مساحة فرد عليها إبداع متقن، وتحد يحمل رؤية جديدة لنص قديم، فعبقت الخشبة بتفاصيل مسرحية شكلت باجتماعها حكاية بلانهاية، فتقصّد العفوية واختزال الهم وبساطة الطرح شكلت ملامح موظفة استغلها المخرج لملء أبعاد المسرح منطلقاً من بساطة الديكور والإضاءة.
فريق eSyria حضر العرض المسرحي "حكاية بلانهاية" والذي قدم ضمن "مهرجان المسرح السوري بدورته الخامسة عشرة" وذلك في مسرح "القباني" بتاريخ 29/11/2010، والتقى مخرج العمل "لؤي شانا" الذي حدثنا عن العرض: «اخترت هذا النص من تأليف الفنان "أسعد فضة" ليكون بمثابة امتداد لتكريمه والذي بدأ في "اللاذقية" عندما أطلقنا اسمه على صالة المسرح القومي هناك، إضافة إلى أن العرض يلامس الجمهور ويحمل أوجاعهم وذلك ضمن قالب كوميدي عفوي عبر تقديم مجموعة من الحكايا».
يتميز العرض بخفة الروح والبساطة على الرغم من كثافة الهموم والمشاكل التي أثارها، وهذا يدل على توليفة ناجحة استطاع مخرج العمل إنجاحها
كما حدثنا "شانا" عن التحدي الكبير الذي يحمله هذا النص باعتبار أنه قدم في سنة 1986 من إخراج "أسعد فضة" وتمثيل عدد من نجوم سورية فقال: «هذا النص هو تحدّ شخصي بالنسبة لي، لذلك حاولت تقديم رؤية جديدة تختلف عن رؤية النص القديم للفنان "فضة"، معتمدين على العفوية وعدم التعقيد».
اعتمد "شانا" سينوغرافيا بسيطة خالية من التعقيد وذلك حسب تعبيره لتؤدي وظيفة درامية وجمالية موظفة.
كما حدثنا "يوسف سيد أحمد" عن مشاركته في العرض حيث قال: «يتحدث العرض عن هموم اعتيادية حاولنا تجسيدها بعفوية، وذلك لأننا نعيشها ونحس بها، شخصيتي في العمل تتحدث عن إنسان لئيم يستغل أي فرصة لإيذاء الآخرين ولكن سرعان ما ينقلب السحر على الساحر».
كما حدثنا "نضال عديرة": «عمدنا إلى تحويل الألم إلى لعبة مسرحية بقالب كوميدي عفوي، محاولين عدم تقليد شخصيات العمل المقدم سابقاً، الأمر الذي تطلب منا جهداً وعملاً مكثفاً».
الفنان "جهاد سعد" تحدث لموقع eSyria عن العرض فقال: «لقد شاهدت العرض المقدم سابقاً في عام 1986، ومن خلال متابعتي لعرض اليوم أجد جهداً واضحاً وعرضاً قريباً من القلب لمجموعة شابة حاولت أن تقدم لنا مسرحاً بسيطاً يبتعد عن التعقيد».
كما تحدث "سعد" عن أهمية المهرجانات المسرحية بالنسبة للجمهور وبالنسبة للفنانين حيث قال: «المهرجان المسرحي فرصة جيدة للتعرف على التجارب المسرحية المختلفة، كما أنه فرصة للتعارف بين الزملاء المسرحيين سواء على صعيد محلي أو عربي، ويقدم المهرجان عدداً من العروض المسرحية الجيدة، إضافة إلى أنه يتيح للمتلقي متابعة العروض القوية التي تشكل بصمة في تاريخ المسرح، والعروض الشابة التي أحترمها فهي تشكل المسرح الجديد».
وقال "هشام الأكرم" أحد الحضور: «يتميز العرض بخفة الروح والبساطة على الرغم من كثافة الهموم والمشاكل التي أثارها، وهذا يدل على توليفة ناجحة استطاع مخرج العمل إنجاحها».
كما قال "فراس النقشبندي": «اللافت في هذا العمل حرية الحركة التي امتاز بها الممثلون وهذا يدل على موهبة متميزة، كما أن أداء الشخصيات كان مقنعاً، الذي لفت انتباهي في العمل وجود أحد شخصيات العمل بين الجمهور فالتواصل بين الممثلين والحضور كان ناجحاً ولافتاًً».
بطاقة العرض التعريفية: عرض "حكاية بلا نهاية" من تأليف الفنان "أسعد فضة" وإخراج "لؤي شانا"، ومن تمثيل "نجاة محمد" و"نضال عديرة" و"محمد أبو طه" و"طارق حلوم" و"يوسف سيد أحمد" و"رافي عزيز" و"أكرم الشيخ".
يذكر أن الفنان "لؤي جميل شانا" من مواليد "اللاذقية" 1972، خريج المعهد العالي للفنون المسرحية في "دمشق" عام 1997، أخرج الفنان العديد من الأعمال المسرحية للمسرح القومي ونال العديد من الجوائز الذهبية في مهرجانات دولية ومحلية.
وقد افتتح مهرجان "دمشق المسرحي" بدورته الخامسة عشرة 2010 والذي تقيمه مديرية المسارح والموسيقا بتاريخ 27 تشرين الثاني ويستمر لغاية 5 كانون الأول 2010 مقدماً العديد من العروض المسرحية السورية والعربية.