن "eSyria" تواصلت مع الكاتبة "بتول ورد" بتاريخ 22 آذار 2020 للحديث عن فكرة دخولها مجال الكتابة التلفزيونية للمرة الأولى حيث قالت: «في عمر الثالثة عشرة بدأت بكتابة بعض النثر الوجداني والشعر المحكي، وأدركت مع الوقت أن لدي ملكات تسيّر خيالي الذي حولها إلى مهنة حقيقية، وفي مرحلة ما بعد الدارسة الثانوية كانت أولى خطواتي في رحلة الكتابة الدرامية، وأيقنت أن الكتابة والإبحار في الخيال شيءٌ متوارث نوعاً ما ولا سيّما في مدينتي "السلمية" عامة، وعند عائلتي خاصة، فالكتابة الشعرية وفي مجال الأدب وجدت منذ زمن وما زالت مستمرة حتى الآن في كل جلساتنا العائلية، ووجدتُ نفسي مهتمةً ومتابعةً دائمةً لأهم الأعمال الدرامية، وقد ساعدني في الموضوع العامل الفني الذي لمسته في حركة الكاميرا والإضاءة وانفعالات الممثل في كل مشهد يقدمه ويتفاعل المشاهدون معه بكل لقطة، وفعلاً بدأت جدياً البحث بفضول كبير عن معرفة ماهية عالم كتابة الدراما على أرض الواقع، فتابعت عدة أعمال، وقرأت الكثير من السيناريوهات لكبار الكتاب من العالم العربي».
في بداية هذا العام شاركت بحملة إنسانية الهدف منها مساعدة المحتاجين؛ وخصوصاً في فصل الشتاء، وتم تكريمي مؤخراً في ملتقى "يا مال الشام" الشعري بمنحوتة من غاليري الفنان والنحات "معن محمود"، وكان الهدف من الفعالية هو رعاية الإنسان وتقديم الدعم المعنوي له بالمشاركة مع صديقي الكاتب "أحمد كنعان"، وأيضاً كان لي مشاركة ضمن فعالية بعنوان "طاقية صوف" لدعم أطفال مرضى السرطان أقامتها جمعية "ابتسامتي"، وكانت فعالية هامة بالنسبة لي لأني التقيت بالأطفال المرضى عن قرب، وعرضت فيلماً من تأليفي أيضاً باسم الفعالية ذاتها
وعن أهم الأعمال التي ألفتها كسيناريوهات درامية مكتوبة، أضافت: «لدي ثمانية نصوص درامية، ولكل نص خصوصيته، فكتبت نصي الأول في الثامنة عشرة من عمري تحت عنوان "شام المستحيل" أسماه لي المخرج الكبير "رضوان شاهين" بهذا الاسم، وقد وجد عندي تلك الموهبة في الكتابة بتذوق خاص، ونصحني دائماً بأن أصقل عملي فيها ككاتبة، وهذا ما عملت عليه لاحقاً، وكان تشجيعاً كبيراً منه، ومن باب العرفان بالجميل لن أنسى هذا الدعم المعنوي الذي قدمه لأنه من أوائل المخرجين الذين آمنوا بكتاباتي فعلياً، كما عملت مع المخرج "محمد زهير رجب" على نص أسميته "عطر الوجع" كتبت نصف العمل في ذلك الوقت، ثم لاحقاً تتلمذت على يد المخرج "محمد فردوس الأتاسي" الذي اغتنمت من بحر معرفته الكثير من الخبرات، وكتبت معه نصاً بوليسياً معاصراً بعنوان "يوستينا" بانتظار أن يبصر النور يوماً لأنه النص الأقرب إلى قلبي».
وتتابع: «العمل الذي قدمني أمام المشاهد على التلفاز كان عام 2016 مسلسل "صدر الباز"، وهو نص بيئة شامية بطولة كوكبة من نجوم "سورية" في الفن منهم "سلوم حداد"، "وفاء موصلي"، "أسعد فضة"، "فايز قزق"، "أنطوانيت نجيب" وغيرهم، وكانت خطوتي العملية حيث كتبتها بالشراكة مع "رامي المدني"، على الرغم من أن أعمال البيئة الشامية هي ملعبي الذي أميل إليه، ولكني خضت التجربة وأحببتها بالفعل؛ مع العلم أنها من أصعب ما يكتب كسيناريو على الورق، لأنها مضبوطة ضمن مسار تاريخي محدد، وتدور حول ضوابط اجتماعية معينة. أما حالياً بصدد التحضير لكتابة الجزء الثاني من مسلسل "بروكار" الذي سيعرض ضمن شهر مضان المبارك بالشراكة مع المبدع "سمير هزيم"، والعمل من إخراج "محمد زهير رجب" الذي يسعدني التعاون معه للمرة الثانية لأنه مهني ويحترم رؤية الكاتب بالتوافق مع رؤيته الخاصة».
أما عن نشاطات "بتول" على الصعيد الإنساني فأضافت بالقول: «في بداية هذا العام شاركت بحملة إنسانية الهدف منها مساعدة المحتاجين؛ وخصوصاً في فصل الشتاء، وتم تكريمي مؤخراً في ملتقى "يا مال الشام" الشعري بمنحوتة من غاليري الفنان والنحات "معن محمود"، وكان الهدف من الفعالية هو رعاية الإنسان وتقديم الدعم المعنوي له بالمشاركة مع صديقي الكاتب "أحمد كنعان"، وأيضاً كان لي مشاركة ضمن فعالية بعنوان "طاقية صوف" لدعم أطفال مرضى السرطان أقامتها جمعية "ابتسامتي"، وكانت فعالية هامة بالنسبة لي لأني التقيت بالأطفال المرضى عن قرب، وعرضت فيلماً من تأليفي أيضاً باسم الفعالية ذاتها».
الكاتب "أحمد كنعان" تحدث بدوه عن "بتول ورد" وأسلوبها في الكتابة على صعيد الدراما قائلاً: «ليس مهماً أن أتحدث عن أعمال "بتول"، فأغلب الناس تعرفها، لكني بالمقابل أنا أعرفها لأنها تشبه ما تكتب حقيقةً وتشبه الجمال في قصائدها، والنبل في غايات كتاباتها الدرامية.
تعيش حقيقة قلبها وهي مصابة إصابة خطرة بحب الآخرين وبالوضوح، رافقتها في جولاتها السرية لتقديم المساعدات للمحتاجين في الشوارع حتى وصلنا إلى منطقة "الكسوة" في "ريف دمشق" في يوم من الأيام وعدنا معاً بنشيج مر.
"بتول" شاعرة تحول القصيدة إلى سلوك، وتتحمل أعباء خطوة هذا التماس المباشر مع الوجع، هي أديبة مهمة وتحقق الكثير، ولكن المبهر أن سلوكها ووجدانها يتفوقان على نصها أحياناً رغم أن جماليات نصها العالية عكس أغلب كتاب العرائض في مسرح الأدب السوري المعاصر، فالأديب الذي لا يشبه كلماته مشبوه ومشكوك بكل جوائزه وإنجازاته».
يذكر أنّ "بتول ورد" من مواليد منطقة "السلمية" في ريف "حماة" عام 1994 وتقيم في "دمشق".