يقال أن الأحجار الكريمة تقدر قيمتها بتاريخها كذلك هو حال المطربة السورية مطربة الأجيال ميادة الحناوي، التي توهجت تألقا وحيوية كجوهرة على مسرح دار الأوبرا في الأمسية التي أقيمت برعاية وزارة الثقافة ضمن فعاليات دمشق عاصمة الثقافة العربية.
المطربة القديرة كما وصفها الحضور أمتعت مستمعيها بأجمل أغاني العشق والغرام كما صدحت تنادي شآم العرب وتسألهم لماذا يخافون القدوم إلى أرض العروبة ونبضها الحي، ومع كل كلمة كان يزداد حرارة تصفيق الجمهور الذي لم يستطع الانتظار حتى نهاية الأغنية، ولما لا فمطربتنا لامست بصوتها قلوبهم التي بدا واضحا أنها مفعمة بالإنسانية والوطنية معاً.
غنت للحب وقالت أنا بعشقك ، أحلو عمري، حبينا واتحبينا، عيني ياعيني، دوا عيني، كما غنت لآلام الحب وحولت آهات المحرومين إلى كلمات موزونة منغمة فغنت نعمة النسيان، فاتت سنة، كان يامكان ، مهما يحاولوا يطفوا الشمس، لتختتم حفلها العربي بامتياز كما وصفته مقدمة الحفل ليال فلحوط بأغنية يا شآم. رافق مطربة الأجيال الفرقة الذهبية بقادة المايسترو مجد جريده
جمهور الجوهرة كان من الوزراء و ضيوف القمة ولم يقتصر على المسنين فحسب فكان السواد الأعظم من فئة الشباب بل والأطفال، قدم جزء كبير منهم قبل ساعة ونصف و الطريف في الأمر أنني كنت أولهم مخافة أن تغلق الأبواب دون أن نتمكن من الدخول ولو بعد جزء من الثانية بسبب أزمة المواصلات مخالفين بذلك المثل المعروف ان تصل متأخراً خيرا من أن لاتصل أبدا، كذلك هو حال الدكتور مهند لفلوف وزوجته الذين قدما مبكرين مخافة أن يحدث معهما ما حدث عندما كان نفق الأمويين مغلقاً لحدث طارئ وبالتالي وصولهما رغم كل المحاولات متأخرين لتغلق بالمقابل أبواب دار الأوبرا في وجهيهما
ولأن الدكتور لفلوف يعتبر أن السيدة ميادة من الأصوات الخالدة جاء ليحضرها ويستعيد معها أجمل الأيام الطرب الأصيل فزوجته الصيدلانية ما فتئت تقوم بزيارات خاطفة إلى الدار لمتابعة نشاطاتها، كي لا تفوتها حفلة ميادة مطربة زوجها المفضلة.
أما سلاف عباس فتمنت أن يكون من ضمن نشاطات دمشق عاصمة الثقافة حفلة أخرى لعملاق آخر من عمالقة الفن السوري كالأسطورة صباح فخري فتحضر من بعيد كما جاءت لتحضر حفلة السورية بامتياز الفنانة ميادة وعندما سألناها لماذا تفضلين مطربة الجيل، قالت لأنها بقيت محترمة ولم تفعل ما فعلته العديد من المطربات اللاتي لم يستطعن مع التقدم في السنون أن يحافظن على أصواتهن ولا حضورهن كما فعلت ميادة.
جدير بالذكر أن مطربتنا بدأت حياتها الفنية منذ عام 1977 مع الموسيقار محمد عبد الوهاب الذي بدأ يقدمها إلى الجمهور نتيجة إيمانه بقدراتها الفنية، لتتابع أعمالها مع الأستاذ بليغ حمدي الذي خصها بما يسمى (البليغيات) تلك الألحان الباقية ما بقي الطرب والذوق الرفيع.