أقيمت على خشبة مسرح "الحمراء" في "دمشق" المسرحية السورية "لحظة"، ضمن المشاركة السورية الرسمية لمهرجان "دمشق" المسرحي، وذلك 1/12/2010، وتميز العرض المسرحي بالحالة الإنسجامية العالية بين الممثلين إضافة إلى التوظيف الجيد للتقنيات بما فيها العرض السينمائي والذي شكل حالة محورية في هذا العرض.

موقع eSyria حضر العرض ورصد حوله الآراء التي كان أولها مع الأستاذ "ممدوح الأطرش" كاتب ومخرج والذي تحدث عن العرض بالقول: «أنا برأيي هذه السنة بشكل عام العروض المنتقاة لم تكن على المستوى المطلوب لمهرجان "دمشق" المسرحي، عرض "رغدة شعراني" اليوم فيه نوع من الفرجة وجميل جداً، مضمونه الفكري معقول لحدٍّ ما، العرض جميل وتجانس الممثلين وأداؤهم بشكل كامل أعطى نكهة جميلة جداً للعرض، أسلوب "رغدة شعراني" ولونها تعودنا عليه، وإنشاء الله يكون لها خطوات أحسن في الأعمال القادمة».

يمكن لأي شخص أن يكتب نصاً ويخرج بالنهاية بكتاب، فنحن لا نستطيع القول أنه لا ينتمي للأدب المسرحي

أما الفنانة "أماني الحكيم" فقد أضافت: «أنا رأيي أن العرض رائع، وأنا معتادة على "رغدة شعراني" ومجموعتها الجميلة بأن يكونوا دائماً في القمة، وأنا عندما أحضر عرض ل"رغدة شعراني" أكون متأكدة تماماً بأني سأخرج وأنا في قمة المتعة، لأن كل فرد في المجموعة شخص مهم جداً، وأنا أؤمن بهم من كبيرهم لصغيرهم، وأقول لهم شكراً على ما قدمتموه لأنه كان جميلاً وخاصةً أن العمل من تأليف وإخراج "رغدة شعراني».

لحظة

لكن الدكتورة "هنادي بلاطة"، عبرت عن مشاعرها اتجاه العرض بالقول: «العرض رائع، وفيه شيء من الواقع بطريقة عرض جميلة جداً وخفيفة الظل وأوصلت الفكرة بطريقة صحيحة، وشكراً للجميع على أدائهم وأتمنى لهم النجاح».

الفنان "كفاح الخوص" أحد الممثلين في المسرحية، يقول: «العمل اسميه "لحظة" لحظة من الحلم هاربة من واقع الشباب الذين لا يستطيعون عمل ما يريدون، هذا الحلم الذي يتمنون له الاستمرار وعدم الاستيقاظ منه، لأنهم يستطيعون في هذا الحلم إفراغ كل رغباتهم وأفعالهم وسلوكهم الذي لا يستطيعون تحقيقه في الواقع مهما كان استثنائياً ومكثّفاً، مثّلت دور "عبد" وهو شخص يحب النساء ومن ثم يكتشف أنه يحب صديقته في البيت، يخاف من الاستقرار وتأسيس بيت، وهذا الخوف الذي يشعر به كل شاب في سورية من الاستقرار والزواج، ومن ثمَّ يجد الحل لمشكلته».

أماني الحكيم

الفنانة "رغدة شعراني" مخرجة العمل تقول: «العمل اجتماعي يتكلم عن حياة الشباب ومشاكلنا، عن الموت والحياة، فكرته الأساسية أنه في حال قرر الإنسان العيش في هذه الحياة والاستمرار فيفترض أن يعيشها بكل أبعادها».

وتابعت عن الجانب التقني الذي استخدمته في العرض: «الجانب التقني هو مشروعي في الأساس وله علاقة باستخدام السينما في المسرح، أحاول تطويره من عمل لآخر، وهو بحالات مختلفة وبطرق مختلفة، استخدمته في العرض بطريقة مختلفة بأن الكاميرا تعرض أحداثاً لا تكون أبداً على المسرح، وهناك أفكار تعرض من خلالها، شيء له علاقة بمساعدة الفكرة لتصل أكثر إلى الجمهور».

كفاح الخوص

ودافعت عن الفكرة التي تقول بأن عملها لا ينتمي إلى الأدب المسحي بالقول: «يمكن لأي شخص أن يكتب نصاً ويخرج بالنهاية بكتاب، فنحن لا نستطيع القول أنه لا ينتمي للأدب المسرحي».

الفنان "علاء الزعبي" ممثل وأحد المشاركين في العرض يضيف: «هذا العرض تجربة خاصة بعض الشيء، نحن نحاول كمجموعة بإخراج "رغدة شعراني" أن نعمل شيئاً خارج عن المألوف في المسرح، وأن نعمل حالة جذب للجمهور من خلال أفكار جديدة وطريقة عرض جديدة، نتناول قضايا بالأساس غير مطروحة كثيراً، تخص الشباب وتخص المجتمع ككل بحالات إنسانية، والمسرحية تقع في هذا الاتجاه، في القصة وجدنا طريقة لأن يكون فيها شيء من التشويق، لنعمل حالة شدّ للعرض من بدايته حتى نهايته».

أما الفنانة "نسرين الحكيم" فتتابع عن زميلها بالقول: «العمل هو مشروع المخرجة "رغدة شعراني" الثالث، وأنا أعمل معها للمرة الثانية وأعتبره مشروعي أيضاً، هذه المحاولة في المسرح التجريبي جريئة في فكرتها وأصبحت ل"رغدة شعراني" شبه هوية في نوعية عروضها، والتي تحمل الفكر الشبابي وفكر أولاد الجيل الجديد بطرح بسيط وربما يكون استعراضي، ولكن قطعاً العمل هادف، اليوم أسمع الكثير من الناس يقولون لي أنهم بكوا، لأن كل صبية شاهدت العرض كانت قد شعرت بنفسها وكأنها "نادين تحسين بك" أو "أنا"، أتمنى أن تكون ردود الأفعال التي وصلتنا حقيقية، وأتمنى أن تبقى الآراء على هذا السياق بعروضنا ما بعد عيد رأس السنة».